هل الخميس المقبل إجازة رسمية؟.. الموعد الرسمي لعطلة عيد تحرير سيناء 2024    توريد 798 طن قمح لصوامع وشون القليوبية    بايدن يدرس إرسال أسلحة جديدة بأكثر من مليار دولار لإسرائيل    «بلاش استفزاز».. نجم الأهلي السابق يحذر كولر من مشاركة موديست    بالأسماء.. إصابة 23 شخصا في حادثين منفصلين بالمنيا    ضبط عاطل استولى على أموال المواطنين بحجة تسفيرهم لأداء الحج والعمرة في القليوبية    علاج صداع الجيوب الأنفية في المنزل بطرق بسيطة ..تعرف عليها    بث مباشر.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مركز منوف بمحافظة المنوفية    رئيس حزب الاتحاد: أمريكا تواصل دفاعها الأعمى عن الاحتلال وتتجاهل حق الشعب الفلسطيني    سلطنة عمان تدين الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في المنطقة    استقرار الخضراوات والفاكهة اليوم الجمعة.. البطاطس ب 12 جنيهًا    قبل مواجهة مازيمبي| الأهلي يشكر سفير مصر في الكونغو    تشكيل النصر المتوقع أمام الفيحاء.. غياب رونالدو    كاسيميرو: أنشيلوتي بكى بعد قرار رحيلي عن ريال مدريد    مصر تجدد قلقها تجاه التصعيد الإيراني الإسرائيلى وتحذر من عواقبه    "الطاقة المستدامة": مصر تنتهي من تنفيذ 80% من محطة طاقة بنبان الشمسية    الحكومة توضح حقيقة قرار عودة عمل الموظفين بنظام ال«أون لاين» من المنزل أيام الأحد    عاجل.. وفاة الفنان المصري صلاح السعدني    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    100 سنة غنا.. تجارب سابقة وإضافات جديدة: كواليس حفل علي الحجار فى الليلة الثانية    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة.. عز ب 46 ألف جنيه    قافلة طبية مجانية لفحص وعلاج أهالي «سيدى شبيب» شرق مطروح.. السبت المقبل    ارتفاع أسعار الدواجن اليوم الجمعة في الأسواق (موقع رسمي)    "الزمالك مش أول مرة يكسب الأهلي".. إبراهيم سعيد يهاجم عمرو الجنايني    ميرنا نور الدين تخطف الأنظار بفستان قصير.. والجمهور يغازلها (صورة)    بسبب سرعة الرياح.. وقف رحلات البالون الطائر في الأقصر    الإسكان: 900 حملة لمنظومة الضبطية القضائية للتأكد من المستفيدين لوحداتهم السكنية    إدخال 119 شاحنة مساعدات إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم    20 مدرسة فندقية تشارك في تشغيل 9 فنادق وكفر الشيخ وبورسعيد في المقدمة    إصابة جنديين إسرائيليين بجروح جراء اشتباكات مع فلسطينيين في طولكرم بالضفة الغربية    ألونسو: مواجهة ريال مدريد وبايرن ميونخ ستكون مثيرة    مخرج «العتاولة» عن مصطفي أبوسريع :«كوميديان مهم والناس بتغني المال الحلال من أول رمضان»    "التعليم": "مشروع رأس المال" بمدارس التعليم الفني يستهدف إكساب الطلاب الجدارات المطلوبة بسوق العمل    أزمة نفسية.. تفاصيل إنهاء فتاة حياتها بحبة الغلة في أوسيم    طلب إحاطة لوزير الصحة بشأن استمرار نقص أدوية الأمراض المزمنة ولبن الأطفال    وزير المالية يعرض بيان الموازنة العامة الجديدة لعام 2024 /2025 أمام «النواب» الإثنين المقبل    «التوعوية بأهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي لذوي الهمم».. أبرز توصيات مؤتمر "تربية قناة السويس"    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 19 أبريل 2024.. «الدلو» يشعر بصحة جيدة وخسائر مادية تنتظر «السرطان»    الدولار على موعد مع التراجع    «العشرية الإصلاحية» وثوابت الدولة المصرية    مجلس الناتو-أوكرانيا يعقد اجتماع أزمة حول الدفاع الجوي في كييف    أخبار الأهلي : موقف مفاجئ من كولر مع موديست قبل مباراة الأهلي ومازيمبي    أحمد كريمة: مفيش حاجة اسمها دار إسلام وكفر.. البشرية جمعاء تأمن بأمن الله    مخرج «العتاولة»: الجزء الثاني من المسلسل سيكون أقوى بكتير    شريحة منع الحمل: الوسيلة الفعالة للتنظيم الأسري وصحة المرأة    فاروق جويدة يحذر من «فوضى الفتاوى» وينتقد توزيع الجنة والنار: ليست اختصاص البشر    مسؤول أمريكي: إسرائيل شنت ضربات جوية داخل إيران | فيديو    محمود عاشور يفتح النار على رئيس لجنة الحكام.. ويكشف كواليس إيقافه    والد شاب يعاني من ضمور عضلات يناشد وزير الصحة علاج نجله (فيديو)    الجامعة العربية توصي مجلس الأمن بالاعتراف بمجلس الأمن وضمها لعضوية المنظمة الدولية    سكرتير المنيا يشارك في مراسم تجليس الأنبا توماس أسقفا لدير البهنسا ببني مزار    بسبب معاكسة شقيقته.. المشدد 10 سنوات لمتهم شرع في قتل آخر بالمرج    جريمة ثاني أيام العيد.. حكاية مقتل بائع كبدة بسبب 10 جنيهات في السلام    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    دعاء للمريض في ساعة استجابة يوم الجمعة.. من أفضل الأوقات    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    نبيل فهمي يكشف كيف تتعامل مصر مع دول الجوار    شعبة الخضر والفاكهة: إتاحة المنتجات بالأسواق ساهمت في تخفيض الأسعار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منير الوسيمى: أوبرا «طرح البحر» خلاصة تجربتى فى عالم الفن
نشر في الشروق الجديد يوم 20 - 07 - 2019

* تعاقدى مع الأوبرا السلطانى يتيح لى تقديم العمل فى الدول العربية.. وأنتظر عرضًا مصريًا مناسبًا
* الناس أصابها الملل من صخب أغانى المهرجانات.. ومشروعى يلبى تطلعات جمهور متعطش لفن راقٍ
* الحجار من أجمل الأصوات التى لحنت لها.. والحلو أقربهم إلى قلبى.. و«الكينج» منطقة أخرى
* حققت طفرة للموسيقيين من موقعى كنقيب.. وفكرة الترشح للمنصب مرة أخرى غيرة واردة

يعود الموسيقار منير الوسيمى للساحة الفنية بعد فترة غياب امتدت لسنوات بمفاجأة كبيرة، حيث أعلن أخيرا عن تقديمه لأول عرض اوبرا باللهجة المصرية، والتى تعرض فى فبراير من العام المقبل على مسرح دار الاوبرا السلطانى بالعاصمة العُمانية مسقط.
وفى حواره مع «الشروق» يكشف الوسيمى عن تفاصيل الأوبرا التى تحمل اسم «طرح البحر»، والتى يقدم من خلالها مجموعة كبيرة من الأصوات المصرية الواعدة بمصاحبة الاوركسترا السلطانى العمانى، كما يتحدث عن فريق العمل الذى يجمع فنانين من اصحاب التجارب الفنية، خاصة فى مجال فنون الاوبرا، وتقنيين على أعلى مستوى من جنسيات مختلفة، كما يتطرق للحديث عن طبيعة تعاقده مع الأوبرا السلطانى، والذى يتيح له تقديم العمل فى عواصم عربية أخرى.
ويقول الوسيمى عن هذه التجربة بأنها خلاصة رحلة موسيقية امتدت لأكثر من خمسين عاما، وأنه لو أنهى حياته المهنية بمثل هذا العمل فسيكون فى غاية السعادة أنه ترك للأجيال المقبلة عملا فنيا يفتح لهم الطريق فى اتجاه جديد من الإبداع الموسيقى..
* سألته عن سبب اختياره العمل بمجال فن الأوبرا رغم أنه يعد من الفنون الغريبة إلى حد ما على جمهورنا العربى؟
أجاب.. أن الموضوع بدأ بتأمل لواقع الساحة الفنية بين فن الاوبرا الذى ينحصر جمهور عروضها فى طبقة ذات ثقافة غربية، وبين جمهور عريض لحفلات الموسيقى العربية، والتجارب التى تمثل امتدادا لها مثل حفلات عمر خيرت، والتى تأتى دائما كامل العدد، وهذا يعد مؤشرا على تعطش الجمهور لمتابعة فن راق هادف، وملاحظة كاشفة لتلك الهوة بين فن الاوبرا وهو فن راق ينتمى لثقافة الغرب وبين مزاج شرقى لجمهور يتطلع للهروب من مستنقع موجة المهرجانات، والرقص بالسنج والمطاوى ضمن حالة تدنٍ أصبحت سائدة فى الشارع المصرى بشكل مرضى، ومن هنا عملت لسنوات على فكرة إيجاد عمل أوبرالى برؤية مصرية شرقية يستطيع أن يستمتع بها الجمهور بمختلف طبقاته المثقف والموسيقى المتخصص ورجل الشارع.
• وكيف جاءت قصة العمل؟
فكرة العمل من تأليفى وهى قصة بسيطة تدور حول «طرح البحر»، وما يخرجه البحر من خيرات وقصص واغان، والتى يتناولها العرض فى حوار شعرى بشكل غنائى جميل وممتع، ويجعل القصة سهلة الهضم فى المنطقة العربية وأن احداثها تدور فى عالم البحر، واستجمعت فيها كل خبراتى، ودراستى الاكاديمية، واتصالى بالدراما عبر تدريسى لفن المسرح الغنائى والاوبرا فى قسم المسرح بجامعة الاسكندرية.
• وكيف وصلت إلى هذه الصياغة الشعرية؟
استعنت بشاعر العامية احمد حداد، وهو شاب جميل رضع الشعر عن اجداده، فجده لأمه صلاح جاهين، وجده لأبية فؤاد حداد، وهو خريج معهد سينما ودارس لفن الدراما بشكل أكاديمى، ما جعله إضافة حقيقية للعمل، وأفادنى كثيرا فى الصياغة والمعالجة الدرامية، وإيجاد حلول لبعض المشاكل التى واجهتنى فى المعالجة.
• وماذا عن باقى عناصر العمل؟
فريق العمل يجمع بين فنانين أصحاب خبرات كبيرة فى مجالات الموسيقى والغناء وفنون الأوبرا والمسرح، وبين شباب مصرى واعد تمثل له أوبرا «طرح البحر» نقطة انطلاق فى عالم الفن، ويمثل عنصر الخبرة الدكتور عبدالله سعد مخرج العرض، والذى شارك فى اخراج العديد من الأوبرات العالمية فى مصر والخارج، ومنها عروض «عايدة» فى الاقصر وتحت سفح الاهرم، فضلا عن تقديمها عدة مرات على مسارح الاوبرا، كذلك المايسترو الدكتور عادل عبدالعزيز استاذ الموسيقى بأكاديمية الفنون، والفنان عمرو عبدالله مهندس الديكور الموهوب، اما عنصر الشباب فيتمثل فى الأصوات الجديدة التى استعنت بها من المتقدمين لمسابقات مهرجان ابداع الذى تنظمه وزارة الشباب والرياضة، وكنت احد اعضاء لجنة التحكيم مع الموسيقار حلمى بكر والدكتور عادل عبدالعزيز، وطرحت وقتها عليهما مبادرة لتأسيس فرقة اوبرا خاصة، ورحبا بفكرة الاستعانة بهؤلاء الشباب، وقمت بالفعل بتدريب 150 شابا وفتاة من طبقات صوتية مختلفة بالمجان، وتجهيزهم للمشاركة فى اعمال غنائية كبيرة حال احتياج أى مؤسسة بالدولة للاستعانة بهم، وجاءت الفرصة فى اوبرا «طرح البحر»، واخترنا 35 شابا وفتاة للمشاركة فى هذا العمل.
• ولماذا لجأت لإنتاج «طرح البحر» مع الاوبرا السلطانى رغم أن الاوبرا مكتوبة بلهجة محلية؟
اختيار اللهجة المصرية؛ لأنها لهجة بيضاء يستطيع فهمها جميع الشعوب العربية من المحيط للخليج، فضلا عن انها لهجة مؤلف وملحن العمل بما يمنحها قدرا وافرا من الصدق، اما عن انتاج عمل اوبرالى جديد فهذا كان يتطلب انتاجا ضخما، وامكانيات تكنولوجية متطورة تمنحها قدرا كبيرا من الإبهار، وهى عناصر يجب أن تتوافر فى العمل المسرحى حتى يمكنه اجتذاب الجمهور وإجباره على الخروج من المنزل فى وقت توفر له العديد من قنوات وبرامج المنوعات وجبة مغرية، ومن هنا عرضت الفكرة على عدة جهات كان من بينها أوبرا مسقط، والتى أبدت استعدادها لإنتاج العمل، وتوفير جميع الامكانيات، وبعد عدت لقاءات مع الدكتور ابراهيم الملاح المستشار الفنى لدار الاوبرا السلطانى فى القاهرة اطلع خلالها على سير العمل واطمأن على المستوى الفنى للتنفيذ تم تحديد ادراج اوبرا «طرح البحر» على برنامج مسرح الاوبرا السلطانى للعام المقبل، وقما ايضا بزيارة لمسقط للاطلاع على الامكانيات المتاحة، وعقدنا عدة اجتماعات مع المهندسين والفنيين التقنيين لتوظيفها فى العرض بشكل يكسبه قدرا اكبر من الابهار.
وخلال الزيارة شاهدت ايضا الاوركسترا السلطانى والذى لم اكن قد تعرفت عليه من قبل وتم الاتفاق على ان يصاحب العرض بعد ان وجده على مستوى راق جدا من الاداء ويمثل اضافة حقيقة للعمل، كما وافقت ادارة الاوبرا فى مسقط على طلبى اضافة 20 عازفا آخر لآلات موسيقية يتضمنها التوزيع الموسيقى للأوبرا.
• ولكن هل يمنحك تعاقدك مع الأوبرا السلطانى حق تقديم العمل فى مصر؟
الحقيقة، القائمون على دار الاوبرا فى مسقط كانوا فى منتهى الكرم، وقالوا لى إنهم يكفيهم فخرا أنهم يشاركون فى إنتاج اول أوبرا باللغة العربية بهذا الشكل، وانهم لن يتقاضوا أى حقوق عن عرض للأوبرا فى أى دولة عربية، وانهم سيقومون بشحن الديكورات والاكسسوار اللازم لتقديم العرض على ان يكون ذلك على نفقة الدولة المستضيفة، ومن هنا استطيع تقديم الاوبرا فى مصر لو تلقينا عرضا من أى جهة لاستضافتها.
• أيعنى هذا أننا سنشاهد اوبرا «طرح البحر» قريبا فى مصر؟
أتمنى ذلك، وأنتظر أن أجد من يتبنى فكرة إقامة العرض على ارض مصر، فأنا وزملائى الفنانون المشاركون اشتغلنا لشهور طويلة على تقديم عمل فنى يليق باسم مصر وثقافتها وتاريخها الفنى الكبير، واظن أن أوبرا «طرح البحر» تأتى كعمل فنى يليق بمصر بعد ثورة 30 يونيو، فهو مشروع مواز للمشروعات العملاقة التى تشهدها مصر حاليا فى مجالات عدة منها الزراعة والطرق والصناعة وغيرها، والفن هو سلاح القوى الناعمة التى يجب الاهتمام بها، فالفن من وجهة نظرى سلعة استراتيجية، ويمكنها ان تدر على الدولة مليارات الدولارات فقط من تطبيق قانون الملكية الفكرية.
• ومن وجهة نظرك ما هو الدور المطلوب فى هذه المرحلة؟
كما قلت إن الفن سلاح استراتيجى مهم، ومن هنا يجب ألا يتم تركه فى يد تجار لا يفكرون الا فى الربح السريع، وان تمارس المؤسسات الوطنية العريقة دورا يعيد الاتزان للساحة الفنية، وذلك باستعادة دور الإنتاج الفنى للإذاعة والتليفزيون وقطاع الانتاج، وشركة صوت القاهرة وغيرها من القطاعات التى توقفت، فما نراه اليوم على الشاشات أو نسمعه عبر محطات اذاعية لا يعبر عن مصر وثقافتها، ولا يتفق مع تطلعات المرحلة، فالإنتاج الفنى له قيمه، ومبدعوه الكبار الذين يجب الاستعانة بهم، فلا يعقل ان يكون بيننا مؤلفون مبدعون بحجم يسرى الجندى ووحيد حامد ومصطفى محرم، ومخرجون من وزن هانى لاشين واحمد صقر وخيرى بشارة وداود عبدالسيد ولا نستفيد منهم بزعم اتاحة الفرصة للشباب، فلا خير فى نبت يخرج بدون جذور، وعلى الشباب ان يتعلموا من هؤلاء، فالإفراط فى الاستعانة بأسماء جديدة لم يضف الكثير للساحة من الأعمال الفنية القيمة، ولم يقدم العديد من الاعمال التى يمكن ان نقول إنها تمثل الفن المصرى أو تعبر عن واقع مصر الآن، ولكننا نجد هناك دراما تراهن على جذب الجمهور بالافراط فى مشاهد الأكشن، والعنف غير المبرر، وتقدم صورة غير حقيقة عن المجتمع، فنحن فى الواقع لا نرى مطاردات بالسيارات بشوارعنا، ولا رجال اعمال يتقاتلون بالأسلحة الرشاشات، ومن هنا أؤكد على دور المؤسسات فى العمل على انتاج اعمال هادفة قيمة تعبر عن مصر وشعبها وقيمها النبيلة، وتبرز الانجازات التى تتحقق على ارض الواقع.
• وكيف ترى واقع الاغنية المصرية؟
لا يختلف عن الاوساط الفنية الأخرى، فمنذ ان توقفت الاذاعة عن الانتاج اصبحت الساحة الغنائية بلا ضابط ولا رابط، ووصلنا إلى استخدام الفاظ لا وجود لها بقواميس اللغة، وكلمات خارجة، وما يطلقون عليه المهرجانات، ومن هنا توقف الكثير من المؤلفين والملحنين المحترمين عن العمل، وحتى لو انفعل احدهم بحدث ما او موضوع انسانى او وطنى ودينى وقام بكتابته وتلحينه لا يجد من ينتجه، وإن انتجه على نفقته لا يجد مكانا لإذاعته، ومن هنا تصدر الساحة ناس بلا موهبة بينما جلس فنانون كبار فى البيوت فى انتظار فرصة. وأحب أن أوضح هنا بأن الاذاعة كانت تنتج اعمالا غنائية وحفلات، وكان قطاع الانتاج وصوت القاهرة ينتجان أغانى مصورة، فضلا عن تترات المسلسلات والفوازير، وهذا كان يثرى الساحة بأغان ذات مستوى جيد، وكانت بذلك تتيح فرض للمؤلفين والملحنين لتقديم ابداعهم.
وأذكر هنا اننى قدمت اغانى فى معظم الفوازير التى اخرجها فهمى عبدالحميد، ومنها فوازير شريهان، وفطوطة مع سمير غانى والفوازيرالتى قدمها الفنان يحيى الفخرانى مع هالة فؤاد وصابرين، كما قدمت تترات والموسيقى التصويرية للعديد من المسلسلات الدرامية منها نسر الشرق والابطال والف ليلة وليلة «عروس البحور» و«هند والدكتور نعمان».
• وماذا عن السينما؟
كان لى حظ كبير فى تقديم العديد من الموسيقى التصويرية لافلام سينمائية مهمة، ومنها «الحقيقة اسمها سالم» و«نساء وراء القضبان» و«البدروم» و«الجراج» و«اربعة فى مهمة رسمية» و«جحيم تحت الماء»، وفى المسرح ايضا قدمت اعمالا مهمة منها «الوزير العاشق» و«راقصة قطاع عام»، و«اهلا يا دكتور» و«جوز ولوز».
• كان لك دراسات خاصة فى الفن الشعبى.. فإلى أين وصلت هذه الدراسات؟
كنت بين طلاب الدفعة الأولى لقسم الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، والذى التحقت به بعد أن أنهيت دراستى للعلوم السياسية بجامعة الاسكندرية، وبعد تخرجى التحقت بالعمل فى فرقة رضا للفنون الشعبية، وقمت بقيادة الاوركسترا الخاص بها لسنوات طويلة، وشاركت فى الصياغة الموسيقية لكثير من الاعمال التى قدمتها الفرقة فى ذلك الوقت، وقمت خلال تلك الفترة بعمل دراسات على الفن الشعبى السكندرى الذى انتمى إليه بحكم النشأة والثقافة، ومنها اغانى الافراح ورقصات الفتوات وغيرها من الاعمال التى ارتبطت بأفراح الاسكندرية، كما قمت بعمل دراسة على الموسيقى الفرعونية، والتى استلهمت بعضا منها فى مقطوعات موسيقية.
• وهل خرجت هذه الأعمال للنور؟
تم تقديم بعض من الأعمال المتعلقة بالفرح السكندرى، أما الموسيقى الفرعونية فمازالت قيد مشروع خاص اتطلع اليه لتقديمه فى عمل للباليه.
• قدمت العديد من الألحان لنجوم الغناء منهم محمد منير وعلى الحجار ومحمد الحلو ومحمد رشدى.. فمن هو الصوت الذى تراه الاقرب لألحانك؟
الحقيقة ان كل صوت له خصوصيته وجماله، ودورى كملحن ان اضع هذا الصوت فى المكان المناسب له، واقدمه بأجمل صورة ممكنة، وذلك من خلال اللحن المناسب له، ويعد على الحجار من اجمل الاصوات التى عملت معها حيث قدمت له الاعمال التى ظهر بها فى بداياته الأولى، ومنها رباعيات صلاح جاهين، اما محمد رشدى فهو حكاية اخرى، ومحمد منير منطقة مختلفة، ولكن يظل صوت محمد الحلو هو الاقرب إلى ألحانى، بينما كان النصيب الاكبر من نجاح الحانى مع المطرب الراحل عمر فتحى، والذى قدمت له ألحانا حققت انتشارا واسعا.
• بعد مشوار طويل مع الفن تظل المنطقة الشائكة فى حياة منير الوسيمى هى نقابة الموسيقيين.. فكيف ترى تلك الفترة؟
على العكس نقابة الموسيقيين كانت فى ازهى عصورها خلال الفترة التى كنت فيها نقيبا، وشهدت النقابة افتتاح مقار لها بجمع محافظات الجمهورية تقريبا، حيث قمت بشراء شقق لتكون مقارا فرعية لها، وعملت على ضم الموسيقيين الغلابة فى اقاصى مصر شرقا وغربا، خاصة واننى اعلم انهم مبدعون حقيقيون، وعملت على زيادة موارد النقابة، وكانت النقابة فى تلك الفترة تقدم خدمات كبيرة لاعضائها ومنها مشروع العلاج الذى كان يوفر علاجا بمبالغ زهيدة، وكنت اعتمد مساعدات لعلاج غير القادرين، وضاعفنا المعاشات عدة مرات، وكان المعاش قبل ان اتولى النقابة مبلغا صغيرا لا يذكر.
وكان هناك فائض كنت اوفر منه شنط رمضان لكل اعضاء النقابة، وحلاوة المولد، ونظمنا رحلات للحج والعمرة باسعار فى متناول الاعضاء، فضلا عن المصايف ومشروع الاسكان، والذى قطعنا فيه شوطا كبيرا، حصلنا على تخصيص قطعة ارض فى مدينة السادس من اكتوبر لانشاء مدينة للموسيقيين، ولكن الاخوان شنوا على حملة شعواء لابعادى عن النقابة، وللاسف انساق خلفهم الكثير من الجهلاء واصحاب المصالح والمطامع.
• ولماذا سعى الإخوان لاختراق النقابة؟
الجماعة الارهابية كان لديها خطة لتدمير كل مؤسسات الدولة، ومن بينها السيطرة على الساحة الفنية والثقافية والتحكم فيها، وتسخيرها لخدمة مصالحها، وانا تركت النقابة وفى حسابها البنكى 9 ملايين جنية و265 الف دولار امريكى لا اعرف مصيرها، وقبل مغادرتى النقابة ابلغت البنك رسميا بالا يتم الصرف من هذه المبالغ الا لصرف المعاشات والإعانات العاجلة، وذلك لأخلى مسئوليتى أمام الله.
• وهل يمكن أن تفكر فى خوض الانتخابات مرة أخرى على منصب نقيب الموسيقيين؟
نقابة الموسيقيين فى حياتى صفحة وأغلقتها، ولا أنوى ان اكررها مرة اخرى، وافضل ان اتفرغ لفنى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.