أثار الزلزال القوي الذي ضرب ولاية كاليفورنيا الأميركية، حالة من الذعر بين المواطنين وسط توقعات بهزة أرضية أكثر قوة. وفي يومي الخميس والجمعة الماضيين، ضرب زلزالان مدمران الولاية الأول بقوة 6.5 درجة، ضرب جنوبها، والثاني بلغت شدته 7.1 درجة بمدينة ريدجكريست، التى يقطنها 27 ألف مواطن، وتقع على بعد 202 كيلومتر شمال شرقي لوس أنجلوس. وتسبب الزلزلان فى حرائق عديدة بالولاية وتدمير جزئى للطرق السريعة وأضرار بعدد من المبانى وبعض الإصابات، وتسببت الهزات القوية في كسور بخطوط رئيسية للمياه وانقطاع الكهرباء عن أنحاء مدينة ريدجكريست، الأمر الذي اضطر حاكم الولاية لإعلان حالة التأهب في مكتب خدمات الطوارئ. ووصف جيسون كورونا، الذي تمتلك عائلته مطعمًا في مدينة ريدجكريست، بالقرب من بؤر الزلازل، شعوره بالرعب عقب الهزات الارتدادية التي أبقته مستيقظًا حتى وقت متأخر من ليلة الجمعة، مشيرًا إلى تزايد معدل الخوف لديه خاصةً بعد قراءته عناوين الصحف الرئيسية: "زلزال الرابع من يوليو لن يؤخر الزلزال الكبير"، حسبما ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن "زلزال يوم الخميس كان بمثابة تذكير بقدوم الزلزال الكبير"، الأمر الذي اضطر المحطة الإذاعية العامة بجنوب كاليفورنيا "KPCC"، لإصدار إعلانًا جديدًا بعنوان "The Big One: Your Survival Guide" ، يهدف إلى تدريب سكان كاليفورنيا على الاستعداد لزلزال مدمر محتمل. ألبرت آدي، صاحب شركة أعمال صغيرة في جنوب كاليفورنيا، يجلس بالقرب من زجاجات مكسورة منتشرة على الأرض، في أعقاب الزلزال الذي ضرب المنطقة أمس بقوة 7.1 درجة، يقول: "الكل يتساءل هل نقترب من الزلزال الكبير؟". وأضاف آدي الذي يعيش بمدينة ريدجكريست منذ عام 1980: "نشعر بالخطر دائماً في كاليفورنيا، بسبب وجود خط صدع سان أندرياس هنا. نحن نعيش على جانبي خط الصدع. إنه من شعور مخيف." ووفقًا للمسح الجيولوجي الأمريكي، تشهد منطقة سان أندرياس فو الجنوبية زلزال كبير عادة كل 150 عامًا، ومنذ آخر زلزال كبير وقع في عام 1857، يعتبر الجزء الجنوبي من الصدع "موقعًا محتملاً لزلزال" في السنوات القادمة، كما أفادت تقارير علماء الجيولوجيا بأن النشاط الزلزالي على طول خط صدع سان أندرياس، الذي أكتشف في العام 1895، يمكن أن يؤدي إلى زلزال مدمر بحلول عام 2030. وأفاد علماء الزلازل بأن الهزات التي وقعت هذا الأسبوع بالقرب من ريدجكريست -شمال الصدع-، لن تزيد على الأرجح من احتمال حدوث زلزال كبير على صدع سان أندرياس، الذي يمتد بطول حوالي 1200 كم. لكن الدكتورة لوسي جونز، عالمة الزلازل بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، قالت يوم الخميس الماضي، في حديث للصحفيين: " لا تجعلوا الأمر أقل ترجيحًا، يجب على المرء أن يستعد دائمًا للزلزال الكبير، هناك احتمال بنسبة 2٪ لزلزال كبير كل عام ". في أكتوبر عام 2013، أصدرت حكومة مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، لوائح وقوانين، تتطلب إعادة تجديد آلاف المباني لمقاومة الهز العنيف، وفي الوقت نفسه، تعمل الولاية على نظام إنذار مبكر على جميع أنحاءها، يُطلق عليه شبكة الزلازل المتكاملة في كاليفورنيا، لن يحذر النظام الذي اكتمل بنسبة 70٪، الجمهور فحسب، بل سيعمل على إغلاق بعض أجزاء البنية التحتية للولاية تلقائيًا، مثل أنظمة القطارات.