عبد العال: نرحب بالسياسة الجديدة لروسيا في العودة إلى البعد الأفريقي أكد رئيس مجلس النواب علي عبدالعال، اليوم (الأربعاء)، أهمية التعاون بين القارة الإفريقية وروسيا في كافة المجالات والتنسيق المشترك حيال مختلف القضايا، مشيرا إلى دور مصر المحوري في هذا الشأن في ظل رئاستها للاتحاد الإفريقي. ويشارك عبد العال، والوفد البرلماني المرافق له، حاليا، في المؤتمر البرلماني (روسيا - أفريقيا)، الذي تستضيفه جمهورية روسيا الاتحادية. وألقى عبد العال كلمة الافتتاح للمؤتمر «تقديرًا من الجانب الروسي للريادة المصرية، ورئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي» وفق بيان رسمي لمجلس النواب أمس الأربعاء. ووصف عبد العال المؤتمر في كلمته بأنه «يعد حدثاً فريداً من نوعه في تاريخ العلاقات الروسية- الأفريقية ويمثل خطوة مهمة لتعزيز أوجه التعاون المشترك بين روسيا وأفريقيا، في ظل الزخم الملحوظ الذي تشهده العلاقات بين الجانبين، والذي سيتوج بعقد قمة روسيا أفريقيا برئاسة مشتركة (مصرية/روسية) بين مصر الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى فى أكتوبر القادم 2019، والتي تم الإعلان عنها خلال القمة الرئاسية بين السيد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي فى أكتوبر 2018 باعتباره الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى». وخاطب عبد العال الحاضرين قائلًا: «أود أن أنتهز فرصة انعقاد هذا المؤتمر البرلماني المهم لأثني وأشيد بالسياسة الجديدة التى تبنتها القيادة السياسية الروسية، والهادفة إلى العودة مرة أخرى للبعد الأفريقى والتقارب مع القارة الأفريقية بعد فترة غياب طويلة، وهي سياسة مُرحًّب بها من قبل الدول الأفريقية، لاسيما وأنها ترتكز على التعاون الاقتصادى مع القارة الأفريقية بما لديها من إمكانيات وموارد هائلة يمكن استغلالها تحقيقاً للمنفعة المتبادلة بين الجانبين الروسى والأفريقى، فأفريقيا تمتلك الكثير من الثروات وعلى رأسها البترول والغاز، والذهب، والألماس واليورانيوم.. وغيرها، فضلاً عن الزراعة، كما أنها تعد سوقاً كبيراً، حيث يزيد عدد سكانها عن أكثر من مليار ونصف، ومقدر له أن يصل إلى حوالى 4 مليار 2050». وعدد عبد العال الأولويات التي تتبناها مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي، وذكر منها: «تعزيز التكامل الاقتصادى والاندماج الإقليمى فى القارة، بما فى ذلك التركيز على مشروعات وبرامج البنية التحتية العابرة للحدود، باعتبارها السبيل لتحقيق تنمية القارة، بما يتماشى مع أهداف أجندة التنمية 2063، لاسيما وإنها تعد المعبر إلى أوروبا عبر البحر المتوسط وإلى آسيا باعتبارها ممتدة جغرافياً فى هذه القارة، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الأفريقية، من خلال تطوير منظومتى الزراعة والتصنيع بالقارة. مع التأكيد على الدور المحورى لشباب ونساء القارة لتحقيق أهداف أجندة 2063 مؤتمر الشباب الإفريقى فى أسوان يناير 2019، وتطوير منظومة السلم والأمن الأفريقية، خاصة فى مجال إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، وترسيخ قيم الحوكمة والشفافية والمساءلة وتشجيع القطاع الخاص والمجتمعى على المساهمة فى البرامج والمشروعات الأفريقية القارية، وتعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين، استناداً إلى مبادئ الاحترام المتبادل، وتحقيق المصلحة المشتركة، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية». واستطرد بالقول: «وكما ترون، كلها مجالات مهمة وحيوية، تمثل بيئة مناسبة لتعزيز التعاون الأفريقي مع الدول الصديقة الراغبة في شراكة حقيقية مع القارة السمراء، وفي مقدمتها جمهورية روسيا الاتحادية». وتابع رئيس مجلس النواب: «إن الرؤية الأفريقية لتطوير التعاون الأفريقي الروسي إنما تنطلق من مبدأ تعظيم القواسم المشتركة والاستفادة القصوى من الثروات الهائلة للجانبين، وعلى رأسها الثروة البشرية التي يمثل الشباب عمادها الأساسي من خلال توظيف التكنولوجيا الحديثة، واختراق المجالات الجديدة خاصةً مجال مشروعات ريادة الأعمال، ومجالات التقنيات الرقمية الحديثة، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. ونحن كبرلمانيين علينا دوراً كبيراً يتمثل في تهيئة المناخ وتوفير البيئة التشريعية المواتية لجذب وتعظيم الاستثمارات المتبادلة وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي الأفريقي الروسي». وواصل الحديث: «إننا في مصر، وأعتقد تشاركنا في ذلك العديد من الدول الإفريقية، نرى فى روسيا شريكاً كبيراً فى الكثير من المشروعات الاقتصادية التنموية، وفي مقدمتها مشروعات الاستخدام السلمي للطاقة النووية، خاصة وأن روسيا لديها خبرة كبيرة فى هذا المجال فضلاً عن أن لديها قائمة طويلة من مشروعات التعاون التى يمكن أن تناسب كل دولة وفقاً لاحتياجاتها وشروطها وظروفها التمويلية والسياسية». وتابع عبد العال: «وبالإضافة إلى مجالات التعاون المشترك، هناك أيضاً قضايا أخرى مهمة تتطلب تنسيقاً مشتركاً وتبادلاً لوجهات النظر بين أفريقيا وروسيا، يأتي في مقدمتها المساهمة في حل الأزمات والصراعات التي ما تزال قائمة في القارة الأفريقية، وتعزيز الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير المشروعة». وختم رئيس مجلس النواب كلمته بالتأكيد على أن «أفريقيا التي تنطلق نحو مستقبلها الذي رسمته وفق أجندتها التنموية 2063، منفتحة على شعوب العالم كافة.. ترحب بالشركاء الساعين نحو تعظيم فرص الاستفادة المتبادلة معها، وفي مقدمتهم الأصدقاء في روسيا، وكلنا أمل في أن مؤتمرنا هذا سيكون خطوة فعالة على طريق تعزيز التعاون بين الجانبين وتحقيق ما نصبو إليه جميعاً».