قال مصدر مصرى قريب من وزارة الخارجية ل«الشروق»: إن «تعليمات صدرت من وزارة الخارجية المصرية لسفارتنا فى واشنطن تدعوها فيها لتوخى الحذر، وعدم الظهور البارز أو المشاركة فى مؤتمر منظمة « جيه ستريت» اليهودية الجديدة المؤيدة للسلام، والذى اختتم أعماله فى واشنطن أمس، بمشاركة الجنرال جيمس جونز مستشار الأمن القومى فى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما. وقالت التعليمات: إن عدم المشاركة فى المؤتمر تهدف إلى عدم استفزاز منظمة لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية «آيباك» كبرى منظمات اللوبى الإسرائيلى المؤيدة للحكومة اليمينية فى تل أبيب وأكثرها تأثيرا على الحكومة الأمريكية خاصة الكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ». ومن المعروف فى واشنطن أن علاقات مصر تحسنت كثيرا مع منظمة آيباك فى أعقاب التضييق المصرى على جماعة حماس المسيطرة على قطاع غزة، وتكثيف جهود مصر لمنع تهريب الأسلحة من شبه جزيرة سيناء لقطاع غزة. وظهرت معالم هذا التحسن فى عدم قيام منظمة آيباك بحملاتها التقليدية داخل مجلس النواب الأمريكى ضد تقديم المساعدات لمصر خلال العام المالى الأخير. وشهدت مناقشات اليوم الثانى من مؤتمر منظمة « جيه ستريت» مشاركة بارزة للسفير الأردنى فى واشنطن زياد رائد الحسينى فى جلسة عنوانها «الحاجة لمنهج إقليمى متكامل لحل الصراع الإسرائيلى الفلسطينى». وفى جلسة مثيرة حول رؤية الكونجرس للعلاقات الأمريكية مع إسرائيل، ذكر المشاركون، وهم أعضاء مجلس الشيوخ تشارلز بوستانى (جمهورى لويزيانا) وبوب فيلنر (ديمقراطى كاليفورنيا) وجارد بوليس (ديمقراطى كولورادو) وجاين شاكوسكس (ديمقراطى ألينوى)، أن تأييد الكونجرس لإسرائيل ليس له حدود أو شروط، إلا أن هناك حاجة متزايدة للاستماع لوجهات نظر تختلف عن الرؤية التقليدية للوبى الإسرائيلى القوى داخل واشنطن، والذى يسيطر عن طريق تمويل حملات المرشحين بصورة كبيرة فى صنع القرار. وأوضح المشاركون أنهم تعرضوا لضغوط عديدة لكى يعتذروا عن مشاركتهم فى هذه المناقشات من القوى التقليدية، فى إشارة لمنظمة «آيباك». وأجمع المتحدثون على عدم أحقية أحد التحدث واحتكار الصوت اليهودى داخل الولاياتالمتحدة، وأن الجدل داخل الاتجاهات اليهودية المختلفة هو شىء صحى للغاية. وأكد أعضاء مجلس الشيوخ الأربعة أن دعم إسرائيل المتمثل فى استمرار المساعدات الاقتصادية والعسكرية، وضمان التفوق العسكرى لإسرائيل، وإدانة أى أعمال إرهابية ضد إسرائيل، لا يتعارض مع رغبتهم فى حل تفاوضى للصراع العربى الإسرائيلى، ورغبتهم فى رؤية دولة فلسطينية مستقلة. وفى إطار الحملة المضادة التى تشنها حكومة إسرائيل ضد جيه ستريت، اتهم دبلوماسى إسرائيلى سابق المنظمة بإقامة علاقات وثيقة مع قطر التى اتهمها الدبلوماسى بدعم حركة حماس الفلسطينية. وقال الدبلوماسى الإسرائيلى لينى بن ديفيد: إن هذه العلاقات تتم عبر شركة فينتون فاوندشن الأمريكية للعلاقات العامة التى كان جيرمى بن عامى مؤسس جى ستريت أحد كبار مديريها قبل تأسيس المنظمة. وأشار إلى أن قطر وفينتون فاوندش كانتا وراء حملة دعائية انطلقت فى واشنطن فى مارس الماضى يهدف إلى تقليص الدعم الأمريكى لإسرائيل. وأضاف أنه من بين قائمة أسماء أعضاء المجلس الاستشارى لمنظمة جى ستريت وعددهم 160 عضوا شخصيات مصنفة باعتبارها عملاء لمصر والسعودية. كان معارضو وجود منظمة « جيه ستريت» يأملون استغلال هذه النقطة لإفشال المؤتمر السنوى الأول للمنظمة الجديدة فأفاضوا فى الحديث عن تبرعات الأمريكيين العرب للمنظمة رغم أن قيمة التبرعات العربية الأمريكية لم تتجاوز مبالغ صغيرة تراوحت بين 30 و100 دولار. وقال المدير التنفيذى لمنظمة « جيه ستريت» جيرمى بن عامى: « إن مجموع تبرعات العرب والمسلمين صغير للغاية ولا يتعدى نسبة 3% من إجمالى التبرعات التى تصل للمنظمة، وتعكس هذه التبرعات تنوع خلفيات المؤيدين لأهداف جيه ستريت». يذكر أن جيه ستريت تأسست على يد مجموعة من المدافعين عن خيارات السلام فى الشرق الأوسط لتكون أول منظمة من اليهود الأمريكيين تركز على دعم السياسيين الأمريكيين الذين يؤمنون بضرورة التحرك نحو تسوية سلمية حقيقية فى الشرق الأوسط فى تحد لجماعات الضغط الموالية لإسرائيل فى الولاياتالمتحدة. ويعتبر جيرمى بن عامى المستشار السابق للسياسة الخارجية فى إدارة الرئيس بيل كلينتون، ودانيال ليفى المستشار السابق لرئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود باراك- ونجل اللورد ليفى مبعوث بريطانيا السابق فى الشرق الأوسط والباحث النشط فى واشنطن هما العقل المفكر للجماعة الجديدة. ويقول عنها جيمس زغبى رئيس المعهد العربى الأمريكى: «تعتبر « جيه ستريت» المنظمة التى تعرف نفسها على أنها «الذراع السياسية للحركة المؤيدة لإسرائيل وللسلام» ثمرة عقدين من التطور داخل الجالية المؤيدة لإسرائيل فى الولاياتالمتحدة.