صدر كتاب جديد للدكتور مصطفى الفقى، المفكر ومدير مكتبة الإسكندرية، بعنوان «دهاليز السياسة وكواليس الدبلوماسية.. نوادر ومواقف»، يستعرض فيه جانبا مهما من حياته التى قضاها فى العمل السياسى والدبلوماسى، وما شاهده من مواقف، وما اطلع عليه من أحداث. ويعتبر الكاتب هذه الحصيلة من الخبرات التى صاغها فى نوادر ومواقف نتيجة «تقلبه فى مواقع عديدة»، فقد عمل دبلوماسيا، وسكرتيرا للمعلومات لدى رئيس الجمهورية، وبرلمانيا، وأستاذا جامعيا، بل رئيسا لجامعة، ومديرا لمؤسسة ثقافية كبرى، فضلا عن رئاسته للعديد من المؤسسات والروابط التى تجسد ثراء الخلفية العلمية والعملية التى مر بها. وحكايات الدكتور مصطفى الفقى متشعبة، متعددة، فهو بالإضافة إلى كونه أستاذا للعلوم السياسية، وممارسا للعمل السياسى، يملك مهارات أدبية رفيعة، جعلته روائيا بامتياز، يميل إلى الحكى، ودقائق التفاصيل، وشياكة اللغة، وأناقة العبارات، فى كل موقع تولاه لديه ما يرويه، وهو ليس سردا لوقائع وأحداث فقط، ولكنه يحوى مغزى وعبرة وتعليقا يستخلصه من سطور القصص التى طاف فيها خلال عمله من وزارة الخارجية إلى رئاسة الجمهورية إلى العمل الأكاديمى، إلى مشاهد الحياة الاجتماعية، ولم ينس أن يعبر عن مواقف طافت به شخصيا، بعضها سبب له ألما، لكنه كعادته يشعر بامتنان تجاه من قدم له العون، ويمتلك صدقا مع الذات والقارئ، يجعله يحاكم وينتقد نفسه. وإذا كان الدكتور مصطفى الفقى قد طاف عوالم عديدة، ولم يستقر على شاطئ واحد، فقد عمل دبلوماسيا محترفا، وسياسيا، وبرلمانيا، ومثقفا، وأكاديميا، وهو ما اكسبه خبرات ومهارات وأطلعه على مواقف وحكايات لم تتح لغيره ممن كانوا أسرى تخصصات علمية أو مواقع وظيفية. الكتاب من إصدار «الدار المصرية اللبنانية»، ويحوى قصصا ممتعة، فيها معلومات وتحليل، وخيال لطبيعة السياسة وتفاعلات العمل العام فى المجتمع المصرى. يأتى هذا الكتاب بعد قدم ثلاثة كتب عن شخصيات التقى بها، وعرفها، فى شتى مجالات الحياة.