لم يستطع الصخب الذى صاحب افتتاح المكتبة الجديدة للجامعة الأمريكية التشويش على أنغام العود الشرقية، التى اختارها القائمون على هذا الافتتاح أن تكون خلفية موسيقية لحدثهم الثقافى الجديد. على الرغم من أن افتتاح المكتبة الجديدة كان محددا بدعوات للحضور، فإن أجواء الافتتاح لفتت انتباه المارة فى شارع الشيخ ريحان بميدان التحرير مساء أمس الأول، بعد أن استقرت لوحة كبيرة محاطة بالأضواء أمام المكتبة لتعلن عن فتح أبوابها للجمهور فى نفس مبنى الجامعة القديم، الذى يعد من علامات وسط البلد. أما داخل المكتبة فكان الحضور كثيفا إلى حد كبير، الأمر الذى اعتبره مارك لينز مدير قسم النشر بالجامعة الأمريكية حضورا لافتا لحدث مهم يقدم من خلاله قسم النشر بعد 25 عاما من عمله فى مجال الكتب مكتبة جديدة تتيح عرضا كبيرا للكتب باللغة الإنجليزية، وقدّم فى هذه المناسبة مجموعة جديدة من إصدرات قسم النشر الجديدة، التى تحتفى بفن العمارة والفن الإسلامى بشكل خاص، وتبادل الكلمات مع مؤلفى هذه الإصدرات الذين حضر معظمهم من الولاياتالمتحدة للمشاركة فى افتتاح المكتبة، ومن بينهم الباحث أحمد صدقى صاحب كتاب «التعايش مع التراث فى القاهرة»، و«لوحات الحج» للمصورة الأمريكية آن باركر، و«مصوّر فى رحلة حج» لكل من فريد كيومجى ورزبرت جراهام. افتتاح المكتبة الجديدة للجامعة الأمريكية يعد أول مراحل المركز الثقافى الجديد، الذى تعتزم تأسيسه داخل مبناها القديم فى ميدان التحرير بعد انتقال الدراسة بها إلى منطقة التجمع الخامس، وهو المركز الذى سيضم أيضا معرضا للفن المصرى المعاصر يحمل اسم الفنانة «مارجو فيرون»، الذى سيفتتح الأحد المقبل، ومعرضا لتراث الجامعة الأمريكية وآخر لمستقبل الجامعة الأمريكية، بالإضافة إلى قاعتى إيوارت التاريخية والقاعة الشرقية. شارك عدد من الشخصيات العامة والأدبية فى افتتاح المكتبة، من بينهم الدكتور علاء الأسوانى، وعرضت المكتبة أعماله التى قامت الجامعة الأمريكية بترجمتها فى قسم خاص بارز، وعبّر الأسوانى فى حديثه ل«الشروق» عن استحسانه الشديد لاستغلال الجامعة الأمريكية لمبناها القديم كتحفة معمارية وأثر مسجل فى مشروع ثقافى يقدم، إلى جانب الإصدارات الأجنبية، الثقافة العربية المترجمة إلى الإنجليزية، كما حضرالافتتاح الدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، والروائى إبراهيم عبدالمجيد، الذى ترجم قسم النشر بالجامعة الأمريكية عددا من أعماله، أبرزها «طيور العنبر» و«لا أحد ينام فى الإسكندرية»، والكاتب الصحفى هانى شكر الله، والكاتبة عائشة أبوالنور، وبول سميث مدير المجلس الثقافى البريطانى.