باحثون: تراكم الدهون الزائدة في البطن يزيد من مخاطر الوفاة المبكرة

توصل باحثون إلى أن الدهون الزائدة المخزنة حول البطن مرتبطة بإرتفاع خطر الوفاة المبكرة لأي سبب، بغض النظر عن الدهون الكلية في الجسم، في حين أن الوركين والفخذين الأكبر حجمًا يرتبطان بمخاطر أقل.
وأشارت النتائج المتوصل إليها، والتي نشرت في عدد سبتمبر من مجلة "The BMJ"، إلى أن قياس السمنة المركزية قد يكون مؤشرًا أكثر موثوقية لخطر الوفاة بسبب الوزن الزائد، ويمكن استخدامه جنبًا إلى جنب مع مؤشر كتلة الجسم للمساعدة في تحديد مخاطر الوفاة المبكرة، ويعد مؤشر كتلة الجسم (BMI) هو مقياس بسيط يستخدم على نطاق واسع لتقييم وزن الأشخاص. لكن غالبًا ما يتم انتقاد موثوقيتها، لأنها لا تميز الدهون عن العضلات ولا تخبرنا عن مكان تخزين الدهون في الجسم.
وقال الباحثون فى كلية الطب جامعة "نيويورك": "ومن المعروف بالفعل أن زيادة الوزن أو السمنة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان وأمراض الكلى والاضطرابات العصبية"، وتشير الدلائل أيضًا إلى أن السمنة المركزية قد ترتبط ارتباطًا وثيقًا بخطر الموت أكثر من السمنة العامة، لكن البيانات السابقة غير حاسمة.
ولإستكشاف هذا الأمر بشكل أكبر، شرع فريق البحث في دراسة ما إذا كانت مقاييس السمنة المركزية مرتبطة بخطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب في عموم السكان، وتستند النتائج المتوصل إليها إلى تحليل نتائج 72 دراسة أجريت فى هذا الصدد، شملت أكثر من 2.5 مليون مشارك تم تتبعهم لمدة تتراوح بين ثلاث سنوات و24 عامًا، أبلغت جميع الدراسات عن تقديرات المخاطر لثلاثة مقاييس على الأقل للسمنة المركزية، وشمل ذلك محيط الخصر، ومحيط الفخذ، ونسبة الخصر إلى الفخذ، ونسبة الخصر إلى الطول، ونسبة الخصر إلى الفخذ، ومؤشر السمنة في الجسم (مقياس إجمالي كتلة الجسم مصنوع فقط من الأنسجة الدهنية)، ومؤشر شكل الجسم.
ووجد الباحثون أن معظم قياسات السمنة في منطقة البطن بما في ذلك محيط الخصر، ونسبة الخصر إلى الورك، ونسبة الخصر إلى الطول، ونسبة الخصر إلى الفخذ، ومؤشر شكل الجسم كانت مرتبطة بشكل كبير وإيجابي مع ارتفاع مخاطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب. وعلى سبيل المثال، ارتبطت كل زيادة في محيط الخصر بمقدار 10 سم (3.94 بوصة) بزيادة مخاطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب بنسبة 11%. في المقابل، ارتبط محيط الورك والفخذ الأكبر بانخفاض خطر الوفاة لجميع الأسباب.
ولفت الباحثون إلى أن هذه الارتباطات ظلت مهمة بعد حساب مؤشر كتلة الجسم، مما يشير إلى أن ترسب الدهون في البطن، بغض النظر عن السمنة العامة، يرتبط بمخاطر أعلى.