نشر السياسي التونسي المخضرم، أحمد نجيب الشابي، اليوم السبت، رثاء لروح الرئيس التونسي الأسبق، زين العابدين بن علي، رغم معارضته الشديدة لحكمه الاستبدادي لأكثر من عقدين. وتوفى بن علي أول أمس الخميس، بعد أزمة صحية عن سن 83 عاما في منفاه بالمملكة السعودية، ويشيع جثمانه اليوم السبت، في المدينةالمنورة، بحسب ما أعلن أفراد من عائلته. ولطالما قاد الحزب الديمقراطي التقدمي، الذي كان يقوده المعارض السابق أحمد نجيب الشابي، قاطرة المعارضة أيام حكم بن على الذي أمتد ل23 عاما. ومثل مقره وسط العاصمة والصحيفة المعارضة الصادرة عنه "الموقف"، حاضنة مستقطبة للمعارضين اليساريين والإسلاميين والوسطيين والنشطاء الحقوقيين معا. وكتب الشابي، الذي شغل منصب وزير التنمية في أول حكومة أعقبت سقوط حكم بن علي في يناير 2011، في مرثية لرحيل بن علي "عارضتك بشجاعة وشرف طيلة حكمك، من أجل احترام حقوق الإنسان وإصلاح النظام السياسي وإشراك النخب في رسم الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية للبلاد". وتابع "اليوم بنفس الشجاعة والشرف، أشهد، رغما عن الخلافات، أنك خدمت بلادك بإخلاص وتفان فأنقذت اقتصادها من الإفلاس الذي شارفت عليه سنة 1986". وصعد بن علي، وهو عسكري برتبة جنرال، إلى سدة الرئاسة في انقلاب أبيض ضد الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في السابع من نوفمبر عام 1987 بعد أنهكه المرض والشيخوخة، وقبلها كان في منصب الوزير الأول كما شغل منصب وزير الداخلية. وأحكم الرئيس الراحل قبضته على الحكم فور دخوله قصر قرطاج واتسمت ولاياته الرئاسية المتتالية حتى عام 2011 بقمع المعارضة والتضييق على حرية التعبير، لكنه حافظ على مستوى معيشي مقبول لطبقة وسطى واسعة بجانب فترة استقرار أمني. وبعد وفاته انقسم التونسيون في تقييم فترة حكمه، بينما تجاهلت وسائل الإعلام الحكومية خبر رحيله. وعدد الشابي البالغ من العمر 75 عاما في مرثيته مناقب بن علي في إصلاح الاقتصاد والتعليم، ومكافحة الفقر ودعم حقوق المرأة ودخل الفرد وسيادة الدولة. واستدرك أيضا: "لم يحالفك النجاح في كل ما بادرت به وتراكمت الأخطاء، بسبب الاستبداد، حتى أدت الى الانفجار والثورة ولكن الكمال لله". وختم في مرثيته: "نم هانئا في مثواك الأخير ولسوف ينصفك التاريخ بعد أن تنقشع الشعوذة والكراهية والتعصب على حساب العقل والوطن". وغادر بن علي مع عائلته إلى المملكة السعودية يوم 14 يناير 2011 بعد احتجاجات عارمة ضد حكمه، ومنذ ذلك الحين لم يظهر إلى العلن باستثناء نشر صوره مع عائلته في مواقع التواصل الاجتماعي. وفي تونس صدرت ضده أحكام مشددة من القضاء العسكري في قضايا ترتبط بقتل ضحايا الثورة وقمع معارضيه وأخرى ترتبط بقضايا مالية. وقالت رئاسة الحكومة في تونس إنها لا تمانع في نقل جثمان بن علي إلى تونس إذا رغبت عائلته بذلك لكن محاميه في تونس منير بن صالحة قال إن بن علي أوصى بدفنه في السعودية. وتزوج بن علي مرتين وله 3 بنات من زوجته الأولى نعيمة الكافي، وهى ابنة جنرال، وبنتان وابن من زوجته الثانية ليلى الطرابلسي التي رافقته إلى السعودية.