الكثير منا يتعرض للتوتر والضغط العصبي بشكل أو بآخر، سواء كان في الحياة العملية أو المشكلات المالية أو القضايا الأسرية. وبالرغم من أن القلق يحدث في الدماغ، إلا أنه يمكن أن يقودنا نحو عواقب جسدية سيئة؛ حيث توصل أطباء الجلدية إلى أن الضغوط اليومية يمكن أن تؤثر سلبًا على بشرتك، مسببا مشكلات صحية مثل حب الشباب والصدفية والإكزيما وحتى سقوط الشعر. ويصف أخصائي الأمراض الجلدية الدكتور أنيل بوده رجا، هذه العملية على أنها "اتصال الدماغ بالجلد"، حيث إن الإجهاد يسبب تغييرًا في كيمياء الدماغ والجسم، والذي بدوره له تأثير كبير على الجلد، وفقا لما ذكره موقع "جلف نيوز" الإماراتي. وأوضح أن نظام الغدد الصماء يتكون من عدد من الغدد التي تنتج الهرمونات، وخلال لحظات التوتر ينتج الجسم الكورتيزول الزائد، والذي غالبًا ما يشار إليه باسم "هرمون الإجهاد"، الذي يعيث فسادًا في كل شيء من جهاز المناعة إلى ضغط الدم. ويشرح الدكتور رجا أن الإجهاد يزيد من نشاط الغدد الدهنية، التي تنتج المزيد من الزيت والدهون، مما يؤدي إلى ظهور حب الشباب وزيادة حساسية البشرة. كما أن ضعف الكورتيزول يضعف مناعة الجلد، مما يؤدي إلى الإجهاد الذي يتجلى في شكل تجاعيد وخطوط وبشرة باهتة، إضافة إلى أنه يزيد التهاب الجسم ويمكن أن يؤدي إلى الإكزيما والوردية والصدفية. وتضيف الطبيبة النفسية سارة كولز، أن بداية التوتر والإجهاد يمكن أن يقودنا نحو عادات سيئة مثل العمل لساعات أطول أو تناول القليل من الطعام مع شرب المزيد من الكافيين. وأوضحت أنه يمكن أن يؤدي إلى ظهور البثور بالبشرة؛ حيث أظهرت دراسة أجريت حول آثار الإجهاد كعامل سببي في الصدفية، أن حوالي نصف المشاركين قالوا إن تجربتهم الأولى مع المرض جاءت خلال فترة صعبة وقلقة في حياتهم، وساءت أعراضهم عندما شعروا بالقلق والضغط العصبي، كما أكدت أن القلق والتوتر كانا من عوامل تفاقم حب الشباب. وينصح الخبراء بالاعتناء ببشرتك خلال فترات الإجهاد الشديد؛ حيث يوصي الدكتور آدم فريدمان، استشاري الأمراض الجلدية، باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وحماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية باستخدام كريم حماية من الشمس بدرجة عالية ومرطب يحتوي على مكونات مضادة للالتهابات في روتين العناية بالبشرة للمساعدة في تحسين الاحمرار أو الحكة. وقال الدكتور رجا، إن أي شخص يعاني من إجهاد الجلد يمكنه استخدام مكونات طبيعية مهدئة مثل الألوفيرا، والبابونج ودقيق الشوفان والروزماري. وتضيف الدكتورة كولز، أنه من المهم أيضًا معالجة التوتر بممارسة مثل اليوغا والتأمل، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الطرق للتخلص من الإجهاد مثل الحصول على روتين نوم هادئ في غرفة مظلمة بدون أنوار أو عوامل مزعجة، كما أنه من المهم أيضًا أن تتعلم التكيف مع الضغوط التي تتعرض لها للتغلب عليها. وتتابع: "يمكن لبعض الأنشطة أن تحد من التوتر، مثل: المشي أو قضاء بعض الوقت في الخارج أو القراءة والتحدث مع صديق أو ممارسة اليوجا والتمارين الرياضية".