يعاني الكثير من الأشخاص من اضطرابات النوم أو عدم الحصول على قدر كاف منه، ولكن ما لا يعلمه البعض أن طبيعة شخصيتك تؤثر في سلوكك ومزاجك وردود أفعالك، ومن ثم تجعلك تعاني من مشاكل النوم أثناء الليل. وغالبًا ما يكون من الصعب تحديد سبب المعاناة بالنسبة لبعض الأشخاص؛ لوجود العديد من العوامل التي يجهلونها، ولكن جدير بالذكر أن عادات النوم ترتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة الشخصية، وفقا لما ذكره موقع "دريمز بيد". أظهرت الدراسات أن الحرمان المستمر من النوم يمكن أن يغير في طبيعة شخصيتك؛ حيث إن ليلة واحدة من النوم المضطرب يمكن أن تجعلك أقل قدرة على التحكم في مشاعرك، وذلك وفقًا لبحث أجري في جامعة تل أبيب، أكبر مؤسسات البحث في إسرائيل. وخلصوا إلى أنه عندما نحصل على قدر غير كاف من النوم، فإن دماغنا لا تستطيع التمييز بين الأشياء الهامة وغير الهامة، مما يعني أننا نأخذ الأشياء التافهة بعين الاعتبار. وذلك لأن الجزء المسؤول عن العواطف المسمى ب"اللوزة الدماغية" يضعف عندما تضطرب عادات نومنا، بل ويتم فصله عن منطقة الدماغ المسئولة جزئيًا عن اتخاذ القرار "قشرة الفص الجبهي"، وانفصال الاثنين يجعل من الصعب جدًا تنظيم مشاعرنا، لذا فإن الكثير من طبيعة شخصيتك يمكن أن يتغير بعد ليلة نوم سيئة. • أنواع الشخصية والنوم في دراسة أجريت عام 2017، أكدت أن هناك العلاقة بين الأرق ونوع الشخصية، واختبروا أكثر من 2000 مشارك باستخدام استبيان يفك رموز سمات الشخصية وشدة الأرق، ثم تم تصنيف المشاركين إلى عدد من الصفات الشخصية، مثل: الانبساط والرضا والضمير والانفتاح والعصبية. وأظهر البحث أن العصبية ذات صلة وثيقة مع شدة الأرق، ولذا، فإن الأشخاص الذين يعانون من الشخصية العصبية هم الأكثر عرضة للاكتئاب والقلق وتقلبات المزاج وعدم الاستقرار العاطفي. وتوصلت إلى أن المشاركين العصبيين كانوا أكثر عرضة للتأثر سلبًا بالأرق، ويواجهون مشاكل عامة في النوم بما في ذلك صعوبة في النوم والاستيقاظ مبكرًا دون الحصول على قسط كاف من النوم. وأفاد الأشخاص الذين يتمتعون بشخصية واعية منتبهة للغاية، بأن مشاكل النوم لم تؤثر على حياتهم اليومية، لأنهم كانوا واعين ومنضبطين ويقظين دائما. وأشارت الدراسة إلى أن الانفتاح والقبول كانا مرتبطان بشدة الأرق، ولكن الانبساط لم يكن له علاقة، ولذا إذا كنت ذي شخصية عصبية أو واعية، فمن المحتمل أنك عرضة للمعاناة من الأرق أكثر من الآخرين. وخلص البحث أيضًا إلى أن فهم كيفية تأثير الشخصية على النوم يمكن أن يكون خطوة كبيرة إلى الأمام في العلاج السلوكي المعرفي؛ إذ يمكنه أن يساعد في الطريقة التي يتعامل بها المعالجون مع الأفراد بناءً على ردود الفعل والسلوكيات المرتبطة عادة بشخصيتهم.