عشرات الآلاف يغادرون بيوتهم في كاليفورنيا هرباً من الحرائق

أضطر عشرات آلاف الأشخاص لمغادرة منازلهم في كاليفورنيا أمس الجمعة، هرباً من مئات الحرائق التي ما زالت تستعر في أنحاء عدة من الولاية الواقعة على الساحل الغربي الأمريكي والتي غطت سماء العديد من مناطقها سحب من الدخان الكثيف.
وقالت سلطات الولاية إن الحرائق التي أشعلتها آلاف الصواعق وأذكت نيرانها درجات حرارة قياسية ومعدلات رطوبة منخفضة للغاية، أودت حتى أمس الأول، بحياة خمسة أشخاص على الأقل.
وأتى أحد أضخم الحرائق المشتعلة، "إل إن يو لاينتنينج كومبلكس"، حتى أمس الجمعة على ما يقرب من222 ألف و 3994 فدان من المساحات الخضراء، وفقا لموقع "يورونيوز" الإخباري.
ويهدد هذا الحريق على وجه الخصوص كروم العنب في مقاطعتي نابا وسونوما المشهورتين بإنتاج النبيذ واللتين شهدتا في السنوات الأخيرة حرائق مماثلة.
وبسبب مخاطر الإصابة بفيروس كورونا اضطر عشرات آلاف الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى البحث عن ملاذات آمنة في مواقف السيارات أو على الشواطئ، بدلاً من الإقامة في مراكز الإيواء التي توفّرها السلطات.
وفي خطاب ألقاه خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، أكد حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم الخميس، على العلاقة السببية المباشرة بين التغير المناخي وهذه الحرائق. وقال نيوسوم إن "التغير المناخي حقيقة واقعة. إذا كنت لا تصدق ذلك، تعال إلى كاليفورنيا".
وفي تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" قال نيوسوم إن هناك 560 حريقاً في مناطق مختلفة من الولاية.
وكان "وادي الموت" الواقع في وسط الولاية سجل الأحد الماضي ما يمكن أن يكون ثالث أعلى درجة حرارة تسجل على سطح الأرض على الإطلاق: 54.4 درجة مئوية.
وحتى صباح أمس الأول، كانت الحرائق المشتعلة في الولاية قد أتت على أكثر من 770 ألف و969 فدان، في حين أدى الدخان المتصاعد منها إلى تلويث الهواء ولا سيما في خليج سان فرانسيسكو.
ويرى خبراء أن التقلبات المناخية ساهمت في اندلاع الحرائق بوتيرة أسرع على مدار السنة بدلاً من تسجيلها فقط خلال موسم الحرائق الذي يمتد عادة في كاليفورنيا بين أغسطس ونوفمبر.
ووقع أعنف حريق في تاريخ كاليفورنيا أطلق عليه اسم "كامب فاير" في نوفمبر 2018 في شمال الولاية وأسفر عن مقتل 86 شخصاً.