أعلنت جوجل الأربعاء الماضي أنها أبرمت اتفاقا مع دار النشر الفرنسية هاشيت ليفو تحصل بموجبه جوجل علي حقوق المسح الضوئي للكتب التي نفدت طبعاتها الورقية من إصدارات الدار, هذا حسب التقرير الذي جاء في النيويورك تايمز, وتعد الإتفاقية هي الثانية من نوعها التي تعقدها جوجل بعد الاتفاقية التي أبرمتها جوجل العالم الماضي مع عدد من دور النشر الأمريكية لنسخ الكتب وبيعها في شكل نسخ إلكترونية ولكن تختلف الاتفاقية التي ابرمتها جوجل مع هاشيت ليفو عن نظيرتها الأمريكية فهاشيت ليفو أكبر ناشر في فرنسا وثاني أكبر ناشر علي مستوي العالم بعد دار نشر بيرسون هي من يمتلك حق تحديد أي كتب ستشملها الصفقة ويسمح بنسخها وتداولها إلكترونيا وليس جوجل كما أن الصفقة غير حصرية لجوجل أي أن هاشيت ليفو يمكنها بيع حقوق نسخ الكتب الكترونيا لأي جهة أخري بخلاف جوجل وستتشارك جوجل وهاشيت ليفو في تقسيم أرباح بيع الكتب الكترونيا الا أن جوجل رفضت الإفصاح عن نسب توزيع الأرباح وعدد الكتب التي سيتم نسخها, ويذكر أن الاتفاقية التي عقدتها جوجل مع دور النشر الأمريكية تقضي بحصول جوجل علي37% من الأرباح والباقي يستحوذ عليه مالكو حقوق النشر ويقول دان كلانسي أحد مسئولي جوجل أن الاتفاق قد يعمل كإطار لعقد اتفاقيات أخري مع ناشرين آخرين في فرنسا أو في أي جزء من العالم فالاتفاقية تخفظ حقوق دار النشر في التحكم في كيفية استعمال الكتب المنسوخة وتعد الاتفاقية بداية خروج لجوجل من مأزقها مع سوق النشر الفرنسية فجوجل تواجه معارك قضائية عديدة فقد أدانت إحدي المحاكم الفرنسية في ديسمبر الماضي شركة جوجل بتهمة خرق حقوق الملكية لثلاث دور نشر مملوكة لمجموعة لامارتيي وتستأنف جوجل الحكم الآن, كما يقيم عدد آخر من دور النشر دعاوي مماثلة ضد جوجل منها جاليمار وآلبين ميشيل وفلاماريون بسب نسخ كتبهم بدون إذن مسبق كما أن هناك نزاعا مازال قائما حتي الآن بين هاشيت ليفو وجوجل حول الكتب التي نسختها جوجل بدون ترخيص في الماضي رغم عقد الاتفاقية الحالية ويعلق آرنود نوراي المدير التنفيذي لهاشيت لقد اتفقنا علي ألا نتفق بخصوص الماضي. وقد أدي مشروع جوجل لرقمنة الكتب الإلكترونية لإستثارة المؤسسة الثقافية الفرنسية خوفا من استحواذ جوجل علي التراث الفرنسي فأعلن الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي العام الماضي عن مشروع ضخم بقيمة750 مليون يورو لنسخ الأعمال الأدبية الفرنسية والوثائق التاريخية إلكترنيا في مواجهة مشروع جوجل الذي بدأ في عام2002 بنسخ كل الكتب المتاحة في المكتبات دون إذن من الناشرين. ويذكر أن جوجل اضطرت لعقد إتفاقية تعتبر عادلة مع دار النشر الفرنسية تتحكم فيها الدار في عناوين الكتب المسموح بنسخها حيث ينص العقد علي أن تبلغ جوجل دار هاشيت ليفو بخطتها لنسخ الكتب بشكل ربع سنوي كما تتحكم هاشيت ليفو في أسعار الكتب المباعة إلكترونيا أيضا, كما أن هاشيت ليفو ستمنح نسخا مجانية من الكتب التي ستقوم جوجل بنسخها للمكتبة الوطنية الفرنسية في خطوة تهدف للحفاظ علي التراث الفرنسي في أيد فرنسية وتأكيدا علي أن الاتفاقية جزء مكمل لمبادرة ساركوزي. ويرجع المؤلف جيمس جليك الإمتيازات التي منحتها جوجل لهاشيت ليفو الي صرامة القوانين الأوروبية لحماية الملكية الفكرية عنها في الولاياتالمتحدة. ويعد هذا المشروع المخصص لنسخ الكتب التي نفدت طبعاتها الورقية خطوة لإحياء أكثر من75% من التراث الإنساني المكتوب الذي تعرض للإهمال والضياع بعد نفاد النسخ المطبوعة منه, وربما تختفي عبارة نفدت طبعات الكتاب في القريب العاجل.