"أنا اتخرجت فى أوائل الثمانينيات تجارة وإدارة أعمال. اتخرجت مش عارف أعمل إيه. مبيعات، محاسبة، بنوك؟» هكذا بدأ جمال مبارك حكاية تجربته الخاصة من التعليم إلى سوق العمل. «كانت بداية دخول القطاع المصرفى الأجنبى فى مصر. اشتغلت فى بنك وماكنش عندى خبرة. لكن أهم حاجة إن البنك كان بيديك وظيفة وخبرة كمان. كنت باخد تدريب 3 مرات فى السنة فى مصر وبره»، وأكمل أمين السياسات الحكاية فى «الحوار المفتوح» الذى عقده مع مجوعة من شباب الجامعات وأصحاب المشروعات الصغيرة بحضور وزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد وأدارته الإعلامية لميس الحديدى عبر موقع «شارك» للمرة الثانية خلال شهرين. وبعكس المرة الأولى بدا الحوار هذه المرة مقتصرا على الموجودين داخل القاعة، أدارته الإعلامية لميس الحديدى بتوجيه أسئلة للشباب ولرجال الأعمال ونقلت فى مواضع قليلة جدا بعض ما جاء من تعليقات أو أسئلة عبر الإنترنت ونقل منها جمال مبارك ثلاثة فقط. وامتد الحوار إلى ساعتين ونصف رغم أنه كان مقررا له ساعتان فقط، أقر خلاله جمال مبارك بوجود مشاكل فى التعليم وبوجود الواسطة و«الحسوبية» وتغلغل الروتين. «علشان تبدأ مشروع عن حق بيطلع عينك». ودافع جمال مبارك عن القطاع الخاص وقال «مافيهوش واسطة». وأضاف أن «الاقتصاد المصرى نجح فى خلق 3.5 مليون فرصة عمل 70 % منها فى القطاع الخاص». وتحدث عن «تطوير منظومة التعليم على المدى المتوسط والطويل» وأعلن امين السياسات عن «طرح افكار جديدة» منها تحديد مدة زمنية محددة لصلاحية شهادة الثانوية العامة، تسمح للطالب بالتدريب ثم الالتحاق بالجامعة وعن «تدخل سريع للدولة لسد الفجوة» بين التأهيل وما تحتاجه سوق العمل فعليا عبر التدريب. «هذا هو الفكر الجديد». وعلق وزير الصناعة والتجارة إن «الفكر الجديد مش رفاهية وإنما جزء من منظومة فى العالم» وأضاف رشيد أن هذا الفكر يعتمد على «المبادرات الشخصية» بعد أن كانت الحكومة «أهم حاجة» وأن دور الدولة الآن هو «تهيئة المناخ». واعترف رشيد أيضا بأن السنوات الماضية رغم ما حدث من نمو «لم تشهد عدالة فى التوزيع» ولذلك فإن التركيز فى الفترة المقبلة سيكون على الصعيد وعلى تنمية النشاط الصناعى والتجارى فى الدلتا. وتطرق الحديث أيضا إلى التعليم الفنى وأقر أمين السياسات بوجود نظرة فوقية لهذا النوع من التعليم وقال إن المشكلة أيضا فى عدم وجود «رخصة» لمزاولة المهنة أو الحرف وغياب «مواصفات محددة» لها، ولذلك حسب قوله فإن وزارة التجارة تقوم مع الاتحاد الأوروبى «بوضع تصنيف لنحو 120 حرفة وترجمتها إلى مناهج للمدارس الفنية». مبارك الابن اختتم اللقاء قائلا: إنه ليس من الضرورى أن يتفق الكل «على أجندة واحدة للإصلاح، لكن احنا بنطرح رؤية ومش ممكن نرجع لسياسات عفا عليها الزمن».