موسكو تستخدم عملات وطنية فى تجارتها مع الشرق الأوسط.. والصين تحدد اليوان للتعاقدات فى بورصة شنغهاى للطاقة دعا الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الجمعة، إلى «إعادة النظر بدور الدولار» فى النظام المالى العالمى معتبرا أن العملة الأمريكية أصبحت «أداة ضغط» تستخدمها واشنطن وتشهد حاليا تراجعا فى «الثقة». وتأتى تلك الخطوة بعد أن شرعت موسكو أخيرا فى استخدام العملات الوطنية فى تجارتها مع الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية، وإطلاق الصين لبورصة شنغهاى للطاقة، حيث يتم تداول عقود النفط بها باليوان، فيما أعلنت كل من ايران والعراق انتقالهما للتعامل مع بعضهما باليورو بسبب العقوبات الأمريكية على الأخيرة. وقال بوتين: «من الواضح أن هذه التغيرات العميقة فى النظام المالى تتطلب تكييف المؤسسات المالية الدولية وإعادة النظر فى دور الدولار، الذى تحول لأداة ضغط بيد الدولة التى تصدره على باقى العالم». وجاءت تصريحات بوتين خلال منتدى سان بطرسبورج فى حضور الرئيس الصينى شى جين بينغ. واعتبر أن ذلك بمثابة «خطأ فادح»: «الثقة (بالدولار) تتراجع فحسب». وكثيرا ما ندد بوتين، الذى تتعرض بلاده لسلسلة من العقوبات الأمريكية، بالنظام المالى العالمى الذى أقامته واشنطن فى أعقاب الحرب العالمية الثانية. وفى خطابه أمام المنتدى اتهم بوتين واشنطن بالسعى إلى بسط نفوذها على العالم بأسره. وأضاف: «لكن هذا النموذج لا يناقض فحسب منطق الاتصالات الدولية الطبيعية، فالمسألة الرئيسية هى أنه لا يخدم مصالح المستقبل». وعن مخاطر حصر التجارة بالعملة الأمريكية فقط، أشار بوتين إلى الدين العام الضخم فى الولاياتالمتحدة، مؤكدا أن مخاطر التجارة بالعملات الوطنية المتمثلة بتقلبات أسعار الصرف أقل إذا ما قورنت بمخاطر الدولار. واستطرد بوتين: «هناك خطر عند استخدام العملات الوطنية فى التجارة، لكن ألا توجد مخاطر عند استخدام الدولار؟»، متابعا أن «20 تريليون دولار الدين العام الأمريكى، وهو يشكل ضغطا على الدولار، ماذا سيحدث فى المستقبل؟ لا أحد يعلم، إذ لا توجد إجابة عن هذا السؤال، هناك مخاطر فى كل مكان، ويجب تقليصها، لذلك من الضرورى تنويع حساباتنا وأنشطتنا». وكثرت الدعوات أخيرا للابتعاد عن العملة الأمريكية فى التجارة الخارجية والحد من هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمى، نظرا لسياسة العقوبات التى تتبعها واشنطن وحرب الرسوم الجمركية التى تنتهجها مع دول العالم. وتعتبر تصريحات بوتين الأخيرة متناقضة مع تصريحات قالها لصحف محلية فى نوفمبر الماضى، حيث أشار إلى ان من يحاول فصل روسيا عن الدولار إنما «يلحق الضرر بنفسه أولا»، معتبرا أن سعر برميل النفط الحالى (60 دولارا) مقبول بالنسبة لموسكو. وذكر أن عدم الاستقرار فى المدفوعات بالدولار، يولد رغبة لدى العديد من الاقتصادات العالمية فى إيجاد عملات احتياطية، وإنشاء أنظمة دفع مستقلة عن الدولار. وكشف بوتين أن بلاده تستورد 70 بالمائة من الواردات، وتصدر 30 بالمائة بالعملة المحلية «الروبل».