حذرت دراسة ميدانية متخصصة من اتجاه السياحة العربية الوافدة إلى مصر لتغيير وجهتها إلى تركيا وآسيا نتيجة قصور الحملات الدعائية للسوق المصرية. وكشفت الدراسة التى تحمل عنوان «نحو استراتيجية أفضل لتنمية السياحة العربية الوافدة إلى مصر» والتى أجريت بواسطة د. أشرف عبدالمعبود أستاذ مساعد بقسم الدراسات الفندقية وأ.مجدى عبدالعاطى مدرس مساعد بقسم الدراسات الفندقية جامعة الفيوم ونشرت بمجلة «البحوث السياحية» الصادرة عن وزارة السياحة أن وسائل الدعاية والإعلام المستخدمة لترويج المنتج السياحى المصرى، أحد الأسباب الرئيسية لهجر السائحين العرب له، على الرغم من إجماع المبحوثين على جودة حملة الدعاية التليفزيونية تحت شعار «نورت مصر» والتى حصلت على أفضل تقييم من قبل المبحوثين العرب وبالأخص السعوديين. أما باقى وسائل الدعاية، فقد كان مستوى تقييماتها أقل من المستوى المقبول، وكانت الدعاية من خلال المواقع المتخصصة على الإنترنت فى المرتبة الثانية، يأتى بعدها خبرات المعارف والأصدقاء، ثم عروض شركات السياحة عن مصر، فالقوافل السياحية، وفى المرتبة الأخيرة جاءت المطبوعات الدعائية عن مصر. ولم يكن الإعلام هو السبب الرئيسى الوحيد لهجر العرب مصر، ولكن هناك أسبابا أخرى رصدتها الدراسة مثل سلوكيات تعامل المصريين مع السائحين، القواعد المرورية والتنقل من مكان إلى آخر. وأشارت دراسة أخرى بالمجلة إلى «كيفية جذب مزيد من السياحة العربية كأهم الأسواق المصدرة لمصر» مقدمة من الباحثة «كريمة الصغير» مدرس مساعد بمعهد التخطيط القومى، إلى أن الإيجارات المرتفعة للشقق المفروشة والفيللات وهى وسائل الإقامة التى يقبل عليها السائح العربى من العوامل التى تؤثر سلبا على حجم السياحة العربية الوافدة إلى مصر. بالإضافة إلى المشكلات المتعلقة بوكالات السفر، خاصة فى إجراءات الحجز ووزن الأمتعة؛ حيث إن الخطأ فى وزن الأمتعة يتسبب أحيانا فى ارتفاع التكاليف المفروضة على الوزن الزائد مما يضايق السائح العربى، ظاهرة الغش التجارى والمغالاة الرهيبة فى أسعار السلع للعرب، وكذلك عدم وجود تعريفة محددة لسيارات الأجرة. وبالتالى اتجهت السياحة العربية نحو السوق التركية والأسواق الآسيوية فى ظل منافستها على مستوى الأسعار والجودة فى الخدمات المقدمة إليهم. وذكرت الباحثة أن السياحة العربية تمثل نحو 33% من إجمالى الإنفاق السياحى بعدما كانت تمثل نحو 19% فقط فى 2003، وعلى الرغم من انخفاض أعداد السائحين العرب فى السنوات الأخيرة، إلا أن إنفاق السائح العربى القادم يتزايد مما يؤدى إلى ارتفاع الإنفاق السياحى للعرب وهو ما يعد مؤشرا لأهمية السياحة العربية؛ حيث يعد السائح العربى أطول إقامة وأكثر إنفاقا.