تشتهر محافظة الوادى الجديد بالعديد من الحرف والصناعات البيئية القديمة، فطبيعة المحافظة الصحراوية أكسبتها ميزات مختلفة استلهمها الإنسان القديم الذى استقر بالواحات المختلفة فى ربوع صحراء المحافظة التى تضم 5 مراكز إدارية عرفت بمسميات واحات الخارجة والداخلة وباريس وبلاط والفرافرة. تصنيع الخزف والفخار من اوائل الحرف التى امتهنها ابناء الواحات وظلت موروثا ثقافيا وبيئيا وحرفيا حتى وقتنا الحالى، حيث استمدت صناعة الخزف والفخار من البيئة حيث يتم تجهيز الطين بطرق مختلفة ليتم تشكيلها وتصنيعها من خلال الدولاب الذى يحرك فى حلقات دائرية بالقدم التى تساهم معها الأيدى فى التصنيع والتشكيل من خلال الحلقات الدائرية للدولاب مرورا بترك المصنوعات فى الشمس الطبيعية بعدها يتم إدخاله لأفران الحرق لتكتمل اجزاء تصنيع الفخار الذى يتحول من طين سريع الذوبان فى المياه إلى أوانٍ فخارية تحمل المياه وتساهم فى تنقيتها وكأنها فلاتر مياه طبيعية. يقول الحاج أحمد معتوق أقدم صانعى الفخار بقرية القصر بمركز الداخلة، إن بادورة تصنيع الفخار بقرية القصر الإسلامية من أقدم المناطق التى احترفت تلك الصناعة وتوارثها الأجيال المختلفة من الأجداد على مر الأزمنة، فلا زالت القرية تشتهر بصناعة الأوانى الفخارية، فيتم تصنيع الطين اللازم للتصنيع والذى يتم إحضاره من حفر عميقة ويترك فى احواض ويغمر بالمياه ليصبح ذا لزوجة وقوام جاهز للتنصيع، يتم تقطيعه كتلا مختلفة حسب نوعية الإناء الذى يتم تصنيعه من خلال الدولاب الخشبى الذى يدار يدويا بالقدم فى حلقات دائرية ويتم تشكيل الاوانى والأنتيكات بأشكال واحجام مختلفة ويتم تركها فى الشمس حتى تجف بعدها تدخل افران الحرق القديمة وتستخرج الأوانى جاهزة للاستخدام. من جانبه قال محمد صابر الفخرانى احد المهتمين بصناعات الفخار بقرية القصر بالداخلة، ان بادورة تصنيع الفخار بالقصر تعرض المنتجات والأوانى الفخارية امام المواطنين والرحلات التى تزور القرية الإسلامية الأثرية، وهناك اقبال على شراء الأوانى التى تستخدم لحفظ وتبريد المياه مثل القلة والزير، وكذلك أوانى الطهى من الحلة وطواجن الطهى المختلفة، بالإضافة إلى الإقبال على شراء قادوس الحمام الذى يسهل عملية إنشاء ابراج تربية الحمام. وقال محمد عبدالله البيرسى مدير مركز تدريب الحرف اليدوية بمركز الخارجة، ان هناك عددا من الشباب والفتيات يعملون بتلك الحرفة فى المركز الذى يتبع جمعية رواد قصور الثقافة التابعة لهيئة قصور الثقافة، ويتم تصنيع الأوانى الفخارية والأنتيكات وكذلك فازات وزهريات بجانب الأشكال الفنية المختلفة التى يتولى تصنيعها فنانون متخصصون سواء تابعين لقصور الثقافة او هواة.