أثار قيام جريدة «المصرى اليوم» بالسطو على قصيدة الشاعر الكبير فاروق جويدة «هذا عتاب الحب للأحباب»، والتى كتبها حصريا للنشر فى «الشروق» حالة من الاستياء والدهشة فى أوساط القراء والمثقفين والقانونيين. وكانت «المصرى اليوم» قد نشرت القصيدة فى طبعتها الثانية أمس الأول الاثنين، وهى القصيدة التى انفردت بنشرها جريدة «الشروق» فى طبعتها الأولى من نفس اليوم، ونوهت بذلك قبلها بيوم فى عدد الأحد 8 نوفمبر الجارى. وجددت هذه الواقعة الجدل مرة أخرى حول حقوق الملكية الفكرية وحماية حقوق المؤلف والناشر. وقال سيد أبوزيد محامى نقابة الصحفيين إنه كان يجب أن تحصل جريدة «المصرى اليوم» على إذن النشر من الشاعر فاروق جويدة ومن جريدة الشروق صاحبة الحق فى نشر القصيدة ولا يصلح أن تنشر القصيدة دون الرجوع إليهما، وأضاف أن إعادة نشر القصيدة بهذه الطريقة من قبل «المصرى اليوم» يعد اعتداء على حقوق الملكية الفكرية. وأكد حاتم زكريا سكرتير عام النقابة أن حقوق الملكية الفكرية وحقوق النشر معروفة للجميع ولا يمكن تدريسها أو التنبيه عليها، وبخصوص ما فعلته «المصرى اليوم» قال إنه يجب على جريدة «الشروق» تقديم مذكرة للنقابة، ومن ثم يمكن المحاسبة والمطالبة بدفع تعويضات، مشيرا إلى أنه يفضل التعليق بعد تقديم المذكرة إلى النقابة. أما المستشار القانونى سعيد الجمل فأوضح أن الموضوع يجب حسمه داخل نقابة الصحفيين المعنية بشئون الصحافة، وأكد أن حقوق الملكية الفكرية موضوع فرعى فى القانون لذلك رأى أنه تجب دراسة الموضوع أولا قبل إدلائه بأى آراء. يذكر أنه فى محاولة منها للهروب من المساءلة المهنية، قالت «المصرى اليوم» فى تصديرها لقصيدة «جويدة» إنها القصيدة التى قرأها الشاعر فى برنامج العاشرة مساء، الذى حل ضيفا عليه، بينما كانت مقدمة البرنامج الإعلامية «منى الشاذلى» قد نوهت بانفراد «الشروق» بالقصيدة الجديدة، ودعت محبى الشاعر لقراءة القصيدة كاملة فى جريدة «الشروق». ولم تكتف «المصرى اليوم» بنقل القصيدة، إذ نشرت فى اليوم التالى أمس استطلاعا لمجموعة من الشعراء تعليقا على القصيدة، وكان من بينهم الشاعر المعروف عبدالرحمن يوسف، والذى نفى فى تصريح ل«الشروق» أن يكون قد أدلى بتصريحات بهذا الشأن. وقال إن «المصرى اليوم» قامت بمحاولة السطو على تصريح له وإقحامه فى شأن وقضية أخرى لا أعلق عليها وهى قصائد الشعراء. وأوضح: قصيدة فاروق جويدة الجديدة لها مكانتها وتقديرها، لكنى لم أتعود على أن أعلق على قصائد الآخرين بالمدح أو الذم، ودائما ما تقحمنى الصحيفة المذكورة، فى أمور لا أحب الخوض فيها بطريقة خلط الأوراق، وتوريط المحترمين فى مستنقعات لا ينبغى لهم أن يدخلوا فيها. وقال الشاعر يوسف: أصبحت الجريدة مثالا على الصحافة، التى نسيت مهنيتها وتناست أمانتها، لأنهم لم ينقلوا أولا كلامى بشكل دقيق، ولم يخبرونى ثانيا أننى أعلق على قصيدة لشاعر آخر، بل وجه محرر الصحيفة أسئلة فى المطلق حول الشعراء وعدم ذكرهم إيجابيات الوطن والتركيز دائما على الجوانب السلبية. وطالبت تعليقات القراء فى موقع «الشروق» أمس رئيس تحرير صحيفة المصرى اليوم بالاعتذار عن نشر صحيفته لقصيدة فاروق جويدة الجديدة. وقال من أسمى نفسه «أحد قراء المصرى اليوم»: «أراها سقطة إعلامية ومهنية من جريدتى المفضلة أرجو الاعتذار عنها»، وحمل نفس المطلب د. خالد قائلا: «عليه أن يعتذر وإن فعلها ولا أظنه سيفعلها، فعليكم التنويه عن ذلك، مع العلم أننى من قراء «المصرى اليوم» وأرى أن جريدتيكما أجنحة مهمة للصحافة الخاصة المستقلة». وانتقدت د. مى عطية إحدى المشاركات رئيس تحرير «المصرى اليوم»، وقالت: حين تتحول المبادئ والقيم إلى كلمات فارغة وتتغير السياسات مقابل المصالح فلا مجال للعتب، خطوة الجريدة دليل على تراجعها نتيجة رهانها على الحصان الخاسر.