حالة من الجدل سادت مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار مزاعم عن هدم المقابر الأثرية الإسلامية بصحراء المماليك بالقاهرة؛ من أجل إنشاء محور الفردوس الذي يمر بالجهة الشمالية من مقابر المماليك، التي تحتوي على المساجد الأثرية وأضرحة العصر المملوكي، والتي تتميز بموقعها الجغرافي المتميز بوسط القاهرة. وسرعان ما دفعت حالة الجدل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، للخروج والتعليق على المزاعم المنتشرة ليؤكد أنه لا صحة لما يتردد عن هدم أي مقابر أثرية تخص جبانة المماليك، موضحًا أن الإزالات الجارية لإنشاء محور الفردوس، ليست ضمنها مبانٍ أثرية، حيث إن هذه المقابر ليست مسجلة آثار، فكل هذه المقابر تعود إلى القرن العشرين، والوزارة تتابع عمليات الهدم للاطمئنان على حالة المقابر المسجلة والتأكد من سلامتها. كانت صحراء المماليك الممتدة من قلعة الجبل إلى العباسية عبارة عن ميدان فسيح للعب الكرة عرف بميدان القبق حتى أوائل القرن الثامن الهجري، عندما بدأ ملوك مصر وأمراؤها في إنشاء المساجد والخوانق فيها وألحقوا بها مدافنهم، فباتت تعرف كمنطقة مقابر أو جبانات. ورغم أهميتها التاريخية إلا أننا لا نعرف الكثير عن الكنوز الأثرية بمنطقة صحراء المماليك، المعروفة أيضا ب "قرافة المماليك"، والتي تضم مجموعة من المقابر التاريخية التي تمثل الجبانة الرئيسية لمدينة القاهرة وتعبر عن حقبة زمنية تمتد لحوالي ألف وربعمائة عام، من العصر الفاطمي حتى أسرة محمد على. ومن أبرز المعالم التي تتضمنها منطقة صحراء المماليك مسجد وخانقاه فرج برقوق، ومسجد وخانقاه السلطان الأشرف بارسباي، ومسجد السلطان قايتباي وملحقاته، وقبة جاني بك الأشرفي، وقبة قرقماس، وربع قايتباي، وتكية أحمد أبو سيف.