قال قداسة البابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس، إن مصر تواجه اليوم معركتين، الأولى ضد الإرهاب بعد أن تعرضت لهجمات إرهابية كثيرة، ومعركة أخرى للتنمية. وأضاف البابا تواضروس الثاني: "لدينا مشاريع تنموية كبيرة نقوم بها ونحاول في ذلك، وتستعين بدول صديقة مثل فرنسا، ولدينا تعاون في كل المجالات، وهذه الأمور تعطينا أملًا في مستقبل مشرق". وتابع -خلال زيارته لمقر القنصلية المصرية في مارسيليا بفرنسا أمس، حيث استقبله السفير هشام ماهر القنصل المصري العام بجنوب فرنسا وطاقم القنصلية- أن مصر بلد كبير به 100 مليون مواطن، و2 مليون مواطن يعيشون في مختلف دول العالم، في أمريكا وكندا وأستراليا وفرنسا وباقي أوروبا وآسيا وإفريقيا. وذكر: "لقد تأسست الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في القرن الأول الميلادي، وصارت مصر مسيحية لمدة 7 قرون، ثم دخلها الإسلام في القرن السابع الميلادي، وعاش المصريون سويًا، ونستطيع أن نقول إن نهر النيل خلق وحدة طبيعية بين المصريين، وأعتقد أنه عندما زرتم مصر لم تستطع أن تفرق بين المسيحي والمسلم، فنحن نشترك في نفس المساكن وندخل نفس المدارس والمستشفيات والجامعات". وأشار إلى أن "أوروبا في تاريخ لها ابتعدت عن جذورها المسيحية، ولهذا أسباب عديدة وربما هذا يسبب حالة فراغ لابد أن يملأ القلب محبة الله، عندما تشرق الشمس في كل صباح يوجد أمل جديد، ونحن درسنا في تعليمنا عن فرنسا وأيضًا فرنسا أخرجت لنا كتاب (وصف مصر) وعدد الزوار الذين زاروا بلدنا يبين حب الفرنسيين لمصر". وكان قد التقى البابا بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، وبرئيس البرلمان الأوروبي في مقر البرلمان ببروكسل، وكذلك رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، إلى جانب عدد من المسئولين المحليين، وزار أيضا سفارتي مصر بباريس وبروكسل. وبدأ البابا زيارته إلى أوروبا الأربعاء قبل الماضي. ويرافق البابا خلال الزيارة الأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا ميخائيل الأسقف العام لكنائس قطاع حدائق القبة والوايلي والعباسية، والقمص أنطونيوس باقي، والقس كيرلس بشرى سكرتير قداسة البابا، والشماس رامي رزق.