البابا للطلاب: ابتعدوا عن المشاعر السلبية ويمكن بناء الوطن بإعلاء قيم المحبة نجم: بروتوكول تعاون مع الكنيسة لخدمة المناطق العشوائية قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الشباب أصحاب إرادة ومحبة للوطن، وشباب هذا الجيل هم الأجدر على تحمل المسؤولية والنهوض بمصر، مضيفا: "إذا الشباب يوما أراد الحياة فلابد وأن يستجيب القدر". وأوضح البابا -خلال لقاء مفتوح له اليوم الثلاثاء، مع طلاب جامعة حلوان- أن هناك 4 محركات لحياة الشباب والشابات أولهم المعرفة والعلم والبحث عن المعلومة، مؤكدا أن بعض الاختراعات العلمية دمرت حياة البشر بدلا من أن تبنيها وتجعلها للأفضل كآلات الحروب. وتابع: "صار الإنسان أكثر كسلا وأضعف بنية"، مردفا: "الحركة بركة"، مضيفا أنه يتوقع حل المشكلات الاجتماعية بضغطة زر. وذكر أن المحرك الثاني الهام لحياة الشباب هو البحث عن النفس والذات، مشيرا إلى موجات الإلحاد التي انتشرت على مستوى الشباب، بالإضافة إلى حالات الشذوذ والاكتئبات واللامبالاة، مطالبا الشباب بالبحث عن ذاتهم وبناء شخصيتهم لأن الله خلق كل شاب من أجل هدف. ونوه إلى أن البحث عن الجمال هو محرك ثالث للرقي بالمشاعر النفسية والفنون والذوق العام، مشيدا بمعرض كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان والذي قدم فنون متعددة في حياة الإنسان، مؤكدا أن الفن يحول الأشياء إلى أشياء كريمة ومقدسة. ولفت إلى تأثير الموسيقى على الإنسان، معبرا عن استيائه من حالات الإدمان التي انتابت الشباب بسماع موسيقى سماعات الأذن باستمرار والتي تؤثر بالسلب على نفسياتهم، مضيفا أن محرك الشباب الأخير هو المحرك المفقود أو النادر الوجود. وناشد البابا تواضروس، الطلاب بالابتعاد عن المشاعر السلبية وأن يدعم كل منهم الآخر، وأنهم يمكن أن يكتبوا صفحة في تاريخ الوطن بإعلاء قيم المحبة، مضيفا: "غزت الأنانية الطبيعة الإنسانية وتغيرت محبة الله التي زرعها في البشر وتحولت إلى كراهية وبغض بين الأخ وأخيه". من جهته، قال الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن البابا تواضروس سيظل عاشقا لمصر، مشيدا بمواقفه في الأزمات التي تعرضت لها مصر مؤخرا، وأصبح قدوة هو والأزهر الشريف. وأكد الوزير، أن التعاون بين مؤسسات الدولة الدينية والأحزاب السياسية ومسؤولي الشباب والرياضة والمجتمع المدني ضروري لبناء الإنسان بالتعاون مع شقى التعليم المتمثل في وزارتي التربية والتعليم العالي. وذكر أنه هناك شراكات متعددة الأطراف مع مؤسسات التعليم العالي ينتج عنها تقديم خدمات مجتمعية عبر الجامعات الحكومية المنتشرة في الوطن لتنمية المجتمع وتحقيق الاستدامة، مضيفا أن مقدرات الجامعات المصرية ثروة قومية يمكن تحويلها لطاقة إيجابية في مناحي العمل العام وتقديم الخدمات للمواطنين. من جهته، قال رئيس جامعة حلوان، رئيس جامعة حلوان، إن شخصية البابا تواضروس يميزها الحب والحكمة، مقدرا زيارته الأولى الرسمية لجامعة حكومية. وأعلن عن تعاون بين الجامعة والكنيسة في مجالات الخدمة الاجتماعية، واتفاقية تعاون تخدم جهود وحرص المؤسسة التعليمية في دعم المناطق العشوائية، بالإضافة إلى عقد شراكات متعددة الأطراف مع المؤسسات الدينية لتقديم الخدمات العامة. وقدم كورال جامعة حلوان ترنيمة "احفظ بلادنا يارب"، ومن كلماتها: "احفظ بلادنا واملاها من خيرك، جايين بكل القلب ملناش رجاء غيرك، مجدك يعود ليها يشفي أراضيها ومذبحك فيها يحفظ بلادنا يارب".