قال المدير العام لإدارة ضبط التسلح بوزارة الخارجية الصينية "فو تسونغ" إن الصين ستتخذ تدابير مضادة إذا نشرت الولاياتالمتحدةالأمريكية صواريخ متوسطة المدى في آسيا. جاء هذا التصريح اليوم الثلاثاء، تعليقا على إعلان وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبير يوم السبت الماضي، في أستراليا أنه يؤيد نصب صواريخ متوسطة المدى في آسيا خلال أشهر قليلة. وفي سياق متصل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية "هوا تشون يينغ"، إن "ادعاءات وزير الدفاع الأمريكي بشأن سعي الصين إلى زعزعة الاستقرار في منطقة إندو-باسيفيك، ليست إلا نوعا من إلقاء اللوم على الآخرين على نحو غير مسئول، وإن التنمية العسكرية الصينية دفاعية في طبيعتها". وأضافت يينغ أن "الولاياتالمتحدة دأبت منذ وقت طويل على التدخل الصارخ في شؤون بلدان منطقة آسيا-الباسيفيك. وسياسيا، حاولت واشنطن إفساد العلاقات بين تلك البلدان عبر دعم ما يسمى "استراتيجية إندو-باسيفيك". كما تبنت الولاياتالمتحدة سياسات استغلال الجوار الأنانية في الشؤون الاقتصادية، وفي الوقت ذاته نشرت قوات عسكرية ووفرت دعما لحلفائها العسكريين في المنطقة". وتابعت يينغ "من الواضح تماما من الذي يقوض الاستقرار الإقليمي بمنطقة آسيا-الباسيفيك"، مشيرة إلى أن "الولاياتالمتحدة استغلت الصين لبعض الوقت كذريعة بشأن معاهدة القوى النووية متوسطة المدى وغيرها من القضايا، وغالت فيما أسمته "الخطر الصاروخي الصيني"، في إغفال تام للحقائق. وهذا هو بالضبط ما تفعله الولاياتالمتحدة دوما لإلقاء اللوم على الآخرين". ولفتت يينغ إلى أنه برغم المعارضة الدولية، اختارت الولاياتالمتحدة الانسحاب من المعاهدة، والآن تسعى بسرعة إلى نشر صواريخ متوسطة المدى في آسيا، معتبرة أن "هذا في الواقع يكشف النية الحقيقية وراء انسحاب الولاياتالمتحدة من المعاهدة". وشددت على أن الصين تتبع سياسة دفاعية لا تهدف في طبيعتها سوى لتحقيق أهداف دفاعية، قائلة: "نطور قوة عسكرية بغرض الدفاع عن النفس. لا ننوي أن نمثل خطرا على أي بلد، ولن نكون كذلك. كل صواريخنا قصيرة المدى ومتوسطة المدى منشورة على أراضينا، ما يثبت الطبيعة الدفاعية لسياستنا الدفاعية.. ولكن إذا كانت الولاياتالمتحدة تنشر صواريخ متوسطة المدى في منطقة آسيا-الباسيفيك، لا سيما حول الصين، فمن الواضح أن هدفها سيكون هجوميا". وحذرت يينغ من أنه إذا أصرت الولاياتالمتحدة على فعل ذلك، فإن أضرارا بالغة ستلحق حتما بالأمن على المستويين الدولي والإقليمي، وأن الصين لن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى مصالحها تتعرض للضرر، كما أنها لن تسمح لأي بلد بأن يثير الاضطرابات قرب حدودها، وسيتم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية مصالح أمن الصين الوطني. ودعت يينغ الولاياتالمتحدة إلى أن تتحلى بالحكمة، وأن تمتنع عن تصعيد التوترات وتقويض السلام على المستويين الدولي والإقليمي.