توصل فريق من الباحثين الأمريكيين إلى أن تناول شكل مبستر من بكتيريا "أكرمانسيا" (Akkermansia)، البكتيريا المعوية يوفر حماية أكبر من مختلف عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ووفقا لنتائج الدراسة -التي نشرت في عدد يوليو من مجلة "ناتشر"الطبية- قام فريق البحث في جامعة "لوفان" في هولندا، بتطوير دراسة سريرية من أجل إعطاء البكتيريا للإنسان، وفي هذه الدراسة، تم تسجيل 40 مشاركا، حيث أعطى المشاركين في الدراسة شكل مبستر من باكتيريا "أكرمانسيا" (Akkermansia) الذين عانوا من زيادة في الوزن أو البدانة، وجميعهم أظهروا مقاومة للإنسولين (مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكر النمط الثاني)، ومتلازمة التمثيل الغذائي. بمعنى آخر، لديهم عدة عوامل خطر مرتفعة لأمراض القلب والأوعية الدموية. وتم تقسيم المشاركين بصورة عشوائية إلى 3 مجموعات، مجموعة الدواء الوهمي، وأولئك الذين تناولوا البكتيريا الحية، ومجموعة ثالثة الذين تناولوا البكتيريا المبسطة. وقد طلب منهم عدم تغيير عاداتهم الغذائية أو نشاطهم البدني اليومي مع توفير بكتيريا "أكرمانسيا" (Akkermansia) كمكمل غذائي، وكان الهدف الأساسي من هذه الدراسة هو إثبات جدوى تناول هذه النوعية من البكتيريا يوميا لمدة 3 أشهر، دون المخاطرة. وقد لاحظ الباحثون امتثالًا ممتازًا، كان المكملات سهلة الاستيعاب ولم تكن هناك آثار جانبية في المجموعة التي تتناول بكتيريا حية أو مبسترة. ووفقا للدراسة، أكدت الاختبارات التي أجريت على البشر ما لوحظ بالفعل في الفئران. فقد منع تناول البكتيريا المبسترة من تدهور الحالة الصحية للأشخاص في مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكر، ومخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية. كما لاحظ الباحثون انخفاضًا في علامات الالتهاب في الكبد، وانخفاضًا طفيفًا في وزن الجسم للأشخاص (2.3 كجم في المتوسط)، بالإضافة إلى انخفاض مستويات الكوليسترول في الدم. في المقابل، واصلت المعلمات الأيضية (مقاومة الأنسولين أو ارتفاع الكوليسترول في الدم) في العقاقير الوهمية تدهور مع مرور الوقت. وشدد الباحثون على أن هذا البحث سيحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وبالتالي يحتمل أن يكون له تأثير على نصف السكان، إذا تم استخدامه بشكل صحيح.