وصول 300 عسكرى روسى إلى قاعدة حميميم لتنفيذ اتفاق سوتشى.. وأنقرة تطلب من واشنطن تسليم قائد «سوريا الديمقراطية» أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، أمس، أنها خططت لتعزيز وجودها العسكرى فى شمال شرق سوريا لحماية حقول النفط هناك من السقوط مجددا بيد تنظيم «داعش» الإرهابى. وقال أحد مسئولى الوزارة فى بيان: إن «أحد أهم المكاسب التى حققتها الولاياتالمتحدة مع شركائنا فى الحرب ضد تنظيم داعش هو السيطرة على حقول النفط فى شرق سوريا وهى تعد مصدر عائدات رئيسية لداعش»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف المسئول الأمريكى الذى لم يكشف هويته أن «الولاياتالمتحدة ملتزمة تعزيز موقعنا فى شمال شرق سوريا بالتنسيق مع شركائنا فى قوات سوريا الديمقراطية، عبر إرسال دعم عسكرى إضافى لمنع حقول النفط هناك من أن تقع مجددا بيد داعش أو فاعلين آخرين مزعزعين للاستقرار»، مؤكدا: «يجب أن نحرم تنظيم داعش من مصدر هذه العائدات، لضمان عدم عودة التمرد». ونقلت مجلة «نيوزويك» الأمريكية عن مسئول رفيع فى البنتاجون قوله إن الولاياتالمتحدة تسعى إلى نشر نصف كتيبة قتالية من أحد الألوية المدرعة بالجيش تضم ما يصل إلى أكثر من 30 دبابة «أبرامز»، إلى جانب مئات الجنود إلى شرق سوريا؛ حيث توجد حقول نفط مربحة تحت سيطرة القوات الكردية. وأوضح المسئول أن الهدف من تلك العملية يتمثل فى إبقاء «داعش»، وكذلك الحكومة السورية وإيران وروسيا بعيدة عن حقول النفط الشرقية. من جانبها، كشفت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، عن وصول 300 عنصر من الشرطة العسكرية معززين بآليات مدرعة إلى سوريا، للمساعدة فى انسحاب القوات الكردية من الحدود مع تركيا، بحسب موقع «روسيا اليوم» الإخبارى. وقالت الوزارة فى بيان: «وصل نحو 300 من أفراد الشرطة العسكرية التابعة للقوات المسلحة فى جمهورية الشيشان، و20 مركبة مدرعة من طراز «تايجر» و«تايفون يو» إلى قاعدة حميميم الجوية فى سوريا لأداء مهام خاصة». وأضافت: «ستباشر هذه الوحدة فى تنفيذ مهمة المساعدة على ضمان سلامة السكان وحفظ القانون والنظام، وتسيير الدوريات، والمساعدة فى انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية وأسلحتها إلى عمق 30 كيلومترا داخل الأراضى السورية». وتوصل الرئيسان الروسى فلاديمير بوتين، والتركى رجب طيب أردوغان، إلى اتفاق على مذكرة تفاهم حول سوريا خلال قمتهما فى سوتشى، تنص على الحفاظ على الوضع الراهن فى المنطقة بين تل أبيض ورأس العين، ودخول الشرطة العسكرية الروسية مع القوات السورية للمناطق المتاخمة لها مع انسحاب الوحدات الكردية. فى غضون ذلك، طالب الرئيس أردوغان، أمس، الولاياتالمتحدة بأن تسلم السلطات التركية قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدى الذى تعتبره أنقرة «إرهابيا». وقال أردوغان فى مقابلة مع هيئة الإذاعة والتليفزيون التركية «تى آر تى»، «يجب على الولاياتالمتحدةالأمريكية تسليمنا الإرهابى الملقب مظلوم، المطلوب بموجب إشعار أحمر» من الإنتربول. وطلب أعضاء فى مجلس الشيوخ الأمريكى هذا الأسبوع فى رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو منح مظلوم عبدى تأشيرة دخول إلى الولاياتالمتحدة كى يتسنى لهم أن يناقشوا معه بصورة مباشرة الوضع فى سوريا. فى سياق متصل، أعرب وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس مجددا عن تشككه إزاء مقترح وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب كارنباور بشأن إرسال قوات حماية دولية إلى شمال سوريا. وقال الوزير المنتمى للحزب الاشتراكى الديمقراطى فى تصريحات للقناة الثانية فى التليفزيون الألمانى (زد دى إف): «لأكون صادقا، خارج ألمانيا لا يناقش أحد حاليا إقامة منطقة حماية»، مضيفا أن الأمر الحاسم فى ذلك هو ما إذا كانت ألمانيا ستعثر على شركاء دوليين لمثل هذه المهمة، مشيرا إلى أنه لم يعلن أحد من المطروح عليهم هذا الاقتراح حتى الآن أنه سيشارك فيه. وتابع ماس أنه نظرا للحاجة الملحة لتقديم مساعدات إنسانية للمواطنين فى سوريا والعدد الكبير للاجئين، فإنه لا يوجد وقت حاليا لإدارة «مثل هذا الجدل النظرى» حول إقامة منطقة حماية أو مشاركة عسكرية أكبر لألمانيا فى المنطقة.