أكد الدكتور علي الدين هلال، الوزير الأسبق، أن ثلاثية الكتب التي قدمها الدكتور مصطفي الفقي عن الشخصيات تمثل شهادة للتاريخ قدمها باحث منصف مشارك في الاحداث؛ شملت 291 شخصية عرفها ورأي أنها لعبت دوراً إيجابياً، وأن هدفها ليس المجاملة ولكن زرع الامل في نفوس الشباب، وحرص المؤلف أن تكون هذه الشخصيات نموذجاً للتعددية رجالاً ونساء، مسيحيين ومسلمين، ملوك وشخصيات عادية، شيوعيين ويمينيين وفوضويين، وأعطي مثلاً في التعددية ودحض فكرة النمطية. جاء ذلك في الندوة التي عقدت بصالون الجبرتي بالمجلس الأعلى للثقافة، بحضور أمينه العام الدكتور سعيد المصري. وأضاف "هلال" أن هناك خيطا رفيعا بين حكم نظرة المؤلف يتسم بالانحياز لاحترام الانسان والتقدم والعدالة الاجتماعية؛ وان هناك قواسم مشتركة تجمع كل البشر، مشددا علي أن المعاني التي حكمت اختيارات مصطفي الفقي تكشف عن شخصيته بقدر ما تكشف عما كتب عنهم، باعتباره مثقف الدولة المصرية، وليس مثقف النظام؛ يري في اعماقه ان المجتمع المصري يستند الي دولة قوية، جهاز إداري ممتد وقوات مسلحة وركن ثقافي يتمثل في الدين والعادات، كتب عن شخصيات وقادة عسكريين فخورا ومعتزا بهم، تناول المواطنة والوحدة الوطنية الثقافي في عشرات الشخصيات وعروبة مصر، وهو ابن الستينيات التي تشكل وعيه، انطلاقا من أن الديمقراطية السياسية لا تنفصل عن الديمقراطية الاجتماعية، وقد اتسم بثراء في مفردات اللغة وخبرات متنوعة وذاكرة حديدية، فضلاً عن انه استطاع ان يحتفظ بتوازن دقيق بين النظام الحاكم والشعب، وكان أفضل حلقة وصل بين الرئيس والمثقفين يصحح صورته عنهم. وأشار الدكتور جمال شقرة، الي ان ما كتبه مصطفي الفقي يقدم مادة للباحثين في مجال التاريخ لكتابة جزء من التاريخ الاجتماعي والسياسي في مصر. ومن جانبه ذكر الدكتور مصطفي الفقي أن حياته العملية اتسمت بطابع أفقي وليس رأسيا، فقد عمل دبلوماسيا في مواقع عديدة، وعضوا بالبرلمان ورئيسا للجنة العلاقات الخارجية وكاتبا صحفيا وسكرتيرا للمعلومات لرئيس الجمهورية وعمل في مؤسسات سياسية وثقافية أخري مما أعطى له مساحة من الخبرات والعلاقات مكنته من الالتقاء بالعديد من الشخصيات محلياً وعربياً ودولياً، والكتابة عنهم.