تعد غابات المانجروف أفضل نوعا من الغابات في تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون، إذ وصل مخزونها من ثاني أكسيد الكربون الضار إلى 6.4 مليار طن، وبجانب ذلك فهي تعمل بمثابة مصدة للأمواج والرياح عن الشواطئ، ولكن التغير المناخي لا يمهل تلك الغابات سوى عشرات السنين قبل أن يقضي عليها ما لم يتوقف البشر عن إصدار انبعاثات الغاز. ويقول نيل سينتيلان، بروفيسور علوم الأرض والبيئة والمشرف على دراسة متعلقة بغرق المانجروف، لموقع "مونجباي" البيئي، إن التربة التي تقوم عليها غابات المنجروف لن تتحمل أكثر من ربع إنش سنوي من معدلات ارتفاع مستوى سطح البحر. وحللت الدراسة ما حدث ل78 غابة استوائية وشبه استوائية بنهاية العصر الهيلوسيني منذ آلاف السنين، حين أدى ذوبان جبال الجليد لارتفاع سطح البحر، إذ تم إغراق تلك الغابات. ويضيف نيل، أن غابات المانجروف يبلغ ارتفاعها 10 أمتار، ولكن باستمرار ارتفاع سطح البحر سيكون سهل غمرها، وحينها سيشكل معامل الربع إنش من معدلات الارتفاع فارقا أساسيا لحماية الغابات من الغرق. ويذكر أنه بحسب دراسة سابقة، فقد أدى زوال بعض غابات المانجروف بسبب تجريف التربة وقطع الغابات، لإطلاق 121 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون المخزن في تربتها للجو. ويقول جون هاوس، عالم البيئة المشارك في مبادرة الأراضي الرطبة، إن بإمكان غابات المانجروف النمو أفقيا إذا واصل البحر في الارتفاع، ولكن الزحف العمراني للبشر يحول دون ذلك التمدد الأفقي ما لا يجعل أمام الغابات مهرب من الغرق.