«البيئة»: الانتهاء من تطوير 9 محميات بالمحافظات.. ورئيس القطاع بالوزارة: إسناد الخدمات الداخلية للمحميات إلى شركات لمدة 5 سنوات الدبابية بالأقصر و«سالوجا وغزال» والعلاقى بأسوان والعميد بمرسى مطروح تفتح أبوابها للزوار مدير«الصحراء البيضاء» بالوادى الجديد: لم نغلق أبوابنا منذ 2014 والزيارات تحتاج تصاريح لضمان سلامة الزائرين كتب إسلام عبدالمعبود وحمادة بعزق وعمرو بحر وأحمد أبو حجاج وأحمد سباق وحلمى ياسين: مع دخول المحميات الطبيعية ضمن خطة الحكومة للاستفادة من الثروات الطبيعية التى تملكها البلاد، بدأت الجهات المسئولة بالتعاون مع المحليات فى وضع آليات لتحويلها إلى أحد عوامل الجذب السياحى عبر تطويرها وتقديم الخدمات بها مثل إنشاء مراكز لتدريب الغوص واستراحات للزائرين ومراكز للتدريب على الابحاث. وتنتشر المحميات الطبيعية التى تعد جزءا من تاريخ الإنسانية، فى ربوع مصر لتزين العديد من المحافظات، حيث يأتى من أهمها: محمية الدبابية بالأقصر، سالوجا وغزال والعلاقى بأسوان والعميد بمرسى مطروح، والصحراء البيضاء بالوادى الجديد. وزيرة البيئة ياسمين فؤاد تؤكد سعى الوزارة من خلال كل الطاقات المتاحة للاستفادة من ثروات المحميات كعامل جذب للسياحة يوفر عوائد مالية كبيرة للدولة مثل باقى الدول المتقدمة، لافتة إلى إطلاق الوزارة خطة تطوير تمنع التعدى على تلك المحميات، مؤكدة أنه بموجب القرار 204 تم فرض رسوم دخول للمحميات من يخالفها يعرض نفسه للمسئولية. وكشفت الوزيرة فى تصريحات ل«الشروق»، عن الانتهاء من تطوير 9 محميات طبيعية فى مختلف المحافظات، حيث تم تجهيز البنية التحتية بها، كما يجرى البدء فى المرحلة الثانية من تطوير محمية رأس محمد بجنوب سيناء، الذى يشمل إنشاء مراكز لتدريب الغوص واستراحات للزائرين ومركزا للتدريب على الأبحاث ومن المقرر الانتهاء من تلك الأعمال خلال 60 يوما، مؤكدة: «نجرى أعمال تطوير بالمحميات بالتعاون مع المجتمعات المحلية مع توعيتهم بأهمية وجودها فى هذه البيئة والاستفادة منها». ومن جانبه قال رئيس قطاع المحميات بوزارة البيئة، محمد سالم، إنه سيتم طرح الخدمات داخل المحميات الطبيعية خلال الفترة المقبلة، ومنها محمية رأس محمد بجنوب سيناء، ووادى دجلة والغابة المتحجرة بالقاهرة، ووادى الجمال بالبحر الأحمر، لافتا إلى أنه سيتم توقيع عقود تلك الخدمات بين الوزارة والشركة التى ستحصل على تقديمها لمدة 5 سنوات. وأضاف سالم، فى تصريحات ل«الشروق»، أن طرح الخدمات داخل المحميات يهدف إلى توفير الراحة للزوار وزيادة السياحة البيئة خلال الفترات المقبلة، موضحا أن الوزارة ليست متخصصة فى تقديم خدمات للزائرين لذلك سيتم الاستعانة بشركات متخصصة فى تقديم خدمات مناسبة لزائريها تحت إشراف الوزارة وفقا للعقد المبرم، موضحا أن أهم شروط التعاقد مع الشركات الالتزام بكل المعايير البيئية وفقا للائحة الموضوعة. وأشار سالم، إلى أن من أهم الخدمات التى سيتم إتاحتها «دورات مياه ومطاعم تقدم واجبات، وأكشاكا لبيع المياه كما ستشمل مراكز للغوص». «محمية الدبابية» بالأقصر والمصنفة رقم 27 بين المحميات بمصر والتى تعد من أندر المناطق العالمية نظرا لأن اكتمالها الجيولوجى يرجع إلى ما بين العصرين الباليوسين والأيوسين، قبل نحو من «50 إلى 55 مليون سنة»، حيث تمكن هذه المحمية العلماء من كشف أسرار الحياة خلال تلك الفترة المهمة التى شهدت موت معظم الأحياء، نظرا لارتفاع درجة الحرارة لأعلى معدلاتها على كوكب الأرض. ويؤكد الباحث البيئى بالمحمية، أسامة الصغير، أن محمية الدبابية تمكنت من الإجابة عن تساؤلات العلماء عن فترة تقدر ب2.4 مليون عام، لافتا إلى اعتماد المحمية من الاتحاد الدولى للعلوم الجيولوجية عام 2003. وفى أسوان، تعد محميتا «سالوجا وغزال» و«العلاقى» من أهم معالم المحافظة، وعلى الرغم من وجودهما «جغرافيا» داخل محافظة واحدة إلا أنهما مختلفتان فى طبيعة كل منهما، فمحمية سالوجا وغزال» التى تقع على بعد 3 كيلومترات شمال خزان أسوان، عبارة عن جزيرتين بينهما عدد من الجزر الصغيرة تتصل جميعها عند انخفاض منسوب المياه فى النيل، وبها أكثر من 140 نوعا من النباتات والأشجار أهمها أشجار نباتات السنط بالإضافة إلى 135 نوعا من الطيور المقيمة والمهاجرة. مدير عام المحميات الطبيعية بالمنطقة الجنوبية بأسوان أكرم الأباصيرى يقول: إن وزارة البيئة تولى اهتماما كبيرا بالمحميات الطبيعية من خلال توفير الاعتمادات المالية والدعم التقنى والخبراء المتخصصين. وفى الوادى الجديد وعلى مسافة 45 كيلو مترا من مدينة الفرافرة تقع محمية الصحراء البيضاء ذات الطبيعة الطباشيرية الصخرية ذات اللون الأبيض والتى تم إعلانها محمية طبيعية عام 2002 بقرار من مجلس الوزراء. وظلت المحمية ملاذا للراغبين فى إقامة رحلات السفارى، وقبلة للسياح العرب والأجانب والمصريين فى فصل الشتاء، حتى وقوع الهجمات الإرهابية على منطقة الفرافرة عام 2014، ليتم بعدها تشديد إجراءات التأمين على المحمية التى أصبح الوصول إليها يتطلب إجراءات وموافقات أمنية حفاظا على الأرواح. ويوضح مدير محمية الصحراء البيضاء بالوادى الجديد أحمد كمال، أنه لم يتم إغلاق المحمية بعد العام 2014 لكن زيارات الأفواج سواء تتبع شركات سياحية أو جامعات أصبحت تحتاج الحصول على تصاريح من الجهات الأمنية المختصة، لضمان سلامة الزائرين، سواء حال إقامة رحلات السفارى أو التخييم أو إقامة الاحتفالات. وفى المثلث الجنوبى الغربى على الحدود الليبية السودانية بالوادى الجديد تقع محمية الجلف الكبير والتى أعلنت محمية طبيعية بقرار مجلس الوزراء عام 2007، وتعد الجلف الكبير واحدة من أكبر المحميات الطبيعية بمصر. وعلى أطراف محافظة مرسى مطروح، توجد ثلاث محميات طبيعية، تابعة لوزارة البيئة وذلك على مساحة تقدر ب8883 كيلومترا. ففى الشرق توجد محمية العميد، وفى الغرب محمية السلوم، وتعد «العميد» بمنطقة الساحل الشمالى أقدمها، وأكثرها تنوعا من حيث النباتات والحيوانات البرية، بينما تعتبر واحة سيوة هى الأكبر على الإطلاق، وتم إعلانها كمحمية طبيعية عام 2002 وذلك بغرض الحفاظ على التراث الطبيعى والثقافى والاستخدام المستدام لمواردها الطبيعية لتصبح مركزا لتطوير الأنشطة الاقتصادية كالسياحة البيئية. وتضم المحمية بحر الرمال الأعظم الذى يتكون من مجموعة لا نهاية لها من الكثبان الرملية المتحركة التى تخترق مناطق المحميات الثلاث وتحيط بمنطقة بير واحد وهى تشكل واحدة من أهم مناطق المحمية جذبا للسياح. كما تعد محمية العميد فتعد واحدة من أبرز المحميات الطبيعية بمصر لوجود نحو 170 نوعا من النباتات البرية النادرة بها والتى تنمو فى الكثبان الرملية والهضاب الداخلية بالإضافة إلى أنها تضم نحو 70 نوعا للنبات البرى يمكن استخدامه فى الأغراض الطبية والعلاجية، منها «العنصل والشيح ولسان الحمل والمتنان والحميض». ويؤكد مدير إدارة شئون البيئة بمحافظة مطروح، طاهر السنينى، أن المحميات الطبيعية يتم الحفاظ عليها وحمايتها من قبل وزارة البيئة بالاتفاق مع المجتمع المدنى المتمثل فى الأهالى، بينما يقول محمود العتريس رئيس جمعية الصيادين بمدينة السلوم والناشط فى مجال حماية البيئة، إن عدم الوعى البيئى، والصيد البحرى غير المنظم موسميا، يعتبر من أبرز التحديات التى تواجه المحميات.