الجيش الليبى ينفى استهداف المركز.. والأممالمتحدة والاتحاد الإفريقى يطالبان بمحاسبة المسئولين عن الهجوم قُتل عشرات المهاجرين وأُصيب أكثر من 100 آخرين بجروح فى غارة جوية استهدفت فجر اليوم الأربعاء مركزا لاحتجازهم فى تاجوراء، الضاحية الشرقية للعاصمة الليبية طرابلس، فيما أدانت الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقى هذه الضربة، مشددين على ضرورة محاسبة المسئولين عنها. وقال أسامة على، المتحدث باسم طواقم الإسعاف، لوكالة الصحافة الفرنسية: إن «العشرات لقوا مصرعهم خلال الغارة فيما أصيب 70 آخرون»، مضيفا أن «هذه حصيلة أولية والعدد مرشح للارتفاع»، مشيرا إلى أن 120 مهاجرا كانوا داخل العنبر الذى أصيب إصابة مباشرة فى الغارة». وشاهد مصور وكالة الصحافة الفرنسية جثثا ممددة على أرض العنبر وسيارات الإسعاف تهرع إلى المكان. من جانبه، نفى الجيش الوطنى الليبى قيامه باستهداف مركز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين فى تاجوراء، مؤكدا أن فصائل متحالفة مع (حكومة) طرابلس قصفت المركز بعد أن نفذ الجيش الوطنى ضربة جوية دقيقة أصابت معسكرا. وقال المركز الإعلامى لغرفة «عمليات الكرامة» التابعة للجيش الليبى إنه «عقب الضربة الجوية الدقيقة لمخازن الذخيرة بمعسكر الضمان، الميليشيات تقصف بالهاون مقر الهجرة غير الشرعية كالعادة، البحث عن ذريعة لصنع رأى عام... الصور بالأقمار ونوع التفجير وزاويته فى انتظار إثبات جرائمكم». وكانت حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج، قد أدانت قصف مركز إيواء المهاجرين، متهمة قوات الجيش الليبى بقصف المركز. وتاجوراء، التى تقع شرقى وسط طرابلس، مركز لعدد من معسكرات ميليشيات طرابلس والتى تسيطر على العاصمة الليبية. وليبيا نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين من إفريقيا والدول العربية ممن يحاولون الوصول لإيطاليا عن طريق البحر. ويُحتجز آلاف فى مراكز تديرها الدولة فى أجواء تصفها مجموعات حقوقية بأنها غير آدمية فى كثير من الأحيان. من جهتها، أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فى تغريدة على حسابها على موقع التدوينات القصيرة «تويتر» عن «قلقها العميق» إزاء المعلومات الواردة عن استهداف مركز تاجوراء لاحتجاز المهاجرين بغارات جوية و«مقتل لاجئين ومهاجرين». كما أدانت بعثة الأممالمتحدة للدعم فى ليبيا، القصف الذى استهدف مركز إيواء المهاجرين. وأعرب المبعوث الأممى لليبيا غسان سلامة، فى بيان للبعثة، عن إدانته الشديدة لهذا العمل، قائلا: «إن هذا القصف يرقى بوضوح إلى مستوى جريمة حرب، إذ طال على حين غرة أبرياء آمنين شاءت ظروفهم القاسية أن يتواجدوا فى ذلك المأوى». وأضاف سلامة: «عبثية هذه الحرب الدائرة اليوم وصلت بهذه المقتلة الدموية الجائرة إلى أبشع صورها وأكثر نتائجها مأساوية»، داعيا المجتمع الدولى «لإدانة هذه الجريمة وإلى تطبيق العقوبات الملائمة على من أمر ونفذ وسلّح هذه العملية، بما يناقض، وبشكل صارخ، القانون الإنسانى الدولى وأبسط الأعراف والقيم الإنسانية». ووفقا للبعثة، فقد أسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 44 شخصا وإصابة ما يزيد عن 130 آخرين بجروح بالغة. إلى ذلك، أدان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى، موسى فكى محمد «بشدة» الغارة الجوية على مركز احتجاز المهاجرين، داعيا إلى «تحقيق مستقل لضمان محاسبة المسئولين عن هذه الجريمة الرهيبة بحق مدنيين أبرياء». وفى روما، قال وزير الخارجية الايطالى إينزو موافيرو ميلانيزى: «علينا أن نؤمن فورا إجراءات جادة للحماية، وخصوصا نقل المهاجرين المتواجدين فى مراكز إيواء إلى مناطق بعيدة عن المعارك».