تصاعدت حدة الخلاف بين منظمة أمريكية يهودية تدافع عن الاحتلال الإسرائيلى ومنظمة أخرى تقول إنها تسعى للحد من نفوذ منظمات اللوبى المتشددة وتريد التسوية مع العرب. حيث حذرت منظمة «ستاند ويذ اس» اليهودية اليمينية المتطرفة من منظمة ليبرالية يسارية تسمى منظمة «جيه ستريت»، وهى منظمة أمريكية يهودية تهدف إلى إنهاء الاحتلال والصراع العربى - الإسرائيلى بالوسائل السلمية. ووصفت «ستاند ويذ اس» المنظمة المنافسة بأنها «مجرد جماعة ضغط جديدة، هدفها تغيير سياسات الولاياتالمتحدة تجاه الدولة العبرية». وقالت إنه «رغم أن جيه ستريت تزعم أنها موالية لإسرائيل وأنها مؤيدة للسلام وتمثل التيار الرئيسى للرأى العام اليهودي، فإننا قلقون لأن مواقفهم على ما يبدو تقوض إسرائيل وسعيها نحو السلام والأمن». مشيرة على وجه الخصوص إلى توجيه قدر متساو من اللوم إلى إسرائيل والفلسطينيين فيما يتعلق بعدم التوصل لاتفاق سلام دائم. واعتبرت المنظمة اليهودية، التى تتخذ من لوس أنجلوس مقرا لها، أن آراء «جيه ستريت» ربما تساهم فى أعمال تضليل وتعصب ضد إسرائيل. ولفتت إلى أن من أبرز مخاوفها أن جيه ستريت، تردد العديد من الاتهامات الموجودة فى كتاب «اللوبى الإسرائيلى والسياسة الخارجية الأمريكية» لستيفن وولت وجون ميرشيمر، كما أنها تشوه المنظمات اليهودية الرئيسية فى الأوساط السياسية. وأضافت أن لديها تخوفا من مستشارى «جيه ستريت» الذين عارضوا إسرائيل أو تربطهم علاقات بالحكومات العربية «التى ظلت على عدائها لإسرائيل». ونبهت إلى أن من بين هؤلاء المستشارين عضواً لم تذكر اسمه، قالت إنه تبرع للمنظمة ب10 آلاف دولار، مشيرة إلى أنه عضو بالمجلس القومى الأمريكى الإيرانى الذى يعتقد أنه «اللوبى غير الرسمى الذى يضغط لصالح النظام الإيرانى الحالى» - على حد زعمها. وأبدت المنظمة، التى تعبر عن التيار الرئيسى فى منظمات اللوبى الإسرائيلى هنا فى واشنطن، انزعاجها ل«زعم جيه ستريت أنها تمثل التيار الرئيسى الصامت للرأى العام الإسرائيلى»، مشككة فى مصداقية الاستطلاعات التى أجرتها الأخيرة لقياس شعبية مواقفها.
