شخصية مثيرة للجدل، فى اتحاد الكرة يقولون إن له أزمة يوميا، تارة خلاف مع وكلاء اللاعبين، وتارة ثانية مع موظفى الاتحاد، وثالثة مع أعضاء الجمعية العمومية والأندية ورابعة وخامسة وسادسة. هو مجدى عبدالغنى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة وصاحب الشخصية الصدامية. «الشروق» تحدثت معه حول كل أزماته فى الآونة الأخيرة وما ينتظره فى الفترة المقبلة فى حوار مطول فجر خلاله وابلاً من الاتهامات الصريحة إلى كبار المسئولين فى الاتحاد. الشروق : نبدأ من حيث انتهى قرار مجلس الإدارة.. ما تعليقك على تشكيل لجنة لإدارة حقوق البث؟ عبد الغني : دعنا نتفق فى البداية أن صراع البث الفضائى هو صراع مصالح بين ثلاث جبهات هى الأندية والتليفزيون واتحاد الكرة، فالأندية تبحث عن مصلحتها الشخصية من أجل إيجاد سبل دعم لها، والتليفزيون يدافع عن مصالحه ويحاول الحفاظ على العائد الذى يحصل عليه من تسويق الدورى، واتحاد الكرة يبحث عن مصالحه أيضا ويدعمه قانون الرياضة فى مصر الذى يحرم وجود روابط من الأندية تتولى إدارة شئون البث، ولكن وجهة نظرى الشخصية أن تشكيل هذه اللجنة رغم أنها خطوة جيدة، إلا أنه لن ينهى الصراع القائم حاليا بين الأندية حول أزمة البث الفضائى. الشروق : لماذا تصر على أن أزمة البث لن تنتهى؟ عبد الغني : تحدثت مع بعض الأندية وعلمت بالصراع القائم بين الأندية الجماهيرية وأندية الشركات حول النسب التى ستحصل عليها هذه الأندية بسبب مطالبة الأندية الشعبية بزيادة حصتها ورفض أندية الشركات لهذه الاقتراحات وهو ما سيجدد الصراع بينها خلال المرحلة المقبلة، أما عن أسباب عدم انتهاء هذا الصراع فهو يعود فى المقام الأول لمجلس إدارة الاتحاد لأنه للأسف مجلس «ضعيف» ولا يملك القدرة على اتخاذ قرار حاسم، وأصبح غير مسيطر على الأندية وأصبحت الأندية غير مقتنعة بقراراته. الشروق : يقال إن زاهر فى طريقه لبيع حقوق البث مقابل 150 مليون جنيه، فأين عرض التليفزيون؟ عبد الغني : أعترف أننا كاتحاد كرة نفضل عرض التليفزيون المصرى عن القنوات الفضائية الأخرى، ولكننا نحاول خلال المرحلة الحالية إقناع المسئولين فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون بتقديم عرض محترم يوازى العروض الأخرى التى وصلت 150 و180 مليون جنيه ونسعى لأن يقترب عرض التليفزيون من هذا الرقم ويكون الفارق صغيرا يمكن التنازل عنه من أجل المصلحة الوطنية، لكن إذا تمسك المسئولون بهذا العرض الهزيل فسنكون مجبرين بالموافقة على أحد العروض الأخرى. الشروق : وماذا عن الفضائيات التى يعمل بها أعضاء الاتحاد؟ عبد الغني : أولا من هم أعضاء الاتحاد العاملين فى القنوات الفضائية، أحمد شوبير خارج مجلس الإدارة ولم يعد له دخل فى هذا الأمر ولم يتبق غير أيمن يونس الذى تدور حوله الشائعات الحالية وأنا أقر بأنه أخطأ بحضور اجتماع لجنة البث الأخيرة لأنه من غير المعقول أن يصبح خصما وحكما فى نفس الوقت وأطالبه من هنا بالابتعاد عن موضوع البث الفضائى وإن كانت لديه اقتراحات عليه تقديمها لمجلس الإدارة للنظر فيها حتى يبعد نفسه عن أى شبهات، وأعتقد أن تشكيل اللجنه الأخيرة التى ستدير مسألة حقوق البث أعفى الاتحاد من الحرج لأن اختيار الجهة التى ستفوز بحقوق بث الدورى لم تعد مسئولية اتحاد الكرة، بل أصبحت بقرار الأغلبية من أعضاء اللجنة. الشروق : ننتقل إلى شأن آخر، قيامك بتطوير لوائح شئون اللاعبين شهد اعتراضات من الأندية بسبب بعض البنود، خاصة البند الذى تسمح فيه لأى لاعب هاو بترك ناديه والانتقال لناد آخر يوقع معه عقد احتراف بدون أى مقابل لناديه السابق؟ عبد الغني : كل التعديلات التى قمت بها وقدمتها لمجلس الإدارة كنت حريصا فيها على المصلحة العامة وهذه البنود مطابقة للوائح الفيفا وكنت أنتظر هذه الاعتراضات لأن هذه اللوائح تعتبر بمثابة «مولود جديد» سينقل الأندية إلى مرحلة جديدة، وسأقوم بعقد جلسة يوم الأربعاء المقبل مع عدد من الأندية حتى أوضح لهم مميزات هذه التعديلات وسيعقبه اجتماع أكبر، وأحب أن أطمئن أندية القسمين الثانى والثالث على لاعبيهم وأقول لهم إن الأمر ليس ديكتاتوريا وأننى سأستمع لوجهة نظرهم جميعا قبل أن يتم اعتماد هذه التعديلات. الشروق : ولماذا قام زاهر بسحب الإشراف على لجنة شئون اللاعبين منك بعد واقعة زيكاجورى؟ عبد الغني : سمير زاهر لم يقم بسحب الإشراف على اللجنة منى كما يقال فى الصحف وأنا ما زلت المرجع الوحيد للجنة بين أعضاء مجلس الإدارة والدليل قيامى بتطوير لوائح اللجنة فى الوقت الحالى وأنا خير من يقوم بهذا التطوير، ولم أخطئ فى واقعة زيكاجورى. الشروق : كيف تقول إنك لم تخطئ وقد أكدت فى أحد البرامج سلامة موقف الاتحاد وصحة توقيع زيكاجورى لإنبى؟ عبد الغني : أنا صرحت بأن توقيع اللاعب لإنبى صحيح وهو ما ثبت بالفعل، أما إشراك اللاعب فى صفوف إنبى فهى مسئولية فوزى غانم مسئول القيد الذى استخرج الكارنيه الخاص باللاعب للاشتراك فى صفوف النادى، فكيف يتم عقابى بسحب الإشراف على اللجنة وترك المذنب الرئيسى وقد قرر مجلس الإدارة تحويل فوزى غانم للتحقيق وإيقافه عن العمل. الشروق : ولكن قرار المجلس بإيقاف فوزى غانم لم ينفذ حتى الآن؟ عبد الغني : قرار إيقاف فوزى غانم لم ولن ينفذ لأن هذا القرار اتخذ لإرضاء الرأى العام فقط بعد واقعة زيكاجورى وعندما طالبت بتنفيذ القرار لم أجد من يسمعنى داخل المجلس وهو ما أدى إلى تكرار أخطاء فوزى غانم، فالمجلس اكتشف خلال الأيام الماضية أنه لم يرسل خطابا لحسام حسن من أجل إخباره بتحويله للتحقيق وستستمر أخطاء فوزى غانم لأنه لم يجد من يحاسبه على أخطائه وقرارات عقابه لا تنفذ ويكون مصيرها أدراج المكاتب، وهذا إحدى نقاط ضعف المجلس الذى تحدثت عنها من قبل، وأحب أن أؤكد أن مشكلة زيكاجورى أخذت جانبا شخصيا بينى وبين أحمد مجاهد ولم تكن للمصلحة العامة كما أشيع ولكنه استغل الموقف للتشهير بى رغم أنه المسئول الأول عن الواقعة. الشروق : وكيف يكون أحمد مجاهد المسئول عن واقعة زيكاجورى رغم وجوده خارج الاتحاد؟ عبد الغني : أحمد مجاهد هو من وضع لوائح شئون اللاعبين عندما كان رئيسا للجنة من قبل وهذا القصور يتحمله هو قبل غيره ثم عاد فى ثوب الخبير فى اللوائح ليدعى أنه جاء لإنقاذ الاتحاد من الوقوع فى الأخطاء وإذا كان يبغى المصلحة العامة كان يجب عليه أن يسلك الطرق المحترمة فى توجيه مجلس الإدارة بدلا من الجولة التى قام بها على القنوات الفضائية رغم أنه أحد أسباب الكوارث الموجودة حاليا فى لوائح شئون اللاعبين لأنه كان يعمل لصالح ناديه وليس للمصلحة العامه كما يقول. الشروق : وهل تؤيد إشراف أعضاء المجلس على اللجان؟ عبد الغني : أنا أعترف أمام الجميع أن مجلس الإدارة يتدخل فى شئون اللجان وسيظل يتدخل لأنه هو المسئول أمام الرأى العام، كما أن رؤساء اللجان ليسوا مؤهلين لاتخاذ القرارات المهمة، ويجب على مجلس الإدارة التدخل باستمرار لتوجيههم وطوال 3 سنوات ونصف السنة كان ترك الحرية للجان فى ارتكاب الكوارث ثم يتم تحميلنا كمجلس إدارة نتيجة أخطاء اللجان وهو ما لن أسمح بتكراره مرة أخرى وأعلن للجميع أننى سأظل أتدخل فى شئون جميع اللجان ولن ألتفت لما يقال فى الصحف من انتقادات بسبب هذه التدخلات. الشروق : وصراعك مع وكلاء اللاعبين بخصوص تحديد قائمة ال50 لاعبا؟ عبد الغني : أولا أنا تحدثت مع وكلاء اللاعبين عن أسباب هذا القرار الذى يهدف إلى المصلحة العامة فقط، فوكيل اللاعبين من المستحيل أن يعمل على مصلحة هذا الكم من اللاعبين وتخفيض العدد إلى 50 لاعبا هو فى مصلحة اللاعبين والوكلاء فى نفس الوقت وسيتم تنفيذ القرار سواء وافق الوكلاء عليه أو لم يوافقوا لأننا ننظر فقط للمصلحة العامة كما أشرت. الشروق : ولماذا قمت برفع دعوة قضائية ضد إحدى الجرائد الرياضية؟ عبد الغني : قمت برفع دعوة قضائية أمام النائب العام ضد هذه الجريدة بسبب اتهامها لى بالحصول على رشوة من وكيلىّ اللاعبين تامر النحاس ونبيل أبوزيد من أجل استخراج الترخيص الخاص بهما للعمل كوكيلى لاعبين معتمدين وهو ما نفاه النحاس وأبوزيد فى خطابين تم إرسالهما لى وقد حاول المسئولون فى هذه الجريدة الصلح معى وتوسيط بعض الوسطاء ولكننى رفضت حتى الجلوس معهم. الشروق : ما تعليقك على اتهامات شوبير لأعضاء مجلس الإدارة بنسيان وقوفه بجانبهم فى الانتخابات؟ عبد الغني : أحب أن أؤكد لك أن شوبير لم يكن يقصد مجدى عبد الغنى بهذا الكلام فهو يعلم مدى تقديرى له وأن علاقتى به قوية على المستوى الشخصى ولكنه يتحدث عن أشخاص آخرين فى المجلس ممن نكروا جميله معهم بعد الانتخابات لدرجة أنه حاول الاتصال بأحد أعضاء المجلس فرفض أن يرد على تليفونه وهو ما أغضبه بشدة وأقول إن شوبير تعرض لمضايقات كثيرة من أعضاء المجلس رغم مساهمته فى نجاح الجبهة بأكملها وأؤكد أن علاقتى بشوبير لا تحتمل المزايدة وستستمر قوية رغم محاولات البعض الوقيعة بيننا. الشروق : وما حكاية غرفته التى اتهمك بالاستيلاء عليها داخل مقر الجبلاية؟ عبد الغني : هذه أيضا قصة وهمية قامت الصحف باختراعها فأنا وشوبير أكبر من أن يحدث بيننا خلاف على غرفة نائب الرئيس التى كانت مخصصة لشوبير عندما كان نائبا لرئيس الاتحاد فى السابق والآن الغرفة أصبحت غير مشغولة بسبب عدم وجود هانى أبوريدة داخل الاتحاد لانشغاله المستمر، فما هو المانع من قيامى بالجلوس فى هذه الغرفة وأؤكد أننى أترك المكان لشوبير عند حضوره للاتحاد ولا توجد بيننا مشكلة فى هذا الأمر. الشروق : إذا كان المجلس غير موافق على تعيين شوبير، فلماذا وافقوا على القرار من البداية؟ عبد الغني : كان هناك اتفاق بين مجلس الإدارة بأكملة وأحمد شوبير على تعيينه فى مجلس الإدارة الجديد قبل الانتخابات ولكنه اصطدم برفض اللائحة لهذا التعيين فقرر سمير زاهر تعيينه مستشارا لاتحاد الكرة وقام شوبير بنفسه بتحديد اختصاصاته التى فاقت اختصاصات أعضاء مجلس الإدارة وهو ما أغضب بعض أعضاء المجلس وقاموا بمضايقة شوبير من أجل إجباره على الرحيل عن المجلس وأعتقد أنهم نجحوا فى مخططهم. الشروق : وكيف ترى مستقبل شوبير فى الاستمرار داخل المجلس؟ عبد الغني : حسب معلوماتى أؤكد لك أن أيام شوبير فى الاتحاد أصبحت معدودة وسيعلن ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة بعد أن نجح الكارهون له فى إجباره على الابتعاد عن المجلس وشوبير شخصية إدارية مميزة ولكنه أكثر شخص داخل مصر لديه أعداء. الشروق : وما سبب هذه العداوات من وجهة نظرك؟ عبد الغني : السبب هو نجاح شوبير الساحق فى جميع المجالات سواء فى مجال الإعلام أو الإدارة أو السياسة وهذا النجاح سبب له عداوات كثيرة بسبب وجود أعداء للنجاح فى كل مكان وأقول لشوبير إن ما يحدث الآن هو ضريبة النجاح. الشروق : لماذا رفضت محاولات زاهر وأبوريدة لتعيين أحمد شاكر؟ عبد الغني : ولماذا أوافق على تعيينه بدون أن يكون له دور يقوم به داخل مجلس الإدارة كما أننى أرفض التعيين لمجرد المجاملة أو رد الجميل وهذا ينطبق على أى شخص ليس له دور فى الجبلاية وليس أحمد شاكر فقط ويكفى أن اتحاد الكرة يهدر سنويا 12 مليون جنيه رواتب الموظفين والأجهزة الفنية والذين يبلغون 153 أغلبهم ليس لدية أى دور داخل الاتحاد وبعضهم لا يدخل اتحاد الكرة إلا للحصول على راتبه ثم نفاجأ الآن بنية المجلس فى تخفيض هذا العدد وأتساءل لماذا تم تعيينهم من الأساس؟ الشروق : قلت لن أكرر أخطاء الجولة الماضية داخل مجلس الإدارة؟ عبد الغني : أقصد أن ما حدث معى خلال الدورة الماضية لن أسمح بتكراره مرة أخرى فلن أسمح بتهميش دورى مرة أخرى ونسب الفضل لغيرى فى المجلس بسبب أحد الأشخاص الذى كان يعمل على الوقيعة بيننا داخل المجلس السابق والحمد لله أنه رحل عن الاتحاد. الشروق : لماذا تكاسلت لجنة المسابقات عن عقاب جوزيه بسبب واقعة «الجزمة»؟ عبد الغني : لدى رأى مختلف فى هذا الأمر فأرى أن الصحفيين هم الذين أهانوا أنفسهم بإصرارهم على التحدث مع المدرب البرتغالى رغم رفضه الحديث معهم، أما عن عدم عقابه فأنت لا تستطيع أن تثبت أن جوزيه قام برفع حذائه فى وجههم لأن ذلك كان بصورة غير صريحة وبرغم اختلافى معه فى بعض الأمور إلا أن إنجازات الرجل تتحدث عن نفسها وقد حفر اسمه فى تاريخ الكرة المصرية. الشروق : بعد نهاية الدورة الحالية للمجلس، اللائحة ستمنع ترشيحك فما وجهتك القادمة؟ عبد الغني : لم أتخذ قرارا نهائيا حتى الآن لأننى لست ممن يخططون للمستقبل ولكن من المؤكد أننى لن أبتعد عن الكرة وأفكر جديا فى خدمة الأهلى من خلال الترشيح لمجلس الإدارة فأنا بعيد عن اتحاد الكرة أحب أن أخدم الأهلى فى أى موقع وسبق لى أن قدمت طلبا للمرحوم صالح سليم لكى أختم حياتى داخل الأهلى مجانا ولكن لم تتح لى الظروف لذلك وما زلت محتفظا بهذا الطلب حتى الآن.