مشروع «جوجل إيدشينز» لبيع الكتب على الإنترنت، الذى كانت جوجل قد أعلنت عنه مؤخرا، أثار العديد من ردود الفعل الغاضبة فى معرض فرانكفورت الأخير للكتاب خلال هذا الشهر، والذى يعد أكبر معرض للكتب فى العالم، ليضيف مزيدا من الهجوم على جوجل صاحبة مشروع Google Books لمسح ونشر الكتب على الإنترنت، الذى يعانى من مشكلات قانونية وتجارية جمة فى أمريكا وأوروبا مؤخرا. وكان مسئولون بشركة جوجل قد صرحوا على هامش المعرض بأن الشركة ستطلق العام المقبل منصة إلكترونية تتيح للقراء شراء كتب يمكن قراءتها من على أى جهاز، سواء كان جهاز كمبيوتر أو لاب توب أو التليفون المحمول وغيرها من الأجهزة، مما يعتبر تحديا كبيرا للقارئ الإلكترونى «كيندل» التابع لشركة أمازون. وفى رد فعله على المشروع وصف البروفيسور رولاند روس، من جامعة هايدلبرج الألمانية، مشروع جوجل بأنه «مجرد دعاية تافهة وليست لها أى أهمية». وأضاف روس الذى كان يلقى محاضرة فى المعرض «عندما تحدث تلك الثورة فى عالم الكتب، فسيكون الثمن هو تدمير العاملين فى تلك الصناعة». وردا على الانتقادات قال سانتياجو دو لا مورا مدير جوجل للشراكة مع دور النشر «نحاول أن نحل واحدة من أكبر المشكلات فى العالم الآن، وهى أن معظم الكتب أصبحت كتبا «ميتة»، بمعنى أنه لا يمكن العثور عليها، نحن نريد إعادة هذه الكتب للحياة بحيث نجعلها متاحة لأكثر من 1,5 مليار مستخدم حول العالم ولكن بطريقة منظمة». ويقول مؤسس شركة «بوكين» المتخصصة فى صناعة أجهزة القارئ الإلكترونى «سيكون لجوجل وأمازون نفوذ كبير أمام الناشرين، وقد يتمكنان من التأثير على أسعار الكتب التى ستختفى تدريجيا بشكلها الورقى المعهود». ولكن تصريحات جوجل تفيد بأن الناشرين هم من سيحددون أسعار الكتب، وسيحصلون على 45% من العائد يقتسمونها مع الكُتاب، فيما سيتم اقتسام باقى العائد بين جوجل والموزعين الموجودين على الإنترنت. ولكن ما يثير غضب الجميع هو طموح جوجل فى نسخ محتوى الكتب الموجود فى كل المكتبات الكبرى والأكاديمية حول العالم، إذ إن جوجل تريد بذلك إتاحة مكتبة عالمية تضم جميع الكتب وكل أنواع المعرفة فى مكان واحد فقط، فى حين أن المحاولة الأولى لتحقيق الهدف نفسه كانت فى مكتبة الإسكندرية التى كانت تعتبر أشهر وأكبر مكتبة فى العالم. وعند سؤاله عن رأيه فيما يتعلق بطموح جوجل فى نسخ الكتب الموجودة فى المكتبات العالمية، قال ليونارد أوربان مفوض الاتحاد الأوروبى للتعددية اللغوية «صحيح أنه يجب التأكد من سهولة وصول المعرفة للجميع، لكن يجب أيضا حماية حقوق الكتاب». وتواجه جوجل مشكلات قانونية فى الولاياتالمتحدة وأوروبا ومناطق أخرى حول العالم بسبب حقوق الملكية التى يقول اتحاد الناشرين الأوروبيين إن جوجل خرقتها، كما حثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على حماية حقوق المؤلفين الأوروبيين، كما قامت كل من حكومتى ألمانيا وفرنسا بتقديم شكوى يتم النظر فيها أمام القضاء الأمريكى.