نجح المهندسون في تصميم نموذج أولي للطائرة "Flying V"، التي سميت على اسم الجيتار الكهربائي الشهير لجيبسون، في رحلة تجريبية ناجحة في قاعدة جوية بألمانيا. وتمت أول رحلة ناجحة بنموذج مقياس 1/20، الذي يبلغ عرضه 10 أقدام ويزن 50 رطلاً، في القاعدة الجوية السرية، حيث تم تطوير الطائرة على شكل حرف V في جامعة Delft Technology في هولندا وبدعم من شركة الطيران الهولندية KLM.
وبمجرد توسيع نطاقها للرحلات التجارية، ستحمل الطائرة Flying V ما يصل إلى 314 راكبًا، بما في ذلك داخل أجنحتها، وستستخدم وقودًا أقل بنسبة 20%، لأول مرة في مجال الطائرات، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. كما ستحمل أجنحة المركبة، التي تمتد قطريًا من المقدمة لتشكيل V المميز، مقصورة الركاب وحامل البضائع وخزانات الوقود. ويهدف تصميمها الغريب لأن يصبح الركاب الذين ينظرون من النافذة قادرين على رؤية النصف الآخر من الطائرة. وفي أثناء الرحلة التجريبية، نجح الطيارون في الإقلاع عن بعد، وإجراء مناورات ونهج اختباري مختلفة، كما نجحت في الهبوط عندما كانت البطاريات فارغة تقريبًا. يقول رئيس المشروع الدكتور رويلوف فوس: "كان أحد مخاوفنا أن الطائرة قد تواجه بعض الصعوبة في العلو، لأن الحسابات السابقة أظهرت أن الدوران قد يكون به مشكلة".
وحسن الفريق نموذج الرحلة المصغر، لمنع المشكلة ولكن كان عليهم إجراء تجربة الطيران ليعرفوا للتأكد. بعد ذلك تخطت الرحلة التجريبية، اختبار نفق الرياح، بالإضافة إلى سلسلة من الاختبارات الأرضية في هولندا. لكن على الرغم من ذلك، فإن التصميم الحالي لا يزال يظهر بعض الذبذبات على جانبي الطائرة، مما يتسبب في هبوط بسيط قليلاً. وقال الفريق المصمم، إن الخطوة التالية ستكون استخدام البيانات التي تم جمعها أثناء الرحلة التجريبية لنموذج البرنامج الديناميكي الهوائي للطائرة، ما يمكن برمجته في جهاز محاكاة طيران لاستخدامه في البحث والرحلات التجريبية المستقبلية. وأفاد الفريق بأن الدوران عند الإقلاع، تم إجراؤه بسهولة وحدث بسرعة 50 ميلاً في الساعة، فيما قال تي يو دلفت في بيان: "كان دفع الطائرة جيدا وكانت سرعة الطيران وزواياها كما هو متوقع". ويعمل الباحثون الآن على بناء نسخة تجارية للطائرة يبلغ عرضها الإجمالي 215 قدمًا وطولها 180 قدمًا، وسيتم تركيب زوج من المحركات النفاثة التوربينية، التي تجمع بين محرك توربيني غازي ومروحة لتسريع الهواء، في الجزء الخلفي منها. وتوقعت حسابات الكمبيوتر أن الشكل الأيروديناميكي المحسن للطائرة، ووزنها المنخفض، سيقللان من استهلاك الوقود بنسبة 20%، مقارنة بطرازات الطائرات المتقدمة اليوم، مثل إيرباص A350-900. ومن المحتمل أن يقلل التصميم الجديد، من البصمة الكربونية للسفر الجوي لمسافات طويلة والإنفاق على الوقود. وبالنسبة للوقود، من المحتمل أن يتم حرق الهيدروجين السائل بدلاً من الكيروسين، الذي يتسبب في ولادة الملوثات، مثل ثان أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين والدخان في الهواء.