فازت عالمة الكيمياء الحيوية جينيفر دودنا بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2020، وشاركتها مع الزميلة إيمانويل شاربنتير في التطوير المشترك ل"كريسبر كاس 9"، وهو اختراق في تحرير الجينوم، أحدث ثورة في الطب الحيوي وعلم الوراثة. تتيح هذه التقنية للعلماء إعادة كتابة الحمض النووي -رمز الحياة- في أي كائن حي، بما في ذلك الخلايا البشرية، بكفاءة ودقة غير مسبوقين، وتدعم إمكانيات جديدة وواسعة النطاق عبر علم الأحياء والزراعة والطب، بما في ذلك علاج الآلاف من الأمراض المستعصية، وفق لما ذُكر في موقع "بريكلي سايد" الأمريكي. يذكر أن جينيفر دودنا هي أول امرأة بجامعة كاليفورنيا في بيركلي تفوز بالجائزة المرموقة، كما أن دودنا وشاربنتييه هما أول سيدتين تفوزان بجائزة نوبل في العلوم معًا. ولدت دودنا في واشنطن، وتخرجت في كلية بومونا بكليرمونت كاليفورنيا عام 1985، وتخصصت في الكيمياء الحيوية، ثم التحقت بكلية الدراسات العليا في جامعة هارفارد، وحصلت على درجة الدكتوراه في الكيمياء البيولوجية وعلم العقاقير الجزيئي من كلية الطب بجامعة هارفارد، وبعد زمالات مختلفة ومناصب ما بعد الدكتوراه، انضمت إلى هيئة التدريس بجامعة ييل في عام 1994، وانتقلت إلى جامعة كاليفورنيا في بيركلي عام 2002. أما إيمانويل شاربنتييه فهي أستاذ الفرنسي والباحث في علم الأحياء الدقيقة، علم الوراثة والكيمياء الحيوية، ومنذ عام 2015 تشغل منصب مدير معهد ماكس بلانك لبيولوجيا العدوى في برلين، وفي عام 2018، أسست معهد أبحاث مستقل، ووحدة ماكس بلانك لعلوم مسببات الأمراض. قالت دودنا: "فخورة حقًا لتمثيل بيركلي، فهي جامعة عامة تدعم العلوم العظيمة والتعليم الرائع ومكان يرحب بالجميع، وأنه شعور رائع أن يكون لديك مثل هؤلاء الزملاء الرائعين الذين يشكلون جزءًا من هذا النجاح". ركزت أبحاث دودنا على الحمض النووي الريبي، وهو شريك للحمض النووي في نقل المعلومات الجينية وجزء أساسي من العديد من الآلات الجزيئية (مثل الريبوسوم والتيلوميراز) التي تساعد الحمض النووي على أداء وظيفته. وأصبحت تقنية "كريسبر كاس 9" شائعة في المعامل حول العالم؛ لأنها سهلة الاستخدام بشكل ملحوظ، حيث يقدم طرقًا جديدة لعلاج الأمراض، وتطوير جيل جديد من المحاصيل لكوكب يزداد احترارًا سريعًا وفهم وظيفة النظم الحية بسرعة ووضوح ملحوظين. كما تستخدم آلاف المعامل حول العالم تقنية "كريسبر" لهندسة حيوانات المختبر بعلم الوراثة الذي يحاكي الأمراض البشرية، حتى تتمكن من معرفة كيف يتسبب الخلل الجيني في ظهور الأعراض واختبار طرق تصحيح المشكلة. قال روبرت تجيان، أستاذ البيولوجيا الجزيئية والخلوية بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، والرئيس السابق لمعهد هوارد هيوز الطبي: "كانت جينيفر، لسنوات عديدة عالمة بيولوجيا هيكلية رائدة في تحديد البنية ثلاثية الأبعاد ووظيفة الحمض النووي الريبي، وكان تطويرها للحمض النووي الريبي المدمج أحادي الدليل حاسمًا في تمكين الاستخدام الفعال والعملي ل(كريسبر كاس -9) كأداة جزيئية عالية الكفاءة لتحرير الجينات، وهو أمر بالغ الأهمية في زيادة تحسين هذه التكنولوجيا القوية والتحكم في الجينوم". وأضاف تجيان أن النظام الذي طورته دودنا وزميلاتها ثبت أنه يمكنه تعديل الحمض النووي البشري، وفي السنوات السبع التي انقضت منذ نشر ورقة دودنا وشاربنتير في عام 2012، تم استخدام تقنية كريسبر-كاس، في كل مجالات الطب الحيوي تقريبًا؛ ما يؤكد قوة رؤية ما توصلوا له.