«هذه الشركات تدمر فرص عمل القطاع الاقتصادى غير الرسمى وتزيد من مشكلات البطالة فى الدول النامية». إنها الشركات الدولية التى تستعين بها حكومات العالم الثالث لجمع وتدوير القمامة، وإنه الانتقاد الذى جاء على لسان الناشطة البيئية الأمريكية آن ليونارد، وهى عضو الاتحاد الدولى لبدائل المحارق GAIA. جاء ذلك فى خطبتها القصيرة أمام مؤتمر «نحو ثقافة مجتمعات واقتصاد وبيئة مستدامة» أمس الأول، الذى نظمته الشركة المصرية للأبحاث والتدريب والتنمية المستدامة، بمشاركة عدة جهات منها هيئة المعونة الأمريكية. آن ليونارد قالت إن الحكومات تظن أن استئجار شركات بإمكانيات كبيرة سيكون سببا فى تطور الاقتصاد والناتج القومى، إلا أن أرقام النمو الاقتصادى التى يتم حسابها بأرقام وكميات النقود فقط هى أرقام خادعة، التطور الاقتصادى الحقيقى يعكس قدرة الدول على استخدام إمكانياتها فى إسعاد شعوبها والحفاظ على البيئة، فمثلا كانت كثرة عدد السيارات تعنى زيادة الرخاء فى الاقتصاد التقليدى، فى حين أن زيادة الاعتماد على الدراجات معناه انخفاض مستوى المعيشة، رغم أن قلة عدد السيارات قد يكون معناه سعادة الشعوب بنظافة البيئة وقلة الزحام»، إلا أن هذه السعادة ليس لها مكان فى حسابات وأرقام الحكومات، على حد قولها. وردا على سؤال «الشروق» حول تهافت شركات النظافة الأجنبية للعمل بدول العالم الثالث قالت ليونارد أن هذه الشركات قد تكبدت خسائر فادحة بسبب القوانين البيئية المتزايدة فى الشدة التى يفرضها الاتحاد الأوروبى عليها، مما دعاها للعمل فى دول العالم الثالث التى ليس بها قوانين تقيد نشاطاتها المضرة بالبيئة. وأضافت أن مسئولى هذه الحكومات «ينبهرون بخداع الشركات الأجنبية بسبب استخدامهم لمصطلحات رنانة وإمكانيات تكنولوجية عالية»، إلا أن الحقيقة أن أساليب هذه الشركات مليئة بالمخالفات البيئية. «هذه الشركات أنشأت العديد من محارق القمامة فى أوروبا، وحين تم إثبات أن هذا الأسلوب غير صحى، حاولت التغطية على ممارساتها بإطلاق ألفاظ رنانة عليها»، مثل «تحويل المهملات إلى طاقة»، و«الغوزنة» أو تحويل المهملات إلى غاز طبيعى. الحل البيئى الوحيد فى رأى الناشطة الدولية هو الاعتماد الكلى على التدوير ودفع المصانع إلى تبنى تكنولوجيات جديدة بلا مخلفات مضرة بالبيئة على الإطلاق، «وهذا لم يعد حلما بعد التطور التكنولوجى الكبير فى مجالات العمارة الخضراء والكيمياء الخضراء»، وهى العلوم التى تبتكر أساليب تصنيع جديدة صديقة للبيئة. يذكر أن آن ليونارد واحدة من أشهر نشطاء البيئة ودعاة التدوير فى العالم، وزارت أكثر من 40 دولة على مدار 20 عاما لنقد أساليب الصناعة الضارة بالبيئة، والدعوة إلى أساليب بديلة. وفى ديسمبر 2007 قامت بإعداد الفيلم الوثائقى «الأشياء» Stuff الذى يكشف الأضرار البيئية لثقافة الاستهلاك فى الغرب، وحظى بأكثر من 7 ملايين مشاهدة بعد نشره على الإنترنت.