بعد حوالي شهرين من نجاح السلطات الصينية في السيطرة على تفشي فيروس كورونا المندلع من مدينة ووهان، عاد الفيروس للظهور في موجة ثانية ضربت العاصمة بكين، ليسجل ما يقرب من 150 حالة إصابة خلال الأيام الستة الماضية، ارتبط معظمهم بسوق شينفادي، أحد أكبر أسواق المواد الغذائية بالجملة في آسيا. وأثارت عودة فيروس كورونا للظهور في العاصمة الصينية جدلا ومخاوف واسعة من تفاقم أزمة الوباء مرة أخرى، في وقت ربطت فيه تقارير صينية ارتفاع الإصابات بسمك السلمون المستورد من النرويج، بعد إثبات تواجد الفيروس على لوح التقطيع المستخدم في تعبئة سمك السلمون بسوق شينفادي. ونتيجة للمخاوف حول أسماك السلمون، بدأت سلطات الجمارك الصينية في إخضاع جميع أنواع اللحوم المستوردة لاختبار فيروس كورونا قبل إدخالها البلاد، فضلا عن إجراء اختبارات الفيروس على المنتجات المستوردة الموجودة في الأسواق المحلية بالمدن الكبرى، وفقا لما ذكرته مجلة فورتشن الأمريكية. وتجري سلطات الموانئ الصينية اختبارات الحمض النووي على جميع شحنات اللحوم المستوردة، إذ كشف مسؤولي الجمارك عن البدء في اختبار كل شحنة من الشحنات القادمة إلى الصين، وعدم الاكتفاء بأخذ عينات عشوائية، فيما تمت إزالة سمك السلمون من محلات السوبر ماركت في المدن الكبرى بأنحاء البلاد ومنصات المواد الغذائية بالإنترنت. وبحسب البيانات الجمركية الرسمية، فقد استوردت الصين حوالي مليون طن من اللحوم بأنواعها من البرازيل والولايات المتحدة وأوروبا، خلال شهر أبريل الماضي، وهو ما رفع إجمالي الواردات في الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي إلى 3 ملايين طن، بزيادة 82% عن العام الماضي، إذ تحاول الصين تغطية نقص البروتين بعد أن أدى تفشي حمى الخنازير الإفريقية إلى نفوق نصف الخنازير بالبلاد تقريبًا. واختبرت سلطات بكين أكثر من ألفي عينة من المواد الغذائية، بما في ذلك اللحوم والمأكولات البحرية والبيض، جميعها جاءت نتائجها سلبية، وسارعت محلات البقالة والمطاعم في جميع أنحاء بكين إلى سحب سمك السلمون من أرففها، وتوقفت الواردات من أوروبا. واضطرت السلطات الصينية إلى إلغاء مئات الرحلات الجوية من وإلى مطارات بكين، وأغلقت المدارس مجددا منذ الثلاثاء الماضي، بجانب إغلاق سوق شينفادي و11 سوقًا آخر، وتطهير 300 سوق لبيع المنتجات الغذائية بما فيها الخضروات والفواكه واللحوم والأسماك، فضلا عن إغلاق العديد من المجمعات السكنية بعد أن تجاوز عدد الإصابات المبلغ عنها مائة إصابة، وفقًا لحكومة العاصمة. من جانبه، أكد وزير المصايد والأطعمة البحرية النرويجي، يوم الأربعاء، أن السلطات الصينيةوالنرويجية وصلتا إلى أن السلمون النرويجي ليس على الأرجح مصدر فيروس كورونا المستجد الذي تم اكتشافه على ألواح تقطيع الأسماك في سوق للمواد الغذائية في بكين.