وباء «كورونا» المُستجد شجع الكاتبة شاعرة أنها فى العصر «الإليزابيثي».. فازت رواية «هامنت» للكاتبة البريطانية ماجى أوفاريل، ب «جائزة المرأة للخيال» البالغ قيمتها 30 ألف جنيه إسترلينى عن رواية «هامنت» التى تدور أحداثها فى إنجلترا حول الابن الأصغر للكاتب البريطانى «شكسبير» الذى لقى حتفه فى سن الحادية عشرة بسبب وباء الطاعون، وتقدم طرحًا فريدًا للعلاقة بين والدة هامنت، أجنيس، المعروفة باسم «آن هاثاواى»، وزوجها الكاتب المسرحى الشهير، والفجيعة التى ألمت بالعائلة وتغاضى عنها الأدب والتاريخ. ووصفت رئيسة لجنة التحكيم، مارثا لين فوكس، رواية «أوفاريل» ب «العمل الخيالى الاستثنائي»، وأضافت: «إنها تعبر عن التجربة الإنسانية العميقة للفقد، والتى تبدو معاصرة بشكل غير اعتيادى، وملائمة لكل العصور»، نقلًا عن صحيفة «الجارديان» البريطانية. وقد تفوقت «هامنت» وهى الرواية الثامنة للكاتبة على الروايات الأخرى فى القائمة القصيرة للجائزة، والتى ضمت: الجزء الثالث فى ثلاثية «قصر الذئب» للكاتبة البريطانية هيلارى مانتل بعنوان «المرآة والنور»، ورواية «فتاة، وامرأة، وأخرى» الحائزة على جائزة البوكر عام 2019 للبريطانية السمراء برناردين إيفاريستو، ورواية «طقس» للروائية الأمريكية، جينى أوفيل، ورواية «ألف سفينة» للكاتبة البريطانية، ناتالى هاينز، و«دومينيكانا» للأمريكية أنجى كروز. وعبّرت الكاتبة عن فرحتها بالفوز بالجائزة خلال الحفل الرقمى الذى تم بثه عبر الإنترنت يوم الأربعاء الماضى، وقالت إنها كانت تشعر بالفخر الكبير لمجرد وجودها فى القائمة القصيرة للجائزة الأدبية المرموقة، ولم تتوقع الفوز على الإطلاق، وأضافت أنها كانت سعيدة للغاية بوجودها فى القائمة القصيرة التى ضمت قامات أدبية مثل: «مانتل» و«إيفاريستو»، وأكدت أن القائمة مليئة بالأعمال الأدبية الرائعة التى تروى قصصًا متنوعة، من أوقات وأماكن ومنظورات مختلفة. ويعود إفتتان «أوفاريل» بابن وليام شكسبير الذى لم يلبث فى دنيانا إلا أعوامًا قليلة لسنوات مراهقتها عندما كانت تدرس مسرحية «هاملت» الشهيرة، والتى كُتِبت بعد أربع سنوات من وفاة «هامنت» وسماها «شكسبير» بهذا الاسم تيمنًا بابنه الراحل، وقالت: «لقد علمت عن المسرحية وعن حقيقة أن شكسبير كان لديه ابن توفى عن عمر 11 عامًا من مدرس لغة إنجليزية يُدعى هندرسون هو من علمنى كل ما أعرفه عن الأدب، ولقد اُفتتِنتُ بالمسرحية فى صباى، مثل كل المراهقين الانطوائيين»، وأضافت أنها أثناء دراستها للأدب الإنجليزى فى الجامعة، شعرت أن «هامنت» كان مهدور الحق عبر التاريخ؛ ولذا عندما شرعت فى كتابة الكتاب، لم تذكر اسم «شكسبير» أبدًا، وركزت طاقتها الأدبية بدلا من ذلك على «أجنيس» وولدها، واكتفت بالإشارة إلى الكاتب البريطانى الكبير ب «زوج أجنيس» أو «الأب»، أو «المعلم اللاتينى». وعن سبب تأخرها فى كتابة الرواية، قالت «أوفاريل»: «لقد كتبت بالفعل ثلاثة كتب أخرى لتجنب كتابة «هامنت»؛ فأحد الأشياء التى تؤرقنى حقًا هو أن لدى ثلاثة أبناء: صبيًا وطفلتين، مثل شكسبير، ولم أتمكن من كتابة الكتاب حتى يتجاوز ابنى سن 11 عامًا، كنت أعرف أنه يجب على أن أضع نفسى داخل عقل امرأة تجلس على سرير ابنها وتشاهده يموت، كان الأمر صعبًا للغاية ولم أستطع فعله». وتدور فصول الرواية إبان انتشار وباء «الطاعون الدبلى» حول العالم بعدة طرق، ومنها وجود برغوث مصاب بالمرض على متن إحدى السفن بمدينة الإسكندرية، وعن علاقة الوباء القديم بالحالى، كشفت الكاتبة أن معاناتنا الحالية مع وباء «كورونا» المُستجد جعلتها أقرب بشكل كبير لاستحضار الحالة ورسم الشخصيات؛ حيث شعرت أنها فى العصر الإليزابيثى حين لم يكن الطب متقدمًا للغاية، ووجد الناس أنفسهم فى مواجهة وباء فتّاك لا علاج له. يجدر بالذكر أنه تم تأسيس الجائزة، التى يوافق العام الحالى اليوبيل الفضى لها، بعد أن تجاهلت جائزة البوكر الشهيرة فى إدراج أية كاتبة فى قائمتها القصيرة عام 1991، ولذا برزت تلك الجائزة المخصصة للنساء، والتى تهدف إلى مكافأة «الأعمال الأدبية المكتوبة باللغة الإنجليزية من قِبَل النساء من جميع أنحاء العالم التى تتمتع بالتميز والأصالة وبراعة التواصل مع الجمهور».