مع بداية الموسم وانتعاش الحركة السياحية، حرص عدد كبير من السائحين على زيارة معبد الإله "بس"، إله الفكاهة والمرح والموسيقى والرقص عند قدماء المصريين. يقع التمثال في معبد حتحور بقرية دندرة في محافظة قنا، حيث يحظى الإله "بس" بشهرة واسعة بين السائحين الأجانب الذين يتوافدون للتصوير بجواره. الإله "بس" عبارة عن قطعة مستطيلة منحوتة نحت بارز يبلغ ارتفاعها 106 سم وعرضها 85 سم، موجودة بالفناء المفتوح على بعد خطوات من معبد المعبودة حتحور، كما يظهر هذا التمثال على عدة أشكال على جدران المعابد فى قنا والأقصر وأسوان، يظهر ممسكا بعض الآلات الموسيقية. يقول عبدالحكيم الصغير مدير معبد حتحور بدندرة، إن محامية أمريكية زارت المعبد عدة مرات، وألّفت عن الإله "بس" كتاب "حواديت قبل النوم"، تشرح فيه للأطفال دوره كحامي للطفولة وعدو لكل ما هو شرير، لافتا إلى أن شكل الإله "بس" عبارة عن قزم صغير بأثداء مترهلة وبطن ممتلئ ووجنتين منتفختين ولديه لحية تشبه المروحة وترتسم على وجهه علامات الوجوم، فهو أحد الآلهة المصرية القديمة، وكان يحظى بشعبية خلال الدولة الحديثة، ويعتقد أن هذا الإله لم يعبد إلا في عصر الدولة الحديثة بمدينة طيبة. وأشار الصغير، إلى أن الإله "بس" ذكر اسمه فى جنوب الدولة القديمة، وكان يصور نقشه على الآسرة، كما وجد ذكره بكثرة فى معبد دندرة، وقد عُبد فى العصر الرومانى على أنه الشافى الذى تسلح بالدرع والسيف، كما عُبد كإله الرقص والموسيقى وكل أنواع الملذات، وأيضا كحامى الأطفال والنساء وعدو الأرواح الشريرة، لافتا إلى أن بعض الباحثين فى علوم الآثار والتاريخ الفرعونى يرون أن أصول الإله "بس" تعود إلى وسط إفريقيا وبخاصة منطقة البحيرات التى كانت تقطنها قبائل الأقزام، كما يرى آخرون أنه معبود الفكاهة والمرح والموسيقى والرقص. وأضاف مدير معبد حتحور، أن هذا الإله يعبر عن امتداد المصري القديم وخفة دمه، حيث إنه خصص معبودا لإشاعة الفرح والبهجة والموسيقى، كما يرى آخرون أن دور الإله "بس" لم يتوقف عند الفكاهة والمرح، بل كان له أدوار أخرى منها حماية الأطفال والنساء أثناء الحمل والولادة؛ لذلك كان يحرص المصرى القديم على صناعة تماثيل الإله "بس" لكل امرأة حامل اعتقادا بأن ذلك يحميهن.