علنت وزارة الخارجية البريطانية اليوم الأربعاء، استقالة السفير البريطاني في الولاياتالمتحدة من منصبه، وذلك بعد خلاف تسبب فيه تسريب برقيات انتقد فيها السفير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأرسل السفير كيم داروتش خطاب استقالة، جاء فيه، :"الوضع الحالي يجعل من المستحيل عليّ القيام بدوري كما أريد". ونقلت الوزارة عن داروتش القول :"رغم أن فترة عملي لم تكن لتنتهي حتى نهاية هذا العام، فإنني اعتقد أنه، في الظروف الحالية، فإن المسار المسؤول يتطلب إفساح المجال لتعيين سفير جديد". وتعليقًا على الاستقالة، شكر الوكيل الدائم لوزارة الخارجية البريطانية سايمون ماكدونالد السفير داروتش على خدمته في المنصب وأكد له وقوف رئيسة الوزراء تيريزا ماي ووزير الخارجية جيريمي هانت معه بعد رد فعل ترامب العنيف على التسريب. وكتب ماكدونالد لداروتش :"لقد كنتَ هدفا لتسريب خبيث؛ لقد كنت ببساطة تؤدي عملك". وفي وقت لاحق، أعرب ماكدونالد أمام نواب البرلمان البريطاني عن مخاوفه قائلا: "قد يكون هناك المزيد" من التسريبات، مضيفا أن ما حدث أسوأ مثال لخيانة الأمانة شهده على مدار مسيرته الدبلوماسية التي تمتد لنحو 37 عاما. وكان الخلاف تصاعد بعد تسريب تعليقات لداروتش، جاءت في مذكرة داخلية، لصحيفة "ميل". وبعد ذلك، وصف ترامب السفير بأنه "شخص شديد الغباء". وكتب ترامب على موقع "تويتر" :"السفير الأحمق الذي فرضته المملكة المتحدة على الولاياتالمتحدة ليس شخصا نشعر بالسعادة لوجوده ... إنه شخص شديد الغباء". وفي البرقيات المسربة، وصف داروتش إدارة ترامب بأنها "مختلة وظيفيا"، وقال إن رؤية الرئيس قصيرة المدى. ووصف هانت تغريدات ترامب بأنها "غير مهذبة وخاطئة،" وكتب على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي إنه يشعر "ببالغ الحزن" لاستقالة داروتش. وكان ترامب غرد على "تويتر" أمس الأول الاثنين بأن الإدارة الأمريكية لن تعمل مع السفير داروتش. كما قال ترامب إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تجاهلت نصيحته بشأن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكست) وإنها تصر على "المضي قدما في طريقها الذي يتسم بالحمق." وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان ردا على أنباء استقالة داروتش إن بريطانياوالولاياتالمتحدة "بينهما رِباط أكبر من أي شخص". وأضاف المتحدث أن الخارجية الأمريكية تتطلع إلى مواصلة هذه الشراكة، وأنها ملتزمة بجدول الأعمال العالمي المشترك بين الدولتين.