حالة ذعر تسود سكان مدينة «سيفيرودفينسك» الروسية، التي تبعد نحو 47 كيلو عن موقع الانفجار النووي الذي شهدته قاعدة «نينوكسا» لإطلاق الصواريخ أقصى شمالي البلاد، الخميس الماضي، وتسبب في زيادة نسب الإشعاع النووي لدى المياة الأقليمية إلى 16 ضعفًا، مما أثار شكوكًا حول احتواء تلك المياه على سائل نووي سُمي يدعى « heptyl »؛ الأمر الذي يضع موسكو، بين مطرقة مخاوف مواطنيها الداخلية وسندان المأزق السياسي الخارجي المتعلق منظومتها الصاروخية وبرنامجها النووي. وتستعرض «الشروق» ردود الأفعال الداخلية والخارجية تجاه انفجار قاعدة نينوكسا، وما تداولته الصحف المحلية والدولية حول مخاطره في السطور التالية: إجراءات احترازية! وقع انفجار بالقاعدة العسكرية التجريبية «نينوكسا»، الخميس، وثق شهود عيان إن ألسنة اللهب شوهدت تتصاعد في شكل فطر ضخم ناحية القاعدة لدى الساحل الشمالي الروسي، مما لا يدع شك أن الأمر يتعلق بانفجار نووي، وأدى الانفجار إلى مصرع 5 أشخاص، وإصابة آخرين، بحسب ذكرت صحيفة كوميرسانت، الروسية المحلية. وأفاد تقرير وكالة الطاقة الذرية الروسية أن الانفجار نجم عند اشتغال محرك دفع نووي لصاروخ باليستي، الأمر الذي حرك الشكوك حول صاروخ 9M730 Burevestnik الذي كشف عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، العام الماضي، ضمن المنظومة الصاروخية النووية بحسب خبراء أمريكيين. وفي تصعيد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها روسيا للوقاية من مخاطر الإشعاع النووي، أوصت السلطات الروسية، الثلاثاء، سكان قرية «نيونوكسا» بمغادرتها اعتبارًا من 14 أغسطس لحين الانتهاء من الإجراءات اللازمة بعد الحادث، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية نقلًا عن «إنترفاكس» الروسية للأنباء. موسكو ليست في معزل عن الخطر! يأتي هذا عقب إعلان وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إغلاق المجال البحري لمدينة نينوكسا، على مساحة يقارب 250 كلم مربع، وحظر أي نشاط مدني بها سواء كان سباحة أو صيدًا، الأمر الذي ينذر بأن سماء العاصمة موسكو التي تبعد الانفجار بنحو 1.260كلم مربع ليست بعيدة عن مخاطر الإشعاع المحتملة في حال صحت التقديرات. تضارب ثم إقرار الطابع النووي تضاربت الأنباء الرسمية حول الانفجار في باديء الأمر؛ إذ قالت وزارة الدفاع الجمعة، إن الإشعاع ظل عند مستويات طبيعية عقب الحادث كما تكتمت وسائل الإعلام الروسية الرسمية آنذاك، لكن سلطات مدينة «سفرودفنسك» التي تبعد بنحو 47 كلم مربع قالت، السبت إن ارتفاعا ملحوظًا في مستويات الإشعاع طرأ لفترة وجيزة، كما صرحت منظمة السلام الأخضر (جرينبيس) إن مستويات الإشعاع ارتفعت نحو 20 مرة. الأمر الذي دفع موسكو للإعتراف بالطابع النووي للانفجار؛ إذ أشارت وكالة «روساتوم» النووية في بيانها السبت، أن الانفجار أدى إلى مقتل خمسة من موظفيها نجم عن اختبار صاروخ باليستي.