بدأ المؤتمر السنوى السادس للحزب الوطنى أعماله عصر أمس، بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر، بجلسات للجان المتخصصة، وتسكين أعضاء المؤتمر وطبع الأوراق التى ستتم مناقشتها واتخاذ الترتيبات الخاصة بالوقاية من إنفلونزا الخنازير، بينما سيغيب موضوع الترشح للرئاسة، وموقف الحزب منها عن الأجندة الرسمية للمؤتمر. فى الوقت نفسه، أكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن مسألة الخلافة فى مصر «صارت موضوعا يستحيل تجنب مناقشته خلال الشهور التالية». ويعقد مؤتمر هذا العام تحت شعار «من أجلك أنت» وتركز أوراق العمل فيه، حسب تصريحات قيادته، على مشروع قانون التأمينات والمعاشات وتوسيع مظلة الضمان الاجتماعى والنظام الجديد للثانوية العامة والقبول بالجامعات وتطوير التعليم الفنى والصناعى. كما يناقش كذلك مشروع قانون التأمين الصحى الشامل، بينما أكدت قياداته مرارا أن الحزب لن يناقش شخصية مرشحة للرئاسة خلال المؤتمر. لكن الجارديان توقعت أن يظل الرئيس مبارك فى الحكم «مدى الحياة» وذلك وسط تكهنات واسعة بتوريث السلطة لنجله جمال فى الوقت الذى ظهرت فيه شخصيات مرموقة كمرشحين محتملين للرئاسة. وكانت مصادر بالرئاسة قد أكدت ل«الشروق» الأسبوع الماضى أن الموقف الذى أعلن عنه مبارك سابقا بأنه «سيخدم الوطن طالما القلب ينبض»، لم يتغير. وتابعت الصحيفة: «لذا فإنه من الممكن أن يخوض مبارك الانتخابات فى 2011، ليكون قد بلغ 89 عاما عند نهاية ولايته السادسة». وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن قضية «التوريث» هى موضوع دائم لدى جميع الطبقات المصرية المهووسة بالثرثرة، حيث كانت الإشارة تقليديا إلى أن الرئيس مبارك يحب أن يخلفه فى منصبه ابنه الأصغر جمال (45 عاما)، المصرفى السابق، كما أنه يحتل منصبا قياديا رفيعا فى الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم. وقالت الصحيفة فى هذا السياق إنه «لا أحد يصدق جمال مبارك عندما يعلن أنه غير مهتم بأن يصبح رئيسا، كما أن أيا من الأحزاب سواء تلك المحظورة رسميا مثل الإخوان المسلمين، أو تلك الأحزاب العلمانية الصغيرة مثل الوفد تستطيع تحدى احتكار الحزب الحاكم». فى المقابل، فإن تكوين «سلالات جمهورية بالتوريث (مثلما حدث فى سوريا مع عائلة الأسد، الذى يبدو فى ليبيا مع سيف الإسلام القذافى) لا يمكن أن يكون مضمونا، حيث يتطلع الكثيرون إلى المنصب الرئاسى»، على حد قولها. واستشهدت الصحيفة بالحوار الذى أجرته «الشروق» مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قبل أسبوعين، التى صرح فيها أنه «من حق جميع المواطنين الذين لديهم القدرة أن يتطلعوا إلى موقع يمكنهم من خدمة وطنهم، بما فى ذلك رئاسة الجمهورية». وقالت الصحيفة إن موسى «سياسى محنك، يعرف كيف يتعامل مع الإعلام، لهذا كان من اللافت فى زيارته إلى لندن مطلع هذا الأسبوع، أنه مستعد للحديث عن كل شىء عدا التخمينات التى شاعت عن طموحه فى خلافة الرئيس مبارك». كما أشارت الجارديان إلى الحملة التى أطلقها السياسى المعارض أيمن نور وصيف الرئيس مبارك فى الانتخابات الرئاسية للعام 2005، حملة على موقع فيس بوك الاجتماعى الشهير ضد توريث جمال للحكم، وموقف الكاتب محمد حسنين هيكل المناهض أيضا للتوريث ضد جمال، وحملات مثل «مصريون ضد التوريث» وحملة «ما يحكمش». أما الاسم الذى غالبا ما يذكر بحسب الجارديان هو اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة، المنخرط فى جميع القضايا من القتال فى اليمن، وحتى الواسطة بين فتح وحماس، فبالنسبة لبعض المصريين فإنه من غير المطروح أن يكون «الريس»، من خارج الجيش. لكن الصحيفة رأت أن موسى يتمتع بميزة حقيقية «حيث إنه كان وزير خارجية ناجحا جدا طوال فترة التسعينيات، قبل تولى الأمانة العامة للجامعة العربية، حتى إنه أشيع أن الرئيس مبارك أبعده خوفا من شعبيته»، على حد تعبير الصحيفة. لكن الصحيفة رأت أن موسى، «المغرم بتدخين السيجار»، صار ينفث دخانه بسعادة بعد أن دفع بالكرة بعيدا عن السؤال الذى رفض الإجابة عنه باستمرار (ترشحه للمنصب الرئاسى). وتنعقد الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الوطنى صباح اليوم السبت، وهى جلسة عامة يستعرض فيها صفوت الشريف الأمين العام للحزب تقريرا عن أنشطة الوطنى خلال العام الماضى وخطته للعام المقبل يعقبها جلسة عامة ثانية يستعرض فيها زكريا عزمى الأمين العام المساعد لشئون التنظيم والعضوية والمالية والإدارية تقريرا عن أنشطة الحزب فى مجالات التنظيم والانتخابات الحزبية للوحدات الحزبية التى جرت مؤخرا. على أن تعقد فى المساء جلسة أخرى يلقى خلالها الرئيس مبارك خطابا يسبقه اجتماع مع أعضاء الهيئة العليا للمؤتمر. أما يوم الأحد فيشهد تقديم أحمد نظيف رئيس الوزراء تقرير الحكومة وما تم تنفيذه من البرنامج الانتخابى للرئيس مبارك. وينهى المؤتمر أعماله يوم الاثنين باستكمال مناقشة أوراق العمل ثم بجلسة ختامية يشهدها الرئيس ويدور خلالها حوار مفتوح مع أعضاء المؤتمر. من المؤتمر زيادة معاش الضمان الاجتماعى أعلن الحزب الوطنى عن زيادة معاش الضمان الاجتماعى بنسبة 25% اعتبارا من يناير المقبل. الإعلان جاء على لسان جمال مبارك أمين السياسات بالوطنى فى جلسة «التنمية الاجتماعية ومكافحة الفقر». فيما أوضح وزير التضامن الاجتماعى على المصيلحى والمشارك فى الجلسة أن الاتجاه داخل الحكومة يقضى بزيادة معاشات الضمان الاجتماعى لتتراوح بين 150 و300 جنيه بدلا من 80 و120 جنيها. غالي : قانون المعاشات غير عادل اعترف الدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية خلال اجتماع لجنة الاستثمار والتشغيل أن الإعفاءات الضريبية المباشرة للمشروعات سواء فى الصعيد أو فى المدن الجديدة لم تؤت ثمارها، واعتبر أن قانون المعاشات الحالى غير عادل ولا يعطى حياة كريمة للمحالين على المعاش، «وهو ما دفع الحكومة إلى إعداد قانون جديد يضمن منح المواطن المحال على المعاش ما بين 68% إلى 75% من آخر أجر صافى حصل عليه قبل إحالته للمعاش». وقال إن القانون الجديد يضمن أيضا خفض نسبة الاشتراكات، ويمنح معاشا أساسيا لكل من بلغ 65 عاما سواء كان مشتركا فى نظام المعاشات أو لم يكن مشتركا، وأضاف أن القانون الجديد يضمن أيضا منح المعاش فى حدود 65% من آخر أجر حصل عليه فى حالة العجز أو الوفاة قبل سن المعاش. 90 مليار جنيه استثمارات فى الغاز سامح فهمى وزير البترول قال إن هناك 3 شركات إيطالية وإنجليزية وألمانية تتفاوض مع الوزارة لاستتغلال حقول البترول فى البحر الأحمر خلال السنوات الثلاث المقبلة، وهى ما قدرها الوزير» باستثمارات تصل إلى 90 مليار جنيه». ووفقا لما قاله وزير البترول أثناء الجلسة التى حضرها أحمد عز، أمين التنظيم بالوطنى، فإن الحكومة تدرس فكرة السماح للشركات الأجنبية العاملة فى مجال استخراج الغاز الطبيعى ببيعه داخل مصر. وأضاف أن الوزارة أعدت دراسة بالتعاون مع «بيت خبرة عالمى»، وحددت فيها أولويات استخدام الغاز الطبيعى فى مصر فى مجالات «المنازل، السيارات، المشروعات كثيفة الطاقة». حسن يونس يمتدح منصور أشاد حسن يونس وزير الكهرباء والقائم بأعمال وزير النقل بأداء محمد منصور وزير النقل المستقيل، وقال يونس بعد أن عرض شوقى يونس وكيل لجنة الصناعة بالشورى ورقة «سياسات الحزب الوطنى فى مجال خدمات النقل»، «إن المهندس محمد منصور كان شريكا فى إعداد هذه الورقة وقام بجهد كبير فى مرفق النقل». ونفى أن يكون هناك تفكير فى خصخصة شركات الكهرباء، موضحا أن أسعار الكهرباء «هى السلعة الوحيدة التى يأخذها الفقير بدعم كبير والمتوسط بدعم متوسط، أما الغنى فإنه لا يدعم ويدفع أعلى من التكلفة». وردا على سؤال حول سياسة الوزارة فى تسعير الشرائح، قال أن المنهج فى التسعير هو تقليل الدعم كلما ارتفع المستوى المادى وأن ما يتم استهلاكه يعد مقياسا للدخل.