* مؤلف العمل قدمت عملا دارميا وليس مرجعا تاريخيا * محركات البحث تؤكد إقبالا جماهيريا كبيرا على قراءة قصة حياة سليم الأول أثار المسلسل العربى «ممالك النار» جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعى، نظرا لما كشفه المسلسل من حقائق حول دموية سلاطين الدولة العثمانية، مما يخالف ما جاء فى الدراما التركية التى حققت شهرة ونسبة مشاهدة كبيرة فى الوطن العربى فى السنوات الأخيرة وحرصت على أن تصدر صورة ملائكية لسلاطين الدولة العثمانية، وتقديمهم باعتبارهم حماة الخلافة الإسلامية. انقسام متابعى المسلسل على مواقع «السوشيال ميديا» ما بين مدافعين ومهاجمين، وتباينت الآراء فالمنتقدون للعمل يؤكدون أنه ملىء بالأخطاء التاريخية والمشكلات الفنية. وعلى الجانب الآخر رأى المدافعون والمرحبون بالعمل أنه أعاد للمسلسل التاريخى العربى هيبته من جديد، وأكدوا أنه فى النهاية عمل درامى، يحمل رؤية صاحبه، وليس فيلما وثائقيا أو كتابا فى التاريخ يعد مرجعا لمن يريد معرفة معلومات عن هذه الفترة التاريخية، ولذا فلا يجب محاكمته تاريخيا بهذا الشكل، وكل الأعمال الدرامية التاريخية شهدت أخطاء وتم الاحتفاء بها خاصة إذا كانت قوية وكبيرة بحجم «ممالك النار» مثل فيلم «صلاح الدين الأيوبى» وغيره. كما أشادوا بمستوى الصورة التى ظهر عليها العمل والإخراج المتميز للمخرج البريطانى الذى قدم عملا عربيا بمواصفات عالمية، وأجاد اختيارات الكادرات، من وجهة نظرهم، وقالوا إنه قدم تحفة فنية حقيقية، كما نال أداء الفنانين استحسان المرحبين بالعمل وجاء فى مقدمتهم الفنان المصرى خالد النبوى الذى يلعب دور طومان باى والذى جاء أداؤه هادئا وسلسا ومتفهما لجميع أبعاد الشخصية، وهناك أيضا السورى محمود نصر الذى لعب دور سليم الأولى وهو يقدم شخصية مختلفة تماما عما قدمه فى مشواره الفنى؛ حيث اعتاد لعب الأدوار الرومانسية، كما حقق الممثل الشاب المصرى معتز هشام نجاحا مدويا بعد أن أجاد تقديم دور سليم الأول فى مرحلة المراهقة، واستقبله الجمهور استقبالا رائعا. دافع المؤلف محمد سليمان عبدالمالك عن مسلسله بقوله إنه يقدم عملا دراميا وليس مرجعا تاريخيا، وأكد عبر حسابه الخاص عبر موقع التواصل الاجتماعى الفيسبوك أن العمل الفنى لا يحكم عليه إلا بمعايير فنية وليست تاريخية، فمن يريد معرفة هذه الحقائق عليه أن يبحث عنها فى الكتب وليس من خلال عمل درامى. وعلق على تهكم البعض من تجميل المسلسل لفترة حكم المماليك، والتساؤل حول الفرق بين المماليك والأتراك اللذين سعى كل منهما للاستيلاء على السلطة، قائلا: جاء على لسان «حسن» بطل مسلسل «أرابيسك» للمؤلف الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة، إن المماليك استقروا فى مصر واعتبروها بلدهم وبدأوا مرحلة بناء وتطوير الصناعة والتنافس على تقديم أعمال جميلة فى العمارة والفنون وفى مجالات الحياة تحسب لهم، أما الأتراك فكانوا مثل أسراب الجراد التى تسعى لأكل الأرض الخضراء ولا تتركها إلا يابسة جرداء. وأبدى «سليمان» سعادته الكبيرة بحالة الحراك الذى تسببه المسلسل وبردود الأفعال العديدة التى حققها العمل مع عرض أولى حلقاته وإقبال الجمهور بكثافة للبحث عن معلومات خاصة بهذه الفترة الزمنية عبر المواقع الإلكترونية مؤكدا أن هذا هو دور الفن الحقيقى. وأبدى مؤلف «مماليك النار» تفهمه لحملة الهجوم الضارية التى يتعرض لها العمل من الجانب التركى قبل عرض حلقاته، وقال إنهم سعوا لسنوات لغسل دماغ الأجيال الجديدة وتصدير صورة مغالطة للسلاطين العثمانيين للترويج لحلم ما يسمونه الخلافة الإسلامية، فمن الطبيعى أن يغضبهم عمل يكشف الوجه الآخر لسلاطين الخلافة. وقال إن البعض لم يصدق مدى دموية العثمانيين، واعتقدوا أن ما يقدمه المسلسل مبالغة درامية لكن عليهم أن يرجعوا لكتب التاريخ. على صعيد متصل إعلان بعض محركات البحث عن الإقبال الجماهيرى الكبير على معرفة الحقيقة الكاملة لبعض شخصيات العمل فور عرض الحلقات الأولى للمسلسل، وجاء السلطان سليم الأول الملقب بالسفاح والذى كان يتمتع بشهوة سفك الدماء والسلطة فى مقدمة محركات البحث، وهو ما اعتبره مؤلف المسلسل محمد سليمان عبدالمالك مؤشرا لنجاح العمل الذى تسبب فى حالة حراك بين المشاهدين دفعهم لقراءة المزيد عن هذه الفترة التاريخية، وكتب على حسابه الشخصى على «الفيسبوك»، أن هذا ما تفعله الدراما وما ينشره الفن. جدير بالذكر أن مسلسل «ممالك النار» إنتاج ياسر حارب، وتأليف محمد سليمان عبدالمالك وإخراج بيتر ويبر، ويشارك فى بطولته كل من خالد النبوى ورشيد عساف ومحمود نصر وعبدالمنعم عمايرى ورفيق على أحمد وديمة قندلفا. ويتناول المسلسل الحقبة الأخيرة من دولة المماليك وسقوطها على يد العثمانيين فى بدايات القرن السادس عشر، مسلطا الضوء على مرحلة مهمة فى التاريخ العربى.