طالب رئيس أركان الجيش الجزائرى الفريق أحمد قايد صالح، أمس الاثنين، بتنظيم انتخابات رئاسية «فى أقرب الآجال»، وإلى «الشروع فى التحضير لها خلال الأسابيع القليلة القادمة»، وهو ما ترفضه الحركة الاحتجاجية. وأكد الفريق صالح فى بيان نشرته وزارة الدفاع الجزائرية رفضه «المراحل الانتقالية الوخيمة العواقب، التى تروج لها بعض الأطراف»، فى إشارة إلى الحركة الاحتجاجية التى انطلقت فى 22 فبراير والتى تطالب بإسقاط النظام وبخروج كل المسئولين الموالين للرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة من الحكم. وقال صالح إن «المنطق يفرض الشروع فى التحضير للانتخابات الرئاسية خلال الأسابيع القليلة القادمة»، مجددا «الدعوة مرة أخرى إلى ضرورة التعجيل بتنصيب الهيئة الوطنية المستقلة لتحضير وتنظيم ومراقبة الانتخابات الرئاسية، التى تعد ضمانا أساسيا لتجاوز الوضع الراهن»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وتابع أن «هذه المقاربة ترتكز على ترجيح الشرعية الدستورية، من خلال تنظيم انتخابات رئاسية شفافة فى أقرب الآجال، تجنبنا كل المراحل الانتقالية الوخيمة العواقب». وأشاد رئيس أركان الجيش الجزائرى ب«جهود» الهيئة منددا ب«الأصوات المعروفة بنواياها الخبيثة، والتى باعت ضمائرها لتخدم مصالح العصابة ومصالح أسيادها، والتى تعمل بكل الوسائل المتاحة على عرقلة عمل الهيئة الوطنية للوساطة والحوار». وتعذر إجراء انتخابات رئاسية كانت مقررة فى 4 يوليو الماضى لعدم وجود أى مرشح. ويتولى الحكم حاليا الرئيس الانتقالى عبدالقادر بن صالح الذى انتهت ولايته فى 9 يوليو ومددها المجلس الدستورى إلى حين انتخاب رئيس جديد. وشكل الرئيس الجزائرى المؤقت «هيئة الوساطة والحوار الوطنى» المكلفة إجراء مشاورات لتحديد شروط الانتخابات الرئاسية المقبلة التى يرفض المحتجون أن تتولى تنظيمها السلطات الحاكمة حاليا. لكن الحركة الاحتجاجية ترفض الحوار مع هذه الهيئة وتعتبر أن أى انتخابات تجريها السلطة الحالية لن تفضى إلا للإبقاء على «النظام» الحالى المتهم بتزوير الانتخابات فى عهد بوتفليقة الذى حكم البلاد منذ العام 1999 وحتى العام 2019. ووافقت أحزاب قليلة قريبة من السلطة أو تنتمى للمعارضة المقبولة من النظام على لقاء الهيئة التى لم تنجح حتى الساعة فى إقناع بقية أطياف المعارضة والشخصيات الفاعلة فى المجتمع المدنى وشخصيات «الحراك». وتراجع زخم المظاهرات الأسبوعية بسبب ارتفاع درجات الحرارة والعطلة المدرسية، وسيشكل الشهر المقبل اختبارا لقدرة الحركة الاحتجاجية على التعبئة فى وقت يبدو أن الأزمة فى الجزائر وصلت إلى طريق مسدود.