قال رئيس البرلمان في تونس راشد الغنوشي إن تونس تحتاج اليوم إلى نهج التوافق الذي سلكه الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي بمناسبة الذكرى الأولى لوفاته، وفي وقت تشهد فيه تونس أزمة سياسية خانقة. وقال الغنوشي، للصحفيين في موكب لتسمية مدرج الأكاديمية البرلمانية باسم الرئيس الراحل، في مقر فرعي للبرلمان اليوم السبت، إن السبسي يمثل "رمزا للتواق الوطني والوحدة الوطنية". وتابع الغنوشي "السبسي أنقذ تونس بسماحته وأفقه الواسع من كثير مما تعرضت له دولا مشابهة، تونس محتاجة لهذا النهج للتعامل مع الاختلافات". وتحيي تونس ذكرى وفاة الباجي قايد السبسي بالتزامن مع عيد الجمهورية، وكان رحيل السبسي قبل أشهر قليلة من نهاية عهدته الرئاسية في 2019 وشيعه التونسيون في جنازة مهيبة. والسبسي، هو أحد السياسيين البناة للدولة الوطنية إبان الاستقلال في خمسينات القرن الماضي ويمثل وجها من نظام الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، الذي كانت علاقاته متوترة مع المعارضة ومن بينهم الإسلاميون على وجه الخصوص. وعاد السياسي المخضرم بعد غياب استمر لعقدين في فترة حكم الرئيس الراحل زين العابدن بن علي، ليقود حكومة انتقالية بعد الثورة عام 2011 كان لها دور في ترسيخ الديمقراطية والتعددية في تونس ومن ثم انتخب رئيسا في 2014. وعلى عكس العداوة السياسية التاريخية بين نظام بورقيبة وبن علي والإسلاميين، فقد نجح السبسي في ضم حركة النهضة إلى حكومة ائتلافية ليمثل بذلك ذروة التوافق بين الرجلين. وقال الغنوشي "تونس تفتقد للسبسي في وقت تحتاج لمثله، ندعو التونسيين إلى تذكر دوره في تحقيق الوئام الوطني والتوافق لمدة خمس سنوات أو أكثر". والتوتر على أشده بين حركة النهضة، حزب الأغلبية في البرلمان، والرئيس الحالي قيس سعيد على خلفية أزمة الحكومة المستقيلة لإلياس الفخفاخ. وبعد فشل مرشح حركة النهضة في نيل ثقة البرلمان بعد الانتخابات في يناير الماضي، باتت المبادرة السياسية دستوريا عند الرئيس قيس سعيد الذي اختار الفخفاخ ويستعد اليوم لإعلان المرشح البديل له.