أوبرا وينفري لم تتمالك دموعها وهى تعلن توقف برنامجها

«بعد صلوات كثيرة وأشهر من التفكير العميق قررت أن يكون الموسم القادم الخامس والعشرون هو الأخير فى برنامج أوبرا وينفرى شو».. بتلك الكلمات بدأت وينفرى حديثها لمشاهديها لتؤكد خبر توقفها عن تقديم برنامجها الحوارى بعد أربعة وعشرين عاما من انطلاقه.
وجاءت كلمات الإعلامية الشهيرة مليئة بالأحاسيس الجميلة والمشاعر الرائعة وبعض الدموع فى محاولة منها لتعبر لجمهورها عن مدى تأثرها بهذا القرار.
وأضافت وينفرى أنها فضلت إعلان الخبر من خلال برنامجها، لأنها تعلم أن الصحف ووسائل الاعلام ستنشره، والبعض ربما سيزيد عليه أو ينقص منه وهو ما لا تريده فهى تريد أن يعرف جمهورها الحقيقة منها وبشكل مباشر.
وذكرت وينفرى المشاهدين ببدايتها وقالت «عندما بدأت تقديم هذا البرنامج شعرت بالإثارة والمتعة وبالتأكيد ببعض العصبية كما يتوقع الكثيرون ولكنى علمت أيضا أنها فرصة حقيقية حصلت عليها إلى أن وصلت إلى هذه اللحظة معكم، فالسنوات الماضية معكم ومع المشاهدين آثرت حياتى فقد كنت ضيفة فى منازلكم وحياتكم لسنوات طويلة».
وتطرقت الإعلامية الشهيرة إلى أسباب قرارها، بالقول «هذا هو التوقيت السليم للإقدام على هذه الخطوة وأنا أتمتع بتألقى وصحتى وروحى الجيدة أمام الجمهور وأرى أن هذا هو الوقت السليم لذلك القرار، لذا أتمنى أن نستمتع جميعا بالثمانية عشرة شهرا القادمة وهو الزمن المتبقى فى عمر البرنامج حتى نصل معا إلى نهاية رائعة».
قناة خاصة
وربط البعض بين قرار أوبرا وينفرى بإيقاف برنامجها وعزمها إنشاء شبكتها التليفزيونية الخاصة التى ستطلق عليها اسم «OWN» اختصار «Oprah WinfreyNetwork» والتى تتشارك فيها مع شركة «Discovery Communicatios Inc»، وأكدت أوبرا بنفسها أنها ستضم العديد من الموضوعات التى تهم المشاهدين وستهتم بالصحة، وبالمنازل والعلاقات الإنسانية أى كل ما يمس أى شخص وسيبدأ البث فى يناير 2011.
ويحظى برنامج أوبرا بأعلى نسبة مشاهدة منذ سنوات طوال ووصل عدد متابعيه إلى 42 مليون مشاهد كل أسبوع فى الولايات المتحدة الأمريكية وحصل البرنامج على العديد من الجوائز منها 48 جائزة من جوائز «ايمى» بما فى ذلك جائزة الانجاز عام 1998 واحتل البرنامج المركز الأول بين البرامج الحوارية على مدى 23 موسما وفاز بكل جائزة رشح لها وتتولى شركة اوبرا الإنتاجية «هاربو» إنتاج البرنامج ويوزع على 215 محطة من خلال شبكة «CBS» التليفزيونية وعلى 145 دولة من خلال استديوهات نفس الشبكة.
وأكدت معظم الصحف أن قرار أوبرا سيؤثر وبكل تأكيد على شبكة «CBS» التى ستفقد الملايين من المشاهدين بسبب انتهاء البرنامج وتعتبر أوبرا الرابح الوحيد من هذه الخطوة حيث تجهز لخطوة جديدة من حياتها، حسبما ذكرته صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية.
وأضافت الصحيفة أن وينفرى قررت أن تجنى الكثير من المال الآن وتبنى مشروعها الإعلامى الخاص، مشيرة على أنه سيكون هناك فائزون آخرون باختفاء أوبرا من أمامهم فى السباق الإعلامى الذى كانت دائما تحتل فيه المركز الأول ومن أهم منافسيها ايلين ديجينيرز فقد فتحت أمامه الطريق، وكذلك الحال مع برنامجى « د. فيل» وبرنامج «تيرا شو» وغيرهما.
غير أن الكثيرين يتوقعون عودة اوبرا فى برنامج حوارى جديد من خلال قناتها الخاصة وهو ما يأمله الآن جمهورها العريض فى العالم كله.
وشغل قرار أوبرا بالتوقف العديد من النقاد والمحللين، وفى هذا الصدد، قالت لارى جيربراندت المسئولة بإحدى الشركات المتخصصة فى تقيم وسائل الإعلام بولاية لوس انجلوس إن برنامج أوبرا يعتبر المحور الرئيسى الذى تدور حوله جداول الشبكات التليفزيونية فهو يمتلك أفضل وقت يمكن استغلاله للإعلان عن البرامج الأخرى».
قصة كفاح
وقد بدأت أوبرا وينفرى حياتها الإعلامية كمراسلة لإحدى محطات الإذاعة وهى فى التاسعة عشرة من عمرها، وبعد حصولها على منحة تعليمية أكملت تعليمها الجامعى وكانت من أوائل الطلاب وحصلت خلال مشوارها على العديد من الألقاب منها أكثر النساء نفوذا وأكثر الشخصيات تأثيرا فى العالم كما أنها من أثرياء العالم.
واستطاعت أوبرا على مدى سنوات طوال من خلال برنامجها التليفزيونى أن تمس الشارع الأمريكى بكل قضاياه الاجتماعية والسياسية والفنية والثقافية، كما أنها سلطت الضوء على كل ما يهم المرأة من أزياء وأكلات جديدة وطرق الرجيم الناجحة وغيرها من الموضوعات النسائية.
وساهمت أوبرا فى العديد من الأعمال الخيرية ومساعدة الفقراء وفتح مدرسة لتعليم الفتيات فى جنوب أفريقيا.. وستحتفظ أوبرا بجانب شبكتها الجديدة بمجلتها التى لم يظهر على غلافها سوى أهم الشخصيات الذين تختارهم أوبرا بعناية فائقة.