«المركزى» يكتب شهادة تعاف جديدة للسياحة بعد خسائر 7 سنوات

إيرادات السياحة تقترب من عام الذروة وتحقق 12.6 مليار دولار
الدعم الحكومى والاستقرار والإصلاح الهيكلى.. أهم أسباب التعافى
أكد خبراء ومستثمرو السياحة أن التقرير الأخير الذى أصدره البنك المركزى كتب شهادة تعاف جديدة للسياحة المصرية بعد أن تعرضت لعدة أزمات وخسائر كبيرة طوال ال 7 سنوات الأخيرة بسبب الأحداث التى مرت بها البلاد.
وكشف التقرير الاخير للبنك المركزى عن ارتفاع إيرادات السياحة بقيمة 2.7 مليار دولار مسجلة 12.570 مليار دولار فى العام المالى 2019/2018 مقابل 9.804 مليار دولار فى العام المالى 2017/ 2018. يأتى ذلك بعد أن عانى هذا القطاع فى السبع سنوات الماضية من الانهيار الأمر الذى انعكس إيجابا على الاقتصاد المصرى وساهم فى ارتفاع نسبة النمو.
وخلال النصف الثانى من العام المالى الماضى أشار البنك المركزى إلى أن قطاع السياحة حقق فائضًا فى ميزان المدفوعات بقيمة 1.7 مليار دولار مما حد من العجز الكلى المحقق خلال النصف الأول من ذات العام وكان العجز الكلى المحقق خلال النصف الأول من العام المالى الجارى قد سجل نحو 1.7 مليار دولار.
وأكد الخبير السياحى هانى بيتر عضو غرفة شركات السياحة أن تقرير البنك المركزى الاخير كتب شهادة تعاف جديدة للسياحة المصرية بعد الخسائر الكبيرة وحالة التدهور الشديدة التى أصابت القطاع وأدت إلى إغلاق المزيد من المنشآت الفندقية والسياحية.
أضاف أن هذا التطور الذى تحققه السياحة المصرية شهرا بعد شهر جاء أولا نتاج لدعم الدولة لاستقرار البلاد وأمنها وهو المحور الأهم فى عودة السياحة.. مشيرا إلى أن هذا ما أكده المجلس الدولى للسياحة والسفر WTTC فى تقريره الصادر مؤخرا عن قطاع السفر والسياحة فى 185 دولة والذى أظهر فيه أن السياحة فى مصر شهدت طفرة وانتعاشة هائلة فى العام الماضى 2018 حيث تعد الأسرع نموا بشمال أفريقيا، إذ حقق القطاع زيادة فى أعداد السياحة بنسبة 16.5% وهذا أعلى من متوسط النمو العالمى البالغ 3.9%.
أرجع المجلس هذه الانتعاشة إلى جهود الدولة المصرية لتحسين الأوضاع الأمنية والتى ساعدت على إعادة جذب السائحين وشركات السياحة الكبرى إلى الوجهات المصرية السياحية الشهيرة وزيادة استثماراتهم فى مناطق التنمية السياحية الجديدة على سواحل البحر الأحمر والبحر المتوسط.
وأشار عضو غرفة شركات السياحة إلى أن كل تلك النتائج لم تكن تتحقق من دون دعم الدولة لقطاع السياحة، وتبنيها لبرنامج الإصلاح الهيكلى الذى وضعته وزيرة السياحة وأشرف مجلس الوزراء على تنفيذ خطواته.
وتوقع بيتر أنه خلال العامين القادمين أن تحقق السياحة بالتزامن مع افتتاح المتحف المصرى الكبير وعدد من المتاحف الأخرى مثل متحف الحضارة وافتتاح العديد من المطارات مثل مطار سفنكس والعاصمة الإدارية إيرادات تتجاوز ال15 مليار دولار لتضرب الرقم القياسى الذى تحقق عام 2010 وهو 14.7 مليار دولار.
وكشف تقرير المتابعة السياحى أن أهم محور ارتكزت عليه انتعاشة السياحة هو برنامج الإصلاح الهيكلى الذى صاغته وزارة السياحة والذى تم تدشينه من مجلس النواب مؤخرا لإطلاق الطاقات الكامنة فى القطاع ولأول مرة تضمن البرنامج رؤية شاملة توافق عليها القطاع السياحى بأكمله وهى تحقيق تنمية سياحية مستدامة من خلال صياغة وتنفيذ إصلاحات هيكلية تهدف لرفع القدرة التنافسية لقطاع السياحة المصرى بما يتماشى مع الاتجاهات العالمية.