قبل أسابيع من انطلاق الانتخابات الأمريكية، ومع اشتعال المنافسة بين الرئيس ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، صعدت على السطح أزمة جديدة من الممكن أن تؤثر على الحملة الرئاسية لبايدن. وذلك مع نشر شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، والتي تعد موالية لترامب إلى حد كبير، لتقرير تعرض لملف التبرعات التي تلقتها حملة بايدن، والتي أشارت لبعض من المؤشرات التي فسرت بأنها "مشبوهة" على حد وصفهم. وفي هذا الشأن، قال رئيس صندوق العمل جون بودنر أن جزء كبير من تلك التبرعات وصل لملايين الدولارات جاء عن طريق أشخاص لا توجد لديهم مهنة واضحة، والذي يمثل ثغرة كبيرة في طريق الوصول لانتخابات نزيهة وشفافة وتابع بودنر أن منظمة "أكت بلو" المسئولة عن جمع تبرعات الحزب الديموقراطي في جمع تبرعات من حوالي 4.7 مليون شخص في عداد العاطلين، وبلغ إجمالي هذه التبرعات 346 مليون دولار التي تم جمعها وإرسالها لدعم قضايا ليبرالية (تخص العام الماضي). بخصوص العام الجاري، أظهر فحص صندوق العمل لبيانات 2020 من يناير إلى أغسطس زيادة طفيفة في التبرعات "العاطلة عن العمل" من خلال "أكت بلو" الديموقراطية إلى 50.1%. وللدفاع عن تلك الاتهامات، رد صندوق جمع التبرعات الديموقراطي عن نزاهة متبرعيه وقال إن الكثير منها يأتي من المتقاعدين والأشخاص الذين لا يعتبرون موظفين، مثل ربات البيوت. وذكر التقرير بعض الأسباب التي من الممكن أن تكون قد أدت لظهور تبرعات دون اسم مهنة أصحابها، والتي من أهمها البنوك الامريكية تمنح للعملاء بطاقات إئتمانية دون أن يشترط وضع اسم المهنة عليها. وبالعودة للشهور الماضية، نكتشف أن القوام الرئيسي لحملة بايدن لا يعتمد فقط على تلك التبرعات من الشخصيات العادية من الشعب الأمريكي، بل اعتمدت كذلك على شخصيات ثرية من أبرز رجال الأعمال الأمريكيين. حيث نشرت مجلة "فوربس" الأمريكية، فإن شهر مارس كان فاصلاً في مسار حملة بايدن الانتخابية، حيث كان أمام المليارديرات الذين يتطلعون إلى دعم مرشح ديمقراطي لمنصب الرئيس خياران أساسيان: بيرني ساندرز، المرشح الذي قال، "المليارديرات لا ينبغي أن يكونوا موجودين" وبين بايدن الذي حرص على أن يتوافق مع الجميع. وحسم التردد بشكل نهائي بعد أن قرر ساندرز أن ينسحب من سباق الانتخابات ويفسح الطريق أمام بايدن، ومع تلك اللحظة أعلن 94 مليارديراً وأزواجهم الآن لحملة بايدن الرئاسية، 12% من المليارديرات الأمريكيين ، الذين تبلغ ثروتهم مجتمعة 380 مليار دولار. وكان آخر المتعهدين بدعم حملة بايدن ماليا الملياردير مايك بلومبيرج الذي أعلن، أمس، مساعدة حملة المرشح الديمقراطي بما لا يقل عن 100 مليون دولار في ولاية فلوريدا، والتي تستحوذ على الحصة الأكبر من أصوات المجمع الانتخابي اللازمة للفوز في الانتخابات، بحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية.