اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن استقالة وزير المالية التركي، بيرات البيرق، صهر الرئيس رجب طيب أردوغان، الأحد الماضي، قد يشير إلى إعادة تقويم من قبل الرئيس التركي للحكومة التركية، كرد فعل على فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. واستندت الصحيفة الأمريكية على تاريخ البيرق الذي كان يتمتع بصداقة مع ابنة الرئيس الأمريكي الخاسر، دونالد ترامب، إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر، وقالت: «إن جزء من حقيبة البيرق هو التعامل مع البيت الأبيض من خلال تلك الصداقة». وقالت نيويورك تايمز إن البيرق حافظ على الاتصال بصديقه كوشنر عبر تطبيق «واتس اب»، وأن الاثنين أدارا اتصالاً غير رسميًا بين ترامب وأردوغان، في تجاوز للبروتوكولات الرسمية، كما أكدت أن الصهر الأمريكي ساعد الصهر التركي في ترتيب لقاء مع ترامب بالمكتب البيضاوي العام الماضي. ونقلت الصحيفة عن مدير برنامج البحوث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، سونر كاجابتاي، قوله «أعتقد أن الدافع الرئيسي لاستقالة البيرق هو انهيار الاقتصاد، ولكن ربما سبب آخر هو انتهاء صلاحيته الوظيفية». وتعامل أردوغان مع الصعوبات الاقتصادية والسياسية المتزايدة التي يواجهها جزئيًا من خلال فوائد صداقته مع ترامب. وهو ما ظهر في تجنب الولاياتالمتحدةالأمريكية حتى الآن فرض العقوبات على تركيا بعد شرائها نظام الصواريخ الروسي «إس-400»، وكذلك تجنبها فرض غرامات كبيرة على «بنك خلق» التركي لدوره في انتهاك العقوبات الأمريكية على إيران. وترى الصحيفة أنه «يمكن لإدارة بايدن ممارسة مزيد من الحزم في التعامل مع تركيا وأردوغان، الذي لم يهنئ السيد بايدن بعد على فوزه، ربما يعمل على وضع الاقتصاد التركي في أيدٍ أكثر ثباتًا». وجاء قرار أردوغان بتعيين ناجي أغبال، وزير المالية السابق الذي يُنظر إليه على أنه مدير مخلص لرئاسة البنك المركزي، لأن عرف بمعارضته لسياسات البيرق الاقتصادية خلال العامين الماضيين. وكان البيرق قد أعلن استقالته الأحد وسط تداعيات انهيار الاقتصاد التركي وتراجع العملة الوطنية بصورة غير مسبوقة في تاريخ تركيا. وذلك في رسالة نشرها عبر حسابه الرسمي على موقع إنستجرام، قال فيها إنه يتنحى لأسباب صحية بعد خمس سنوات من العمل كوزير للمالية. وجاءت الاستقالة بعد يوم من إطاحة الرئيس بمحافظ البنك المركزي التركي مراد أويصال، وتعيين ناجي أغبال بدلا منه، ويقول منتقدون إن السياسات الاقتصادية الكارثية أغرقت اقتصاد البلاد في أزمة، حيث انخفضت الليرة بنسبة 30% هذا العام. ولم تنشر شبكات التلفزيون التركية القوية أي تقارير عن استقالته. فيما امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا بالتعليقات حول الاستقالة، على الرغم من دعوة أنصار أردوغان إلى عدم قبول استقالة صهره ونشر المعارضون مقاطع فيديو للرقصات التقليدية احتفالاً. وأشار البيرق بشكل غير مباشر إلى الاقتتال الداخلي داخل القيادة، قائلا إنه من الصعب التفريق بين الأصدقاء والأعداء والصواب من الخطأ. ومع جفاف الاستثمار الأجنبي، أدى ارتفاع معدلات التضخم والبطالة إلى إلحاق أضرار سياسية بأردوغان، وبحلول هذا العام، كان البيرق قد أنفق احتياطيات النقد الأجنبي التركي لدعم الليرة، التي انخفضت إلى 8.5 ليرة للدولار من 3.5 في عام 2017. ولم يكن فقط قادرًا على وقف انخفاض الليرة، ولكن في عدة مناسبات قلل من أزمة انخفاض الليرة، قائلا إنه غير معني بالدولار الأمريكي. ودعت أحزاب المعارضة إلى إجراء انتخابات مبكرة من أجل تغيير اتجاه التدهور الاقتصادي في تركيا. وقال النائب التركي المعارض السابق ومدير برنامج تركيا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، أيكان إردمير، على تويتر «سوف يسجل التاريخ كوزير غير كفء دمر الاقتصاد التركي». وتحدت أحد قادة المعارضة التركية ورئيسة حزب الخير المعارض ميرال أكشنار، أردوغان لقبول استقالة البيرق، وقالت «أردوغان أنت على مفترق طرق، إما أن تختار أمتك وتفعل ما هو ضروري، أو تختار صهرك وستخسر في صندوق الاقتراع الأول».