رجحت النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية في بوليفيا فوز الرئيس إيفو موراليس في الجولة الأولى للانتخابات بعد فرز 98 بالمئة من الأصوات. وحاز اليساري موراليس على 83ر46 بالمئة من الأصوات مقابل 7ر36 بالمئة لمنافسه مرشح يمين الوسط كارلوس ميسا. وبهذه النسبة يتجنب موراليس خوض جولة إعادة. قال موراليس في مؤتمر صحفي في مدينة لاباز إن" الأمر ليس رسميا، لكننا فزنا". وتشهد بوليفيا منذ ثلاثة أيام احتجاجات ضد ما تردد عن تلاعب الحكومة بنتائج الانتخابات التي جرت الأحد الماضي. وأضاف موراليس: "دعوهم يقدموا دليلا واحدا على إنني فاسد. أتحداهم". وموراليس، وهو أول رئيس من السكان الأصليين في بوليفيا والرئيس الأطول بقاء في المنصب في البلاد، قد فاز بالفعل في ثلاث انتخابات رئاسية من الجولة الأولى. ويحظر الدستور ترشح موراليس / 59 عاما/ مجددا، وعارض استفتاء جرى عام 2016 إصلاحا كان سيلغي تحديد فترات الرئاسة، لكن المحكمة الدستورية والمحكمة الانتخابية قضت بأن منع موراليس من الترشح ينتهك حقوقه. واتهم ميسا وهو رئيس سابق / 66 عاما/ الهيئة الانتخابية بالتلاعب عندما توقفت عن نشر نتائج فرز سريع كانت تشير إلى التوجه لإجراء جولة إعادة يوم الأحد المقبل. وتسببت مزاعم التزوير في تفجر احتجاجات في جميع أنحاء البلاد، وحرق فروع المحكمة العليا للانتخابات والاعتداء على مكاتب حزب موراليس. وفي وقت متأخر من يوم الأربعاء، قال المدعي العام في دائرة باندو خوان كارلوس كويلار إنه تم إلقاء القبض على ستة أشخاص بتهمة حرق مرافق المحكمة الانتخابية في الدائرة وتدميرها. وقبل ذلك بساعات، قال وزير الحكومة كارلوس روميرو إن الشرطة حددت هوية نحو 400 شخص مسلحين بالديناميت كانوا متوجهين إلى المحكمة العليا للانتخابات في لاباز، حسبما ذكرت صحيفة إل ديبر اليومية. وذكرت الصحيفة أن إضرابا احتجاجيا بدأ امس الأربعاء في سبع من مقاطعات البلاد التسع. وتضررت حركة النقل العام والأسواق والمدارس في حين أغلق المتظاهرون الطرق بالحواجز ونظموا تجمعات حاشدة. واشتبك أنصار موراليس مع خصومه في سانتا كروز، ونظم كلا المعسكرين مظاهرات كبيرة في لاباز يوم الأربعاء. وعزا الرئيس الاحتجاجات العنيفة إلى محاولة انقلاب من جانب "الجناح اليميني" الذي يتمتع "بدعم دولي". وأوصت منظمة الدول الأمريكية في واشنطن بعقد جولة انتخابية ثانية حتى إذا فاز موراليس بشكل مطلق. كما دعت الكنيسة الكاثوليكية في بوليفيا إلى جولة إعادة تحت "إشراف محايد". دعا موراليس اليوم الخميس "المنظمات والشخصيات" التي تقترح إجراء جولة ثانية من الانتخابات إلى "احترام دستورنا". وعلق أيضا على بطء السلطات في نشر نتائج الانتخابات، قائلا إنه سيتم تحسين نظام فرز بطاقات الاقتراع. ويرجع الفضل إلى موراليس في تحقيق استقرار اقتصادي وسياسي في بلد يبلغ عدد سكانه 11 مليون شخص. واستخدم إيرادات النفط والغاز لخفض معدل الفقر من 60 بالمئة في عام 2006 إلى 35 بالمئة في عام 2018، وأشرف على نمو اقتصادي أعلى بكثير من المعدل المتوسط في المنطقة، واستثمر في البنية التحتية وحسن الأوضاع المعيشية وتحقيق اندماج اجتماعي للسكان الأصليين في بوليفيا. غير أنه فقد شعبيته بسبب مزاعم باستبداده وحرائق الغابات التي التهمت ملايين الهكتارات من الغابات والأراضي العشبية هذا العام.