احتفلت الصين في 20 مارس الماضي بانتصارها رسميًا على فيروس كورونا المستجد الذي ظهر بها ديسمبر الماضي وأصاب 80 ألفا و967 حالة وقتل 3311 شخصًا، وسرعان ما انتقل إلى دول عديدة ووصلت نسبة الإصابات حول العالم لأكثر من مليون حالة، ولكن فرحة الصين لم تستمر طويلًا، حيث ظهرت بعض الجهات التي تشكك في مدى مصداقية الإصابات والوفيات في الدولة التي يصل التعداد فيها إلى أكثر من مليار و400 مليون مواطن. صور طوابير الجثث وأعداد صناديق رماد قتلى الفيروس زادت من الشك في ضحايا كورونا داخل الصين وأن الدولة تحاول إخفاء الحقيقة قدر الإمكان داخل حدودها وخارجها لتظل قوية، وهذا ما أكدته صحفية صينية تدعى "سايت شين". وذكرت الصحفية أن بيت "هونج" للجنائز عمل 19 ساعة يوميًا خلال شهر فبراير فقط ليستطيع حرق الجثث وتحويلها إلى رماد، وهو يحتوي على 30 فرنًا للحرق، وهذا يعني أنه تم حرق حوالي 570 جثة يوميًا وهو ما يقود إلى حرق 16 ألف 530 جثة في شهر واحد، وهذا الرقم الضخم يخص بيت جنائز واحد فقط في الوقت الذي تضم فيه ووهان 8 بيوت جنائز يحتوي كل منها على محارق جثث. واستكمالًا للبحث الذي تحاول الصحف من خلاله كشف العدد الحقيقي لضحايا كورونا في الصين ومتى ظهر المرض داخلها فعليًا، أكدت صحفية "ساوث تشاينا مورنينج بوست" أنها اطلعت على وثيقة حكومية غير قابلة للنشر تكشف عن أن أول حالة عانت من الفيروس القاتل كانت 17 نوفمبر الماضي وعثر على المواطن المريض البالغ من العمر 55 عاما في مقاطعة هوبي التي تعد عاصمتها ووهان، ولكن ذلك بعد أن كان قد نقل العدوى إلى أشخاص آخرين وهذا أدى لظهور 5 حالات حاملة للفيروس في اليوم ذاته. وأوضحت الوثيقة، أن الصين اتخذت إجراءات رئيسية وفرضت عقوبات على العديد من المدن وعلى رأسهم ووهان لتعقب أي شخص التقط الفيروس من المصابين، ولكن في مقابل ذلك ادعت أنها عثرت على أول مريض في السابع من ديسمبر الماضي وبناءً على ذلك اتخذت حينها إجراءات واسعة لتقليل نسبة العدوى. وحسبما ذكر موقع "آج تاك" الهندي، فإنه بحلول 27 ديسمبر الماضي أخبر تشانج جيشيان، الطبيب من مستشفى مقاطعة هوبي للطب الصيني الغربي، السلطات الصحية الصينية أن المرض ناجم عن فيروس كوروني جديد، وأصيب به حينها 180 شخصًا، ولكن الأعداد ارتفعت ل266 شخصًا في نهاية الشهر ذاته، في الوقت الذي أخفت فيه الصين الأمر على جميع دول العالم رغم معرفتها بخطورة الوضع. وفي السياق ذاته، ذكر موقع "20 مينت" الأسباني، أن العديد من العاملين في محرقة الجثث بووهان بؤرة كورونا، أكدوا أن أغلب ضحايا كورونا تم إرسالهم للحرق من المستشفيات بشكل غير شرعي وهو ما يعني حرق دون تسجيل في سجل الوفيات سواء في المستشفى أو المحرقة. وأوضح ويليام يانج، مراسل صحيفة "دويتشه فيله" بشرق آسيا، في حديثه لمحطة إذاعة "نيوزيلاندا"، أن العديد من وسائل الإعلام الصينية أبلغت بالفعل عن إخفاء مزعوم لنسب ضحايا الفيروس الحقيقة وقاموا بحرق حثث دون تسجيلها. وأكد يانج، أنه في حالة إخفاء الصين للضحايا فإنه يتم حرق الجثث دون تحديد السبب الحقيقي للوفاء أو منح المحرقة الحق في إبلاغ أقاربهم بالموعد، مشيرًا إلى أن رغبة الصين في إخفاء الحقيقة هو تجنب نشر الفوضى حول الفيروس والتهرب من تحمل مسؤولية انتشاره في عدد من دول العالم.