أكد المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي يوم الثلاثاء أن إيران ترفض أي مفاوضات تكون نتيجتها مفروضة سلفا من جانب الولاياتالمتحدة ، في وقت تصاعدت فيه اللهجة بين طهران والدول الغربية التي تشارك في التفاوض حول الملف النووي. وقال خامنئي في خطاب أمام طلاب عشية إحياء الذكرى الثلاثين للاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران "نرفض أي مفاوضات (حول الملف النووي) تكون نتيجتها مفروضة سلفا من جانب الولاياتالمتحدة". واعتبر أن "حوارا كهذا يشبه علاقة قوة بين الذئب والحمل" ، في إشارة إلى عبارة استخدمها مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني الذي كان قد قارن سابقاً العلاقة بين واشنطنوطهران بعلاقة بين الذئب والحمل. كذلك ندد خامنئي بسياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، مؤكدا أن عرضه لإجراء حوار ينطوي على تهديدات. وقال "هذا الرئيس الجديد (باراك اوباما) بعث برسائل شفوية ومكتوبة مقترحا علينا طي صفحة والتعاون لتسوية مشاكل العالم". وأضاف "خلال الأشهر الثمانية الأخيرة ، كان ما لاحظناه معاكس لما يقولونه ، ظاهريا يقولون أنهم يتفاوضون ولكنهم في الوقت نفسه يهددون ويقولون إنه إن لم تؤد هذه المفاوضات إلى النتائج التي يريدونها فإنهم سيقومون بهذا الأمر أو ذاك". وتابع خامنئي "لن يتم خداع الأمة الإيرانية باللهجة المتساهلة للولايات المتحدة وستدافع عن حقها واستقلالها وحريتها". وقال أيضا "في كل مرة يوحي المسؤولون الأمريكيون أنهم يبتسمون لإيران، فإنهم يخبئون خنجرا وراء ظهرهم". وكثف المجتمع الدولي الاثنين ضغوطه على طهران ، مطالبا إياها برد سريع على مشروع الاتفاق الذي اقترحته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حين تطالب إيران بعقد اجتماع دولي جديد لبحث مسالة الوقود النووي لمفاعلها للأبحاث. ففي خطاب في الأممالمتحدة يوم الاثنين ، حض مدير الوكالة الذرية محمد البرادعي مجددا طهران على إظهار اكبر قدر من الانفتاح والرد سريعا على عرض الوكالة. وكانت الوكالة الذرية قد اقترحت في 21 أكتوبر مشروع اتفاق ينص على أن تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم الضعيف التخصيب الذي لديها في الخارج تمهيدا لتحويله وقودا يستخدم في مفاعل الأبحاث في طهران. وهدف هذا الاقتراح إلى احتواء قلق المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي الإيراني. ووافقت الولاياتالمتحدةوروسياوفرنسا على هذا المشروع ، لكن طهران لم تعلن بعد موافقتها عليه ولا رفضها إياه. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون "نحض إيران على القبول بالاقتراح (...) الذي وافقت عليه من حيث المبدأ". وأضافت أن "القبول الكامل بالاقتراح سيكون مؤشرا جيدا إلى أن إيران لا تريد العزلة وتريد التعاون" مع القوى الكبرى حول ملفها النووي. لكن إيران ردت على لسان مندوبها لدى الوكالة الذرية علي اصغر سلطانية أنها تأمل باستكمال مشروع الاتفاق لتبديد "قلقها حيال نقاط فنية". واقترح سلطانية عقد اجتماع جديد "في أسرع وقت" في مقر الوكالة الذرية في فيينا. وتسعى الدول الغربية عبر مشروع الوكالة الذرية إلى إخراج سبعين في المائة من اليورانيوم المخصب بنسبة 5,3 في المائة من إيران ، في ظل مخاوف هذه الدول من سعي إيران إلى استخدام هذا اليورانيوم لتصنيع القنبلة النووية. وبحسب دبلوماسيين غربيين يقضي المشروع الأولي للوكالة الذرية بأن تسلم إيران قبل نهاية 2009 ما مقداره 1200 كلج من أصل 1500 كلج من اليورانيوم ضعيف التخصيب الذي تملكه (بنسبة تقل عن خمسة في المائة) لتقوم روسيا بتخصيبه إلى نسبة 75,19% ، على أن تتولى فرنسا تحويله إلى "قضبان نووية" لاستخدامه في مفاعل الأبحاث في طهران الذي يعمل بإشراف الوكالة الذرية. وارتفعت أصوات عدة في طهران تنتقد تسليم طهران القسم الأكبر من مخزونها من اليورانيوم ، ودعا بعض المسؤولين إلى أن تقوم إيران بشراء وقودها النووي بدلا من أن تقايضه بقسم من اليورانيوم الذي تملكه.