• الشباب يطرحون أنفسهم بمشروعات تخرج واعدة تنتظر تكرار تجربة «الحاسة السابعة» • محسن التوني: دفعة 56 محظوظة.. والطالب يمنح الفرصة الوحيدة ليعبر عن نفسه دون قيود سوق العمل • أشرف زكي: نبحث تبني إنتاج بعض مشروعات التخرج كأعمال خاصة بالأكاديمية • محمد الطحاوي: فيلم «كشري مصر» استغرق تحضيرات 3 أسابيع وتصويره استمر 16 ساعة متواصلة • علي عامر: «معهد البالية» فيلم يرصد تاريخ المعهد منذ نشأته • مينا سعيد: استخدمنا تقنية جديدة في الشكل والسرد كشفت مشروعات تخرج الدفعة 56 لطلاب المعهد العالي للسينما، عن طاقات واعدة من المبدعين الشباب في مجال السينما، والتي تم عرضها تزامنا مع احتفالية المعهد بمرور 60 عاما على إنشائه، بمسرح المعهد العالي للفنون المسرحية، بحضور العديد من السينمائيين والمثقفين والإعلاميين الذين أعربوا عن سعادتهم لما شاهدوه خلال الاحتفالية من مشروعات لجيل جديد بفكر متطور مواكبا للتطور السينمائي، حاولوا خلالها بذل أقصى جهودهم للوصول للتميز. وضمت لجنة التحكيم نخبة من الفنانين والسينمائيين من مختلف التخصصات الفنية والإبداعية، منهم: الدكتور خالد عبدالجليل رئيس المركز القومي للسينما، والمخرج عمر عبدالعزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية، وغادة جبارة نائب رئيس أكاديمية الفنون، والمخرج هاني خليفة، والمخرج داوود عبدالسيد، والمخرج هاني لاشين، والفنان التشكيلي محمد عبلي، ومنى الصبان. قال الدكتور أشرف زكي رئيس أكاديمية الفنون، إن معهد السينما شهد ميلاد جيل جديد من المبدعين الشباب في مجال السينما لجميع الأقسام الفنية والتخصصات التقنية التي تميز الصناعة، ذاكرا أنها المرة الأولى التي يحضر فيها حفل تخرج لمعهد السينما، مؤكدا أن هناك دائما تطور فيما يقدمه طلاب الأكاديمية، وأنه وجد حماسا وطاقة كبيرة في مشروعات تخرجهم، موضحا أن الأكاديمية تسعى لاختيار عدد من المشروعات وتبنيها وإنتاجها كمشروعات خاصة بالأكاديمية، لدعم جيل جديد من المبدعين. ومن جهته، قال الدكتور محسن التوني عميد معهد السينما، إن دفعة 56 محظوظة وهي تحتفل بمشروعات تخرجها بهذا الشكل، بحضور قيادات العمل الثقافي وهو ما لم يحدث من قبل في تاريخ المعهد خلال 40 عاما، موضحا أن ما يميز مشروعات التخرج لطلبة المعهد هو أن المشروع يمنح الطالب الفرصة الوحيدة التي يستطيع فيها التعبير عن نفسه، قبل الخروج لسوق العمل الذي يحكمه آليات إنتاجية معينة، ففي معهد السينما هناك دائما فرصة للعمل بدون قيود، وللطالب مطلق الحرية في اختيار الموضوعات ويساعدهم في تنفيذها، مشيرا إلى أنه كان هناك اقتراح من أحد الطلبة في قسم الإخراج لتجربة تكنيك جديد في الشغل خلال فيلمه "فن الحشرات"، وبالفعل دعمنا الفكرة، وحقق الفيلم استجابة جيدة من الجمهور ولجنة التحكيم. وأوضح التوني أن المعهد يوفر كل الإمكانيات وفقا للائحة لمساعدة الطلبة في إبراز قدراتهم وطاقاتهم، فخلال أحد المشروعات كان يحتاج ل3 ديكورات، مما يتطلب تكلفة عالية جدا، كما يسخر المعهد كل إمكانيته سواء من الكاميرات والمونتاج والصوت، لكن هناك بعض الأفكار التي يريد بها الطلاب الخروج عن أشياء معينة تتطلب تكفلهم بها. وعبر التوني عن سعادته بالمستوى المشرف الذي ظهرت به مشروعات تخرج طلبة المعهد، وهو شيء ليس بجديد على طلبة المعهد، الذين يمثلونه في عدد من المهرجانات، منها فيلم "نفس الدرجة" للمخرج مينا الدفشي، والذي مثل مصر في مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان الأقصر في دورته الماضية، كما حصدوا ما يقرب من 60% من جوائز المهرجان القومي للسينما على مدار العامين الماضيين. أما عن خطة المعهد للاستفادة من أفكار مشروعات التخرج، أوضح التوني أن المعهد يدرس كل الأفكار التي تصلح لإنتاجها، والاستفادة من إمكانيات الطلبة لإنتاج أفلام خاصة بالأكاديمية، وهناك أعمال تصلح لتحويلها لمشروعات فنية كبرى أو نواة لها، مثلما حدث في تجربة فيلم "الحاسة السابعة" لأحمد مكي. وعن مشروع تخرجها تقول داليا أحمد الطالبة بقسم الديكور، إنها عملت على مشروعين الأول هو مشروع "أتيليه" الخاص بدراستها لمدة 4 سنوات بقسم الديكور، وهندسة مناظر السينما، مشيرة إلى أنها اختارت رواية "جراند أوتيل" وبنت الديكورات الخاصة للعمل، منها حارة وبيت نوبي، التي تدور فيهما المطاردات خلال أحداث الرواية، وكذلك شكل الأزياء لكل الشخصيات، وهي رسومات تم تنفيذها يدويا من البداية للنهاية. والمشروع الثاني هو فيلم "كشري مصر" مع زميلها بقسم الإخراج محمد الطحاوي، موضحة أن ديكور الفيلم اعتمد على فكرة وجود "موقفين ميكروباص" الأول في الفيوم، والثاني في القاهرة، تدور فيهما أحداث الفيلم، وبعد عدة معاينات اختارت أرض بمنطقة شبرامنت تصلح لبناء ديكورين مختلفين لكل موقف، على نفس الأرض لكن بزوايات مختلفة، جانب به نخل وشجر يوحي بأجواء الفيوم، مستخدمة الأدوات الفلاحي القديمة، ممثلة للثقافة الشعبية للفيوم، وعلى الجانب الآخر ديكور يعبرعن القاهرة بوجود سور ومباني ومقاهي. وأشار الطالب محمد الطحاوى بقسم الإخراج في المعهد عن مشروعه فيلم "كشري مصر"، إلى أنه مأخوذ عن المجموعة القصصية "كشري مصر" الحائزة على جائزة ساويرس، ويدور أحداثه في 15 دقيقة، حول شخصية رجل من الفيوم يدعى "حسان"، ويجسده الفنان القدير محمد التاجي، والذي يأتي للقاهرة بصحبة ابنته لتحصيل أموال من أحد المقاولين، لكنه يفشل في الحصول عليها، ويتعرض لعدة مواقف. ولفت إلى أنه اعتمد على قصة قصيرة لتكون مصدره في تنفيذ الفيلم، وليس سيناريو من مكتبة المعهد؛ نظرا لأن الأمر يحتاج لوقت سواء في الحصول على موافقة مؤلفه أو طلب التعديلات على السيناريو، مشيرا إلى أن الفيلم استغرق تحضيرات 3 أسابيع والتصوير استمر 16 ساعة متواصلة، وتعاون معه على المشروع عدد من زملائه بالأقسام الأخرى، منهم: مديرة التصوير مي بركات التي شاركته كتابة السيناريو والحوار أيضا، وداليا أحمد عماد الدين مهندسة ديكور، ومحمد أشرف صوت ومكساج هندسة، ومونتاج ومدير إنتاج شريف حشمت، كما شارك في التمثيل الفنان تامر ضيائي في دور المحامي، والطفلة كنزي أحمد، معبرا عن سعادته بإشادة من المخرج الكبير داوود عبدالسيد والذي كان ضمن لجنة التحكيم بعد عرض الفيلم. وقال الطالب علي عامر بقسم التصوير، عن مشروعه الفيلم الوثائقي "معهد الباليه"، إن الفيلم يرصد تاريخ المعهد منذ نشأته وحتى التطور الكبير الذي يشهده حاليا، مرورا بأهم الأساتذة وخريجي المعهد، بالإضافة للقاء مع عميد المعهد الذي كشف معلومات جديدة عن المعهد من خلال الفيلم الذي شاركه فيه زميله المونتير رزق منصور. وعن مشروعه "فن الحشرات"، قال المخرج مينا سعيد، إن الفيلم تبنى فكرة جديدة تماما على مستوى السرد والشكل، قامت على تصوير الفيلم بالشكل المعتاد، ثم تحويله لشكل الأنيميشن لتبدو كل الشخصيات وكأنها مرسومة، معربا عن سعادته بتحقيق حلمه في تقديم فكرة جديدة تنفذ لأول مرة بمصر، ووجه شكره للدكتورة مها المشري المشرفة على المشروع والتي تحمست للفكرة ودعمتها، وأيضا عميد المعهد الذي منحه الفرصة للعمل عليها، بعد القيام بتصوير جزء منها وعرضها عليه، موضحا أن العمل على المشروع استغرق عدة أشهر متواصلة، وتعاون فيه مع زميله باسم طه سواء في الكتابة أو التصوير، بالإضافة لتنفيذ موسيقى تصويرية خاصة للفيلم ليكتمل المشروع بشكل جيد. وأضاف أن الفيلم ينقسم ل3 أقسام يضم 5 شخصيات، منها شخصية مريض ذهان يعتبر نفسه "الإله" ويتحدث عن فكرة الموت والحياة والوجود خلال 20 دقيقة، مؤكدا أن المعهد يمنحهم حرية في طرح الأفكار، لكن هناك رقابة محدودة جدا لأن المسئولين في النهاية هم فنانون.